مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

ساركوزي يعمق اوباما - عادل عبد الرحمن


فاجأ الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي إجتماع الاثرياء اليهود والمتبرعين لاسرائيل في جنيف، حين دعا في كلمته امام الاجتماع المذكور المجتمع الدولي الى الضغط على دولة إسرائيل للخروج من اسوار اريحا، المدينة التي وصفتها التوراة بالمدينة المغلقة ومقفلة باسوارها العالية. وطالب المجتمع الدولي الضغط على الحكومة الاسرائيلية بالالتزام بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67 قبل ان تغلق إسرائيل الاسوار على نفسها، وتغرق في ظلام العزلة. كما اشار الرجل، الذي حرص الممولين اليهود على دعوته للاجتماع ، بهدف استقطاب شخصيات يهودية ودولية أخرى لدعم إسرائيل، الى ان نتنياهو خدعه، وأُثر سلبا على نجاحه في الانتخابات الفرنسية الاخيرة. الاثرياء اليهود صدموا بخطاب ساركوزي، واعتبروه "رهيب وخطير". اولا لان الخطاب جاء عكس التوقعات، التي افترضوها؛ وثانيا لان الخطاب شكل حالة ارباك في الاجتماع، وانعكس سلبا على المنظمين له ؛ وثالثا لانه وجه ضربة قوية لنتنياهو وحكومته الحالية او القاددمة، إن قُّدر له تشكيلها؛ ورابعا سلط الضوء على حجم الاحتقان والغضب المتزايد في اوساط صناع القرار الغربيين (اوروبيين واميركيين) ؛ خامسا سلح القيادة الفلسطينية باسلحة جديدة لمواجهة الضغوط الدولية المفروضة عليها، والتي تدعوها للعودة للمفاوضات المجانية مع القيادات اليمينية من امثال نتنياهو وليبرمان ومن لف لفهم دون إلزامهم بدفع الثمن؛ سادسا مهد الطريق لتشكيل راي عام في اوساط صناع القرار الامميين لاستخدام سلاح العقوبات ضد دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.                    
ما تقدم، تعززة القراءة الموضوعية للمواقف، التي رشحت وصدرت عن الرئيس الاميركي اوباما عشية الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، والتي عرضها الكاتب جيفري غولد بيرغ، في عاموده الصحفي، عندما اكد فيها على أن إسرائيل تسير في ظل حكومة نتنياهو الى الكارثة نتيجة جبن نتنياهو السياسي، ورفضه خيار حل الدولتين على حدود 67، وهو ما عاد اكده وزير خارجيته المرشح السيناتور جون كيري امام الكونغرس قبل يومين، حيث اكد ان تبديد خيار الدولتين سيكون كارثة على الجميع، على إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، لان السياسات الاسرائيلية اليمينية المتطرفة بقدر ما تهدد وجود إسرائيل ، بذات القدر تهدد مصالح الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا. 
إذاً ما جاء على لسان الرئيس ساركوزي، لم يكن مفاجئا للمراقبين، لاسيما وان هناك سابقة تم إلتقاطها اثناء محادثة بين الرئيسين الفرنسي آنذاك والاميركي  اثناء قمة الدول الصناعية الكبرى، في مدينة كان الفرنسية مطلع تشرين الثاني / نوفمبر 2011، عندما خاطب ساركوزي اوباما بالقول عن نتنياهو :" لا استطيع رؤيته أكثر من ذلك، إنه كذاب". فرد الرئيس الاميركي بالقول :"انت يئست منه، فماذا اقول انا المضطر للتعامل معه كل يوم". لكنه كان مفاجئا للاثرياء اليهود، لانهم راهنوا على يداهن الرئيس الفرنسي السابق نتنياهو والقيادات اليمينية الاسرائيلية، التي أضرت واساءت للقيادات الغربية وإسرائيل على حد سواء.
قلب ساركوزي سحر دعوته على السحرة اليهود الاثرياء، الذين مالأوا حكومات إسرائيل دون اتخاذ مواقف جدية للضغط عليها، واعادتها الى جادة عملية السلام وخيار الدولتين على حدود 67، لان في ذلك مصلحة حيوية لليهود واسرائيل والغرب وكل شعوب المنطقة. ولكن السياسات الاسرائيلية  الارهابية والمدمرة لعملية السلام، أضرت وهددت ، وتهدد الوجود الاسرائيلي ذاته قبل ان تهدد الوجود الوطني الفلسطيني والعربي.   او كما حذرت وثيقة صهيونية نشرت عام 1982 القيادات الصهيونية، " من إفتراض دولة إسرائيل حملة صهيونية جديدة." رغم ان الوثيقة الصهيونية، إنطلقت من فرضية "إقصاء الشعب الفلسطيني نحو الشرق، والدعوة الى خيار الوطن البديل" كي تتمكن إسرائيل  من "العيش الآمن!"، وهو ما يحذر منه القادة الغربيين، ولم يدركه القادة الصهاينة من اليمين واليمين المتطرف والمتدينين حتى الان.
على رئيس وزراء إسرائيل الجديد إن كان نتنياهو او لبيد او يحيموفيتش الانتباه لاقوال الرؤساء اوباما وساركوزي ووزير الخارجية كيري وغيرهم من قادة العالم ، الذين سئموا من سياسة البلطجة والخروج على القانون الدولي، وتدمير عملية السلام. والانتباه الى مسألة في غاية الاهمية: أن وجود وقوة إسرائيل، كان بفضل الغرب، لان له مصلحة في ذلك. وفناء إسرائيل قد لا يكون بفضلهم وانما نتاج السياسات التدميرية الاسرائيلية ذاتها، والتي ستدفع الفلسطينيين والعرب وانصار السلام في العالم للوقوف خلفهم لاعادة رسم خارطة المنطقة بما يعيد الاعتبار لفلسطين التاريخية ..
a.a.alrhman@gmail.com
 

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024