بالإرادة والثقة نتقدم بالمصالحة .. - د.مازن صافي
وأخيرا لجنة المصالحة المجتمعية تجتمع في غزة وتؤكد في اجتماعها على تهيئة اللجان وتشكيلاتها في كل محافظات الوطن وإعلان الجهوزية من أجل القيام بمهامها فور توفر الإرادة السياسية لدي كافة الأطراف عامة وحركتي فتح وحماس خاصة .
وسؤال بسيط يأخذنا إلى حقيقة واضحة ، لماذا المصالحة اليوم ، ولماذا يجب الإسراع بها ، وما طبيعة الإجراءات التي يمكن القيام بها للانتهاء دون الدخول في سيناريوهات سابقة تعيق تشكيل الحكومة والبدء في المصالحة .. الموضوع يحتاج الى مؤشر .. بدء لجنة الانتخابات وتسجيل الناخبين ، تشكيل الحكومة لإنقاذ المجتمع الفلسطيني وإعادة وحدة المؤسسات ، ومواجهة خطر الإفلاس المالي ووضع أكثر من مليون موظف تحت خط الفقر " مؤقتا " .. إن الإرادة المقصودة هي تلك التي يحملها ويمارسها شعبنا الصابر الصامد الذي يؤمن بأن ما يحيط القضية الفلسطينية وعنجهية وتعجرف المحتل الصهيوني وتواطؤ الولايات المتحدة وصمت العالم الظالم دليل قاطع ان وحدتنا ستكون الرد القوي على كل هؤلاء .. فبالمصالحة سوف نتقدم في مسار الربيع العربي ونصنع لنا مسارا يؤَّمِن لنا الوصول الآمن الى كل أهدافنا وتطلعاتنا وخططنا المستقبلية .. فالمصالحة تعتبر اليوم الورقة الأولى في المسرح السياسي وأيضا في كل الأحداث الإقليمية المتوقعة .. كنا نكتب دائما إن دافع تحقيق المصالحة لن تتم مراسيم المصالحة ، بل المطلوب أن تتوفر القدرة على تحقيق هذا الدافع ، أي توفر الاستعداد الحقيقي للتعامل بنتائج المصالحة و المضي في خطة توفر حياة كريمة للناس وتنهي الحصار وتعيد الوحدة وتنهي التشرذم إلى غير رجعة .. وها هي ” المصالحة المجتمعية ” ترفع راياتها وتعلن وجودها بعد أيام لإنهاء أكبر معضلة يمكن أن تواجه التنفيذ والتطبيقي الفعلي للمصالحة وإنهاء الانقسام .. فحين ننتهي من ملف المصالحة المجتمعية وملف تشكيل الحكومة التوافقية الواحدة ” أو أي مسمى آخر ” فهذا يعني بالفعل الشعور الحقيقي بعودة الأوضاع على الأرض في صورتها الجميلة والتي ينشدها الجميع .. المجتمع الفلسطيني قرر أن الانقسام يجب أن ينتهي .. وهو نفسه الذي يعاني الولايات من الانقسام البغيض وتداعياته .. إن المطلوب هو تغيير جذري في آلية التفكير والموقف للوصول الى حدود دولتنا الفلسطينية بمؤسساتنا الموحدة الفتية وبمعالجتنا للقضايا العالقة وتلك التي تسكن بيوت الناس وشوارعنا .. وما نلاحظه اليوم هو حالة شديدة من الترقب مع ضآلة التفاؤل .. وهذا مؤشر هام ولكنه سلبي .. يفترض أن يكون المؤشر متجها الى الثقة .. الجميع يعي أن المصالحة حالة طبيعية ويجب أن يتم إعادة ثقة الناس في حتمية الوصول إليها ، وهناك خطوات على الطريق يتوجب الاهتمام بها وهي – التهيئة الاجتماعية المناسبة والتي تعمل على إنجاح المصالحة المجتمعية التي تأثرت بالواقع السياسي الانقسامي .. التهيئة الإعلامية المناسبة ،و الأجواء العامة من اجل دعم تنفيذ اتفاقيات المصالحة .. تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحركية الحزبية وصولا الى المصالحة الفلسطينية .. ومن الأهمية أيضا الوصول الى إعلان أسماء الحكومة التي سيكون على عاتقها تنظيم أمور الناس والوصول الى الانتخابات وتوحيد وعودة المؤسسات والحياة الوظيفية إلى مسارها الطبيعي ..