قادة «الأنا» والطابون النووي - موفق مطر
أيها المتمترسون في مواقع القرار، ايها المسؤولون عن رفاهيتنا ونكباتنا، لا إعفاء من المسؤولية إلا للمجانين والقاصرين، فاختاروا، اما اعفاء وتسريح بسلام، او اعتراف والبدء بالتطهر من الخطايا، سنحسن الظن، ونقول: سنشهد سباقا للانضمام إلى قافلة المعترفين، فانها على ما فيها من شقاء تظل أهون من تهمة الجنون، فهل نفتح باب التنسيب؟!
ساحت أدمغة فقراء ومساكين من حرارة التفكير ومحاولة فهم ما حصل.. لكن هل تعلمون أن آخرون قد اتجهوا بارادتهم لتجريب نعمة الجنون، فخرجوا من حلبة النطاح والمناطحة والمباطحة والمصارعة الخارقة لكل قوانين الألعاب السياسية والأخلاقية أيضا وتركوها لكم «سياحة مداحة»!!.
أجيبونا باختصار على أسئلة الضمير التالية: بأي مستقبل ستواجهون محكمة الإنسانية إن تفحمت ألباب اطفالنا واجيالنا، وهل ينفع الإنسان بقلب صناعي مستورد، متى ستتطهرون من دماء الانتقام الفاسدة، انها تفور وتغلي في بطينات قلوبكم، فكم من رقاب ستدقون، قبل ان تدق ساعة الحقيقة، وتخلص المساكين منكم؟
لا تقولوا لنا: «ستجدوننا عند حسن ظنكم عندما تدق ساعة الحقيقة» لأنكم إذا بقيتم هكذا لا تدركون مسؤولياتكم فانا ونطويكم في حقيبة الزمان الأغبر، ونلقي بكم في مدار حيث لا ثقل ولا جاذبية ولا حياة، حيث ولا وطن الحقيبة ولا حظوة لكم مع روح محمود درويش. لانملك وقتا لتجادلونا، ارجعوا عن أخطائكم واعترفوا، فانتم تعرفون الصراط نحو العدالة والفضيلة، فليس بقوة السلاح تسود القيم.
إنهم عاجزون، يرون ألسنة الحريق، تلتهم الأبرياء، لايفكرون، لايحسون، ينشؤون لأنفسهم مواقع ومناصب وكراسي رفيعة، أما الموانع المضادة لألسنة الحريق الزاحفة، فانهم أجهل واضعف من مجرد التفكير برفعها لحماية المساكين.
يحترق الفلسطيني أمام عيونهم حتى اصبح رمادا، ويتنفس الأحياء دخان الفلسطيني الضحية أما العاجزون برتبة «قادة» فانهم مازالوا يتفرجون.
لا تكونوا كالذي يشعل الحريق ببيته وأهله وينتحر حتى يستر عورته ويدفن خطيئته تحت الرماد او الركام!! كلنا مسؤولون، لكنكم اول من وجب عليه الاعتراف، فأنتم في مقام العقل للجسد.
يفقع أهل البلد من الضحك على ما يسمعون وما يشاهدون صبح ومساء كل يوم، أوردة رقاب القادة منتفخة، نراهم على شاشات الفضائيات وقد طيرونا حماسة وهم يخطبون عن الشرعية والقانون والمقاومة والاضطرار والانقلاب والأمن والحرب والسلام والعدالة والنذالة والانتهاكات وحقوق الانسان، فيما الشعب المسكين (المتفرج ) على صناع القرار يحترق بلهيب الغلاء ونار البلهاء الذين اصبحوا بقدرة قادر غير رب السماء (قادة ) يظنهم السامع أنهم قادرون على تدوير جلود الفيلة إلى ورق سوليفان، وتحويل عطسات الخرفان إلى قذائف، وافران الطابون في ضواحينا إلى مفاعلات نووية!! لكنهم غير قادرين على تأمين رغيف الخبز البديل إذا ما قرر «الخواجا موشيه» سد المعبر بالجدران الإسمنتية، أومنع عنا الطحين.
شرعن هؤلاء الانقلاب على القانون «والموت البطيء المجاني لأهلنا على المعابر وفي بيوتهم وعلى أراضيهم، وفي رواية أخرى يقولون أنه شرعنة للموت السريع، فالعالم قد مل صراعاتنا، وبات يتخوف من نمو الإرهاب في حاراتنا».
أخيرا.. متى سيبرأ «قادة» هنا وقادة هناك من هذا المرض الذي اسمه «الأنا».