"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

رام الله تسكن هواجسي- عطا الله شاهين


 أراني أولج في شوارعها كل يوم وأطوف في أزقتها أشم رائحة القهوة المنبعثة من مقاه عريقة يرتادها أناس غلابة يقتلون وقتهم في لعب النرد أو ورق الكوتشينا أحاول أن لا ابتعد عن جسدها فأنا ولدت هنا وعشقتها منذ صغري وكانت جبالها شاهدة على مخاض أمي بين أشجار الزيتون المتشبث بحب قرب سرية رام الله الشامخة.
 كانت المدينة هادئة حينما وضعتني أمي على عجل.. وصراخي المدوي في الوديان بعث لها حبا جديدا وغسلتني من ماء البئر.. ولفتني ووضعتني تحت شجرة زيتون كبيرة، وشكرت الله على سلامتها وقبلت الأرض المباركة. أحبها كثيرا أزورها كل يوم لا أفارقها إلا في ساعات الليل لأعود إلى حبيبتي الأخرى ، غالبا أحب التململ في شارع ركب فأنا ترعرعت هناك على جنبات الرصيف المليء بمحلات مزركشة يغلب عليها الملل ولا زالت رائحة البوظة تسكن انفي.
 بوظة فلسطينية عريقة يأتون من بلاد بعيدة ليتذوقونها إنها مفخرة لهذه المدينة التي تحب ساكنيها. رحلت أمي وتركتني لها وقالت لي إياك أن تبتعد عن مدينة حضنتك بدفئها وتربيت فيها وتعلمت معنى عشق الأرض والمكان، ولهذا أراني أحبها كثيرا رغم جراحي.. فأنا أحبها كما هي فهي لم تعد كالسابق خضراء ، فالبنايات العالية تشغل شوارعها وأرصفة مزدحمة، ولكني أحبها كما هي رغم ما أصابها من تخمة البناء أولج فيها كل يوم ولا زال جسدها شامخا على التلال رغم أنوف المحتلين، إنها رام الله حبيبتي التي لم أفارقها منذ أن تدحرجت على أرصفتها ولعبت في أزقتها.
 رام الله أنت حبيبتي ولن ابتعد عنك فأنت تسكنين داخلي، وأراني اسكن شوارعك وجبالك، وأراني أولج كل يوم في جسد محاصر من أناس لا يعترفون بالآخر.
أنت شامخة بأناسك الصامدين لا ادري هاجسك يسكن كياني، فأنا مازلت على العهد بأن لا اترك إلا في ساعات الليل لأرى حبيبتي الأخرى فهي تغار منك لدرجة الجنون مع أنها أحبتك ، ولكن بطريقة أخرى، أما أنا اشعر بإحساس غريب وأنا اهبط على جسد تضاريسه تقتلني حينما أنام هناك على قمة نهديك المبللة من شتاء ثقيل، ولكني أحب المكوث طويلا لأرتوي منك ، لأنك أنت الساكنة في وجداني رغم الهفوات التي تبعدني عنك.
اذكر ذات مرة حينما حاصروك وأنت تنزفين واقتربت منك لألعق دمك لكي تشفين من الجراح قلت لي لا تفارقني فأنا أحب دفء قلبك.. وها أنت شامخة رغم أنوف المحتلين. لا أحب سواك فأنت من تجعلينني أحب الحياة رغم أنك لا تغضبين من أناس لا يرحمون جسدك المتعب من جنون الفوضى في أزقتك التي لا تنام.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025