التصلّب اللويحي
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فاطمة إبراهيم
ينقضي الثلث الأول من نهار شادي أبو عياش بارداً باهتا يملؤه الفراغ، وهكذا أيضا سينقضي الثلثان المتبقيان. لا شيء يميزهما سوا بعض من الألم ورجفات في الأطراف العلوية كلما حاول تحريكها. عادية ومملة تمر أيامة منذ أكثر من ثماني سنوات.
شادي (32 عاما) من مخيم بلاطة في نابلس، يوجه يده بارتعاش واضح من محبس الفراش، نحو جهاز التحكم الخاص بالتلفاز محاولا التقاطه، فيما يجلس بجواره شقيقاه وطفله ذو العشرة أعوام مزدحمة في ذهنه تساؤلات عن سبب مرض والده، وعيون زوجته الشابة التي ترقبة بحسرة اليائس العاجز؛ تعلم أن ضعف عضلات زوجها سببه مرض يسمى التصلب اللويحي أو (MS).
يقول موسى أبو عياش الشقيق الأكبر لشادي: 'منذ سنتين فقد شادي السيطرة على عضلات جسمة كاملة، وفقد السمع وجزءا كبيرا من بصره، ومؤخرا أيضا أصبح نطقه للكلمات ثقيلا جدا. قبل ثمان سنوات كان يعمل في ورش البناء، أذكره قويا نشيطا. حدث له ذلك فجأة، ولا أحد من الأطباء استطاع ايقاف المرض في جسده'.
ينقضي الثلث الأول من نهار شادي أبو عياش بارداً باهتا يملؤه الفراغ، وهكذا أيضا سينقضي الثلثان المتبقيان. لا شيء يميزهما سوا بعض من الألم ورجفات في الأطراف العلوية كلما حاول تحريكها. عادية ومملة تمر أيامة منذ أكثر من ثماني سنوات.
شادي (32 عاما) من مخيم بلاطة في نابلس، يوجه يده بارتعاش واضح من محبس الفراش، نحو جهاز التحكم الخاص بالتلفاز محاولا التقاطه، فيما يجلس بجواره شقيقاه وطفله ذو العشرة أعوام مزدحمة في ذهنه تساؤلات عن سبب مرض والده، وعيون زوجته الشابة التي ترقبة بحسرة اليائس العاجز؛ تعلم أن ضعف عضلات زوجها سببه مرض يسمى التصلب اللويحي أو (MS).
يقول موسى أبو عياش الشقيق الأكبر لشادي: 'منذ سنتين فقد شادي السيطرة على عضلات جسمة كاملة، وفقد السمع وجزءا كبيرا من بصره، ومؤخرا أيضا أصبح نطقه للكلمات ثقيلا جدا. قبل ثمان سنوات كان يعمل في ورش البناء، أذكره قويا نشيطا. حدث له ذلك فجأة، ولا أحد من الأطباء استطاع ايقاف المرض في جسده'.
يعرف التصلب اللويحي بأنة مرض مناعي، يتمثل في انتاج أجسام مناعية تهاجم المادة البيضاء، المحيطة بالألياف العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، ما يسبب خللا في إحساس المريض وتوازنه، كما قد تصيب الخلية العصبية في بعض الأحيان، فتؤثر على العصب البصري للمريض ومركز النطق عنده، إضافة إلى عدم قدرته على التحكم في المثانة.
كان العالم الفرنسي شارل مارتن شاركو، قد اكتشف المرض أواخر القرن التاسع عشر، غير أن المرض المنتشر في المناطق الباردة غير معروف بشكل واسع في مجتمعنا، وعلى الرغم من تسجيل حالات أكبر في السنوات القليلة الماضية إلا أن نسبة الإصابة به تصل إلى شخصين من بين كل 10000.
د. طالب دعباس أخصائي الأعصاب في نابلس وعضو جمعية أصدقاء مرضى التصلب اللويحي، يبيّن أن هذا المرض المزمن يصيب النساء أكثر من الرجال في الفترة العمرية 20-40 عاما، مؤكداً ازدياد الحالات في الأراضي الفلسطينية بشكل ملحوظ، دون معرفة السبب، لأن السبب العلمي للإصابة بالتصلب اللويحي لم يحدد حتى الآن، سوى أن المصاب به يكون لديه استعداد جيني ساعد في تعرضة لهجمات (MS).
ويعتبر دعباس أن التشخيص السريري للمريض هو الطريقة الأساسية للكشف عن الإصابة، إضافة لعمل صورة طبقية للدماغ تبين وجود نقاط بيضاء حول الخلايا العصبية، ويضيف قائلاً: 'في كثير من الأحيان يتم تشخيص المرضى بشكل خاطئ. الاعتماد على الصورة الطبقية لا يفي بالغرض، كما أن التأخر في التشخيص أو الخطأ فيه يؤثر على المرضى، وأيضا يرهق الكادر الصحي الذي يضطر لإعطاء بعض الاشخاص شخصوا خطأ علاجا ليسوا بحاجة'.
ويعالَجُ مرضى التصلب اللويحي بأدوية مثبطة للمناعة، تأخد أسبوعيا على شكل حقنه في الوريد.
عام 2005 أُنشأت جمعية أصدقاء مرضى التصلب اللويحي في نابلس، لتعريف المجتمع المحلي بالمرض، وإحصاء مرضاه بالتعاون مع وزارة الصحة، التي أحصت سجلاتها 400 حالة في الضفة وغزة، وهم فقط المرضى الذين يتلقون علاجهم في المستشفيات الحكومية.
رئيس الجمعية علي حجاوي يعتقد أن عدد المصابين بالمرض أكبر من ذلك، ويقول: 'توقعاتنا تشير إلى وجود نحو 2000 حالة، لكن التشخيص قد يتأخر، وفي أحيان أخرى يجري التكتم على المصابين بدوافع اجتماعية'.
شادي واحد من الحالات القليلة غير المحظوظة التي وصلت إلى العجز بسبب المرض، وقد يعود ذلك لتأخر العلاج عنه في بداية إصابته بالتصلب اللويحي، بسبب انقطاع الدواء في مستشفيات الصحة فجأة، وتقليص جرعاته، ولا أحد يعلم، فعلاج شادي وغيره من المرضى المسجلين لدى الوزارة أو أولئك الذين لم تحصهم سجلاتها مرهون بضمان موازنتها المالية.
كان العالم الفرنسي شارل مارتن شاركو، قد اكتشف المرض أواخر القرن التاسع عشر، غير أن المرض المنتشر في المناطق الباردة غير معروف بشكل واسع في مجتمعنا، وعلى الرغم من تسجيل حالات أكبر في السنوات القليلة الماضية إلا أن نسبة الإصابة به تصل إلى شخصين من بين كل 10000.
د. طالب دعباس أخصائي الأعصاب في نابلس وعضو جمعية أصدقاء مرضى التصلب اللويحي، يبيّن أن هذا المرض المزمن يصيب النساء أكثر من الرجال في الفترة العمرية 20-40 عاما، مؤكداً ازدياد الحالات في الأراضي الفلسطينية بشكل ملحوظ، دون معرفة السبب، لأن السبب العلمي للإصابة بالتصلب اللويحي لم يحدد حتى الآن، سوى أن المصاب به يكون لديه استعداد جيني ساعد في تعرضة لهجمات (MS).
ويعتبر دعباس أن التشخيص السريري للمريض هو الطريقة الأساسية للكشف عن الإصابة، إضافة لعمل صورة طبقية للدماغ تبين وجود نقاط بيضاء حول الخلايا العصبية، ويضيف قائلاً: 'في كثير من الأحيان يتم تشخيص المرضى بشكل خاطئ. الاعتماد على الصورة الطبقية لا يفي بالغرض، كما أن التأخر في التشخيص أو الخطأ فيه يؤثر على المرضى، وأيضا يرهق الكادر الصحي الذي يضطر لإعطاء بعض الاشخاص شخصوا خطأ علاجا ليسوا بحاجة'.
ويعالَجُ مرضى التصلب اللويحي بأدوية مثبطة للمناعة، تأخد أسبوعيا على شكل حقنه في الوريد.
عام 2005 أُنشأت جمعية أصدقاء مرضى التصلب اللويحي في نابلس، لتعريف المجتمع المحلي بالمرض، وإحصاء مرضاه بالتعاون مع وزارة الصحة، التي أحصت سجلاتها 400 حالة في الضفة وغزة، وهم فقط المرضى الذين يتلقون علاجهم في المستشفيات الحكومية.
رئيس الجمعية علي حجاوي يعتقد أن عدد المصابين بالمرض أكبر من ذلك، ويقول: 'توقعاتنا تشير إلى وجود نحو 2000 حالة، لكن التشخيص قد يتأخر، وفي أحيان أخرى يجري التكتم على المصابين بدوافع اجتماعية'.
شادي واحد من الحالات القليلة غير المحظوظة التي وصلت إلى العجز بسبب المرض، وقد يعود ذلك لتأخر العلاج عنه في بداية إصابته بالتصلب اللويحي، بسبب انقطاع الدواء في مستشفيات الصحة فجأة، وتقليص جرعاته، ولا أحد يعلم، فعلاج شادي وغيره من المرضى المسجلين لدى الوزارة أو أولئك الذين لم تحصهم سجلاتها مرهون بضمان موازنتها المالية.