المقاومة الشعبية في كفرقدوم /غباء جيش- ايمن جمعة
تصاعدت وتيرة الحملة الإسرائيلية الإعلامية في الآونة الأخيرة . وفي مجملها تحذر من انتفاضة فلسطينية ثالثة . وجل قادة الجيش لا يتورعون عن تحميل التبعات المترتبة على هذا للشعب الفلسطيني وقيادته .
وهنا يحق للإنسان الفلسطيني أن يتساءل عن حقيقة ما جرى في كفرقدوم ...فقد فاقت صور الجنود الهاربين توقعات كل وسائل الإعلام المرئية في الأيام الخالية . ومع كل مشاهدة جديدة للحدث يتوعد الجيش جماهير المحتجين الفلسطينيين بإطلاق النار وقمع المسيرات السلمية التي تخرج عقب صلوات الجمعة من كل أسبوع .
في الأشهر الأخيرة في كفرقدوم عمل الجيش الإسرائيلي على بلورة مسيرتهم الأسبوعية بآلية جديدة كان له دور كبير فيها . فقد باشر بوضع الكمائن في كل جمعة والهدف منها اعتقال أكبر عدد ممكن من الشبان المشاركين . ومع كل فشل جديد لهذه الكمائن يزداد إصرار القادة الإسرائيليين الميدانيين على ضرورة كسر شوكة المشاركين بالإمساك بهم في أثناء مسيرتهم السلمية .وهكذا الأمر لأشهر خلت .
في الجمعة التي شاهدنا فيها الصور الخاصة بالجنود الهاربين كان للاحتلال شأن آخر فقد عمد ضابط الموقع إلى زج جنوده بكمين من هذه الكمائن لم يكن على درجة عالية من الدراسة المطلوبة أولا . ثم لقصور الجزء الآخر المقابل من الجنود عن أداء مهمته في هذا الكمين بالشكل المطلوب . وأخيرا فقد هاجم الجيش المسيرة قبل انطلاقها . وهذا يعني أنها كانت في أقوى أوقاتها . بما تضفيه أزقة البيوت والشوارع من أمن وطمأنينة للمشاركين .
وهنا نقف عند بعد آخر من أبعاد المقاومة الشعبية في كفرقدوم . ونتساءل عن الأسباب التي تدفع هؤلاء الشبان للخروج كل جمعة في مسيرتهم .فهم أولا يطالبون بفتح شارع بلدتهم المغلق منذ أكثر من عشر سنوات .ثم يحلمون بالوصول للأراضي المجاورة للشارع المغلق، والمتاخمة لمغتصبة كدوميم والتي تقدر مساحتها بأحد عشر ألف دونم .علما بأن قوات الجيش قد منعتهم من الوصول إليها تحقيقا لمطامع المستوطنين المبنية على الهوس الأمني وحسب .ثم أخيرا تقف مسألة مصادرة الأراضي والبناء عليها سببا جوهريا آخر وراء مشاركة هؤلاء الشبان الأسبوعية .
في هذالصدد نطلق العنان للقلم ليقول إن ما يجري في كفرقدوم نتيجة حتمية لسياسة قادة الجيش المتبعة في هذه المسيرة ، ومسايرة القادة للمستوطنين . على أن الجيش حاول جاهدا قمع المسيرة منذ انطلاقتها قبل أكثر من سبعة عشر شهرا . فأحرق أراضي المواطنين ومزارعهم المتاخمة لمنطقة الاحتجاج .وأصاب عددا كبيرا من الشبان إصابات مباشرة قسم منهم قدرت إصاباتهم بأنها خطرة . واستخدم الناروالغاز والمياه العادمة بكثافة . ولا يزال يقوم بحملات الاعتقال . وتغريم المواطنين غرامات مالية عالية . وأخيرا يمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم بحجة معروفة للجميع عنوانها الأمن .
وبعد هل ستقول إسرائيل أمام هذا النموذج البسيط إن الشعب الفلسطيني يسعى جاهدا لانتفاضة ثالثة ؟؟؟؟؟
الخبر الصادق يأتي من أن هذا الشعب لا زال يدافع عن كرامته وحقه وحسب .وما تقوله حكومة الاحتلال لن يفيد في حساباتهم المستقبلية .