إسرائيل تقتل جرادات والسلام- عادل عبد الرحمن
جريمة بربرية إسرائيلية جديدة بحق مواطن فلسطيني من عسير الخليل. لم يمض اسبوع على إعتقال عرفات جرادات من قبل اجهزة الموت الاسرائيلية، حتى فارق الحياة تحت التعذيب الوحشي.
حاولت سلطات السجون والشين بيت الاسرائيلية التعتيم على عملية الاغتيال المتعمد للشهيد عرفات، لكن الجريمة باتت واضحة، رغم ان تلك السلطات، ماطلت في تسليم تقرير التشريح، غير ان الدكتور العالول، الذي كشف على الجثة، وايضا محاميه صباغ أكدا كل من موقعه النتيجة البائنة والجلية للجريمة الاسرائيلية، التي تتناقض مع كل المواثيق والاعراف والقوانين الدولية.
الجريمة الاسرائيلية تؤكد أن سلطات الاحتلال مازالت ماضية في إيغالها في الدم الفلسطيني، غير عابئة بالنتائج التي يمكن ان تتمخض عن ذلك. لا بل ان الحكومة الاسرائيلية الاكثر اليمينية وتطرفا، تعمل بكل قواها لدفع الشارع الفلسطيني نحو الانتفاضة. لانها تريد تحقيق اكثر من هدف ، منها: اولا خلط الاوراق في المنطقة عشية زيارة الرئيس اوباما للمنطقة، ثانيا قطع الطريق على اي تقدم نحو طاولة المفاوضات وخيار حل الدولتين على حدود 67، وثالثا تحميل الفلسطينيين المسؤولية عما آلت اليه الامور، رابعا التاثير على القوى السياسية الاسرائيلية وخاصة لبيد وبينت للانضواء في الحكومة الجديدة، والقفز عن اشتراطاتهما تحت ذريعة التهديد الفلسطيني.
وبغض النظر عن الاهداف الاسرائيلية المشار لها اعلاه او غيرها، فإن عملية القتل المتعمد للاسير عرفات جرادات، ابن الثلاثين عاما، تطرح بقوة على القيادة الفلسطينية والعرب والعالم عدة توجهات، هي: 1- تحميل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي ذهب ضحيتها الشهيد جرادات؛ 2- على مجلس الامن إدانة عملية الاغتيال الاجرامية، والمطالبة بالافراج الفوري عن كل اسرى الحرية في سجون الاحتلال الاسرائيلية وفي مقدمتهم سامر العيساوي والاسرى الذين يقودون معركة الامعاء الخاوية ضد الجلاد الاسرائيلي؛ 3- كما ان مجلس حقوق الانسان وكل المنظمات والمؤسسات الحقوقية وذات الصلة بحقوق الانسان مطالبة بادانة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، 4- وعلى الاقطاب الدولية مجتمعة ومنفردة، اقطاب الرباعية الدولية وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي توجيه اصبع الاتهام والادانة والاستنكار للجريمة الاسرائيلية، والانتقال لسياسة فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على دولة الابرتهايد الاسرائيلية، لقطع الطريق على اهدافها المفضوحة؛ 5- وعلى القيادة الفلسطينية التوجه لمحكمة الجنايات الدولية للمطالبة بمحاكمة القتلة الاسرائيليين، وخاصة نتنياهو وليبرمان وباراك ويشاي ويعلون واضرابهم، لانهم مسؤلؤن عن عملية الاغتيال الهمجية، التي اودت بحياة الشهيد جرادات؛ 6- وعلى الفلسطينيين والعرب الرسميين تصعيد عملية التضامن والتكافل مع اسرى الحرية، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جدية للجم دولة الارهاب الاسرائيلية المنظم، واستخدام اوراق القوة العربية للضغط على الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها في لجم النزعات الفاشية الاسرائيلية ضد اسرى الحرية خاصة والشعب الفلسطيني عامة، وحماية عملية السلام وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
الشهيد جرادات لن يكون الضحية الاخيرة لاجهزة الامن والجيش الاسرائيلي وقطعان المستوطنين، لان حسابات إسرائيل قيادة سياسية وقيادات امنية مختلفة تماما عن قيادات العالم والرأي العام الدولي، لانها ترمي الى المزيد من القتل والتدمير المنهجي لعملية السلام، من خلال القتل المتصاعد لابناء الشعب العربي الفلسطينين ودفع الامور نحو حافة الهاوية. الامر الذي يفرض على العالم اجمع تحمل مسؤلياته تجاه المنطقة وشعوبها والسلم فيها وفي العالم اجمع.
a.a.alrhman@gmail.com