تأملات في الديماغوجيا الأسلاموية ......- الأسير ماهر عرار - سجن النقب الصحراوي
في سياق مقابلة حوارية(ميكس فلسطين) أستضافة الدكتور عزيز الدويك الأسلاموي فكرا وممارسة،خلص الدكتور أعلاه في أطار تعريف وتوصيف جوهر الأزمة الفلسطينية الداخلية وفق تصوراته وتصورات الفكر الأسلاموي المنتمي أليه ،على النحو التالي : هو أن حقيقة وجذر الخلاف يكمن في وجود مشروعين على الساحة الفلسطينية، الأول مشروع أسلامي غايته نشر شعائر الأسلام وتمكينها ومقاومة الأحتلال لتحرير ارض الوقف الأسلامي ،وهذا المشروع حسب دويك يقع تحت طائلت الأستهداف.الثاني مشروع علماني وهذا يشمل فتح والشعبية والديمقراطية الخ حسب الدويك وأن لم يسمها بالأسم كياسة منه،ويعتبر أن اهداف هذا المشروع ترتكز على محاربة التيار الأسلاموي وأقصاء أرادة الشعب وقصر نضاله في نطاق هبات وأنتفاضات سلمية،ولعل من المستهجن أستخفاف الدكتور دويك بالتجربة الشعبية لشعبنا (الأنتفاضة الأولى وأنتفاضة الحجارة) والأنكى والأدهى من ذلك تمثل في جنوح و تجاوز الدكتور لأخلاقية الأداب العامة ،حيث أردف على ذلك قائلا أن هذا المشروع أي المشروع العلماني حسب الخطاب الأسلاموي، يهدف الى النيل من عاداتنا وتقاليدنا تعرية الأفخاذ النساء!!!. أن هذه الديماغوجيا الأسلاموية الممنهجة التي تأصلت في الخطاب الأسلاموي منذ نشأته على الساحة الفلسطينية خصوصا والعربية عموما ،تعبر عن خطورة أبعاده ومرتكزاته سيما في كيفية أستغلال وأستثمار غلاة الخطاب الأسلاموي لقضايا الدين والتقاليد في أطار النيل من المنافسين السياسيين ،فالأسلاميون لا يجدون قدرة على الفكاك من عقلية شيطنة الأخر وتعريفه وتقديمه في سياق قطب المؤامرة على الأسلام والدين . بداهة وفي يقيني أقول أن هذا الفكر الظلالي الظلامي يحصر الدين والأخلاق والفضيلة والمقاومة في دائرته وينظر في ذاته بداية للتاريخ وأفقه اللانهائي ،بحيث يصار لجهة شطب الحركة الوطنية الفلسطينية تحديدا والحركة القومية العربية بكل عطائها ومكتسباتها على مدار نصف قرن من المواجهة والثورة سيما كل تجارب النضال السابقة وأعتبارها ردود عرضية لا ترتقي لدرجة مشروع متكامل أصل لتاريخ زاخر في التضحيات والنضالات قدمت للعالم نموذج نضالي وأرث رفد للمدارس العالمية مفاهيم وأدواة متميزة في الثورة والتغير. وفي الحقيقة والحال هذه يصبح من السهولة بمكان الجزم بأستحالة التعايش السياسي مع التيار الأسلاموي المتحجر الظلالي ،حيث أن أحد أهم مقومات التعايش هو الأعتراف بالأخر وثقافته وفكره ونضاله وتاريخه السياسي والوطني . وفي السياق أختم في ملاحظة هي في غاية من الخطورة وهي محاولة الأسلاموي عزيز الدويك ،والخطاب الأسلاموي بشكل عام ،التكامل مع التيار الأسلاموي في المنطقة من خلال محاولة تسويق الخلاف الداخلي على أنه بين أسلامي وعلماني في مقاربة مستهجنة بين الحالة العربية في مصر وتونس مع الحالة الفلسطينية،وهذا بنظري يعتبر أسفافا ومحاولة النيل والتنكر للمشروع الوطني الفلسطيني والحركة الوطنية التعددية حاضنة المشروع الوطني ورائدة الكفاح المسلح منذ ستينات القرن العشرين . لربما من الجدير أخذ تصريحات الدويك والخطاب الاسلاموي في منتهى الخطورة ،والشروع في حملة توعوية لمواجهة هذا الفكر الظلامي المتستر بعباءة الدين وشعارات المقاومة الفضفاضة والشعبوية ،والأهم في سياق قراءة الخطاب الديني الدلالة الجلية على أن المستهدف ليس حركة فتح وأنما كافة القوى الوطنية والمشروع الوطني لصالح مشروع أسلامي يقفز عن المحددات الوطنية وخصوصية الحالة الفلسطينية (الخلافة الأسلاموية)،وبالتالي ليس ثمة عذر متبقي أمام القوى الوطنية وعلى وجه الخصوص الجبهة الشعبية التي حرصت على النأي بالنفس عن تجاذبات الخلاف الداخلي متذرعة أن الخلاف يقتصر على حركة فتح وحماس . الأن ولربما منذ زمن أتضح بما لا يدع مجال للشك خطورة العقلية الأسلاموية على الساحة الفلسطينية ونطاق تعدياته على التاريخ والتجربة الوطنية ،ولعل هذه العلنية هي أحد أسقاطات ما يسمى بالربيع العربي وتضخم الأنا الأسلاموية وأنتفاخها وأنتشائها في ضوء أنفتاح الغرب الصلبي سابقا عليها ودخولها معادلة السياسة الاقليمية والدولية وتسيدها لسدة الحكم في عدد من الدول العربية .