مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

كيري وملفات الشرق الأوسط- الحسين الزاوي


يتزامن تعيين السيناتور جون كيري على رأس الدبلوماسية الأمريكية، مع بداية العهدة الثانية للرئيس باراك أوباما الذي يسعى إلى إعطاء نفس جديد للسياسة الخارجية الأمريكية التي أبدت تعثراً واضحاً في تعاملها مع الكثير من الملفات الدولية والإقليمية الساخنة؛ ويبدو أن النواب الأمريكيين مقتنعون إلى حد كبير بالخبرة الواسعة التي يتمتع بها كيري في ما يتعلق بقضايا وشؤون السياسة الدولية، لذلك فقد صوّت لمصلحته 94 نائباً في مقابل 3 نواب فقط عبروا عن اعتراضهم على هذا التعيين .
ويجمع المراقبون على أن الملفين السوري والفلسطيني سيتصدران قائمة اهتمامات كيري، نظراً إلى طابعهما المعقد من جهة، وبسبب تأثيرهما في الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط برمتها من جهة أخرى؛ فالوضع في سوريا وصل إلى مرحلة بالغة الدقة وأضحى الحل السياسي يتطلب ما يشبه المعجزة، نظراً إلى تصلب مواقف مختلف القوى الإقليمية والدولية، كما أن اللقاءات السابقة التي جمعت رئيس الدبلوماسية الأمريكي بالرئيس السوري، لا يمكنها أن تستثمر في المرحلة الراهنة، في سياق أي تسوية ممكنة، لأن الأوضاع في هذا البلد العربي، وصلت إلى مرحلة اللاعودة . أما بالنسبة إلى الملف الفلسطيني، فإن كيري لن يكون أكثر حظاً من زميلته هيلاري كلينتون، لأن النخب السياسية “الإسرائيلية” لا تخصص إلا هامشاً ضئيلاً لمسألة المفاوضات مع الفلسطينيين، وتهتم بشكل أكبر بمتابعة تطورات المشهد العربي خاصة على مستوى الساحتين السورية والمصرية، وفضلاً عن ذلك فإن هذه النخب تتجه مع مرور الوقت نحو مزيد من التطرّف، حتى إن الحديث عن السلام لدى قادتها وزعمائها هو أشبه ما يكون بالنكتة السمجة .
من الواضح في هذا السياق أن المنصب السابق لكيري على رأس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ منذ ،2008 قد سمح له بالاطلاع عن كثب على الكثير من الملفات الدولية الساخنة، لاسيما من خلال الزيارات التي قادته إلى أفغانستان وباكستان ومصر و”إسرائيل” وغزة، إضافة إلى سوريا، كما أن معرفته الدقيقة بقضايا السياسة الدولية، وانتماءه إلى أسرة ذات تكوين دبلوماسي من جهة والده، سيكون لهما دور يصعب إنكاره في توجيه عقارب السياسة الخارجية الأمريكية . ويرى المتابعون لمسار حياته أن تمسكه بالسلام ورفضه السابق للحرب الأمريكية في فيتنام، سيدفع الإدارة الأمريكية إلى تغليب الخيار الدبلوماسي على الحل العسكري في ما يخص معالجة الملف النووي الإيراني .
ومن المنتظر من ناحية أخرى أن تكون لجون كيري مقاربة أكثر وضوحاً بالنسبة إلى بعض الملفات الإفريقية الساخنة، وتحديداً في منطقة الساحل، وتذهب بعض الأوساط الفرنسية إلى أن موقفه سيكون أكثر دعماً للرؤية الفرنسية، من منطلق صلاته القوية بالفرنسيين وهو الأمر الذي عابه عليه خصومه من الجمهوريين في أثناء ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية سنة ،2004 لاسيما بعد رفض فرنسا تقديم أي دعم لأمريكا في حربها ضد العراق .
ويمكن القول في سياق متصل بالشؤون العربية، إن علاقات واشنطن بالعواصم الشرق أوسطية الكبيرة لن تشهد في المرحلة المقبلة تغيّرات حاسمة، بل إن هناك الكثير من الكتاب المصريين المحسوبين على التيار الوطني - الليبرالي، الذين يرون أن كيري سيكون أكثر دعماً للحكومة المصرية الحالية بزعامة الرئيس محمد مرسي، من منطلق أن كيري كان قد صرح في حديث جمعه مع بعض المثقفين المصريين بمقر السفارة الأمريكية في القاهرة، أن الإخوان المسلمين يمتلكون خبرة سياسية كبيرة تمتد لأكثر من 80 سنة . ويذهب بعض المحللين السياسيين إلى الاستنتاج أن افتقاد كيري الحزم السياسي سيدفعه إلى تسيير الأزمات دون حلها، وسيلجأ من دون شك إلى تذويب الكثير منها إلى الحد الذي يجعلها لزجة يصعب إعادة الإمساك بها، فالإدارة الأمريكية في حاجة- وفق ما يتوافر لدينا من معطيات - إلى إعطاء مزيد من الوقت للوقت، حتى تتضح كل ملامح وتفاصيل التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية .

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024