انتهاء صلاحية التواريخ .. - د. مازن صافي
تَحتلُ المصالحة اليوم حَيزاً كبيراً من أحاديثِ الناسِ واهتماماتهم وخاصة بعد التاريخ الذي حُدد كبوابة لكثير من بنودها .. لقد عَبَرَ التاريخ دون أن يشعر المواطن بما انتظره وتمناه لكي يعيد الثقة إلى قناعاته بإمكانية البدء بالعملية التصالحية .. إن ثقافة المصالحة موجودة في قيمنا الوطنية وهي جزء لا يتجزأ من واقع وبنود مبادئ وأسس كل فصيل في الوطن .. فهي ليست أفكار غريبة او شيء جديد .. إنها بوابة إعادة البناء الاجتماعي كله .. وهي أيضا بوابة الوحدة الفلسطينية التي تفتح كل الآفاق المستقبلية .. إن أهم مبادئ وأدبيات المصالحة أن ينتمي الكل إلى فلسطين وأن يعتقدوا بالفعل أن الفصائل جاءت لتنتصر للأم الكبرى بوسائل فكرية مختلفة وإرادات تتصل مع بعضها لإنهاء الاحتلال .. ولجان المصالحة في معناها الحقيقي تعني إصلاح الضرر الذي أصاب الوطن وهذا الضرر يسمى " الانقسام " .. فحين ينتهي الانقسام تبدأ عملية البناء المجتمعية .. فلا بناء دون إنهاء الانقسام .. ولا مصالحة حقيقية دون البناء الوطني العام .. إن برنامج الإصلاح المجتمعي يتطلب ضرورة المصالحة .. وإن عملية الدمج المؤسساتي تعني وحدة المؤسسات وهيكلتها وإعادة واقعها الوطني التصالحي في جغرافيا السلطة الوطنية الفلسطينية .. إن برنامج المصالحة يُبنى أيضا على توجيه الإعلام لترسيخ وإثراء فكرة المصالحة ، و حظر الممارسات الإعلامية التي تسيء إلى برنامج المصالحة والجهود المبذولة تجاه ذلك .. كتبنا كثيرا عن أهمية الإرادة في الفعل التصالحي وسلبية تفويت الفرص في تحقيقها .. إن التواريخ التي تنشر للناس تبني عندهم الأمل .. ومرور هذه التواريخ بلا أي فعل تعمق الفجوة وتقتل الفكرة وتنهي عملية التحفيز .. هذه التواريخ تصبح منتهية الصلاحية وبالتالي تتعرض للإتلاف ..