عارف سليم.. الى اللقاء- عيسى عبد الحفيظ
غادرنا الزميل والصديق عارف سليم ابو الوليد، عارف سليم قضى في الغربة وعاش في الغربة، هكذا كان قدر عارف سليم الذي لازمنا عدة عقود في مشوار اذاعة الثورة الفلسطينية منذ نشأتها الى ما قبل عدة سنوات، كان الاعلام هاجسه الدائم من مصر الى ليبيا الى بغداد الى الجزائر الى الوطن.
ينتقل من غصن فلسطيني الى آخر مغردا باسم الثورة والوطن، ومن جامعة الى معهد تدريب، ومن اذاعة وطنية الى اخرى. كان ابو الوليد يحمل في جعبته كثيرا من المهنية والخبرة وفوق ذلك اكثر من البشاشة والاريحية وروح الزمالة، يحترم الصغير قبل الكبير ودائم الابتسام والحبور قريب من القلب ما ان تتعرف عليه حتى تعتقد انك تعرفه منذ زمن بعيد.
صاحب فكرة، وصاحب رأي ثاقب، ومالك مهنية عالية وثقافة واسعة، وصوت قوي مؤثر، وكاتب تحليل سياسي راق، ومع كل ذلك تواضع يثير الاعجاب، فالسنابل الممتلئة هي التي تحني رؤوسها يا ابا الوليد.
رحل ابو الوليد حاملا معه ذكرى في كل قلب قابله، ووجعا في الصدر في نفوسنا جميعا، نحن الجيل الذي عاصر ابا الوليد منذ البدايات لكنه سبقنا الى الدار الآخرة ونحن ما زلنا ننتظر لكي نحظى ربما ببعض التفجع الذي حظي به ابو الوليد.
ابا الوليد، ونحن نودعك على امل اللقاء بك قريبا نقول ان الموت حق فلنا العزاء جميعا.
حين اخبرني الحاج الصديق والمعلم خالد مسمار بالنبأ كان بكاؤه يسبق كلماته لم اتمالك نفسي من مشاركته البكاء على صديق مشترك عايشناه في سنوات الجمر، وها نحن نستعيد تلك الايام المجيدة المكتظة بالافعال والانجازات التي اوصلت الشعب الفلسطيني الى الأمم المتحدة بعد ان كان حفنة من اللاجئين لا يملكون الا بطاقة الاعاشة، فاصبح طوابير من الفدائيين تعتلي كوفيتهم المرقطة اعلى منابر العالم.
وداعا صديقي عارف سليم ابا الوليد والى لقاء قريب مع فؤاد ياسين ويوسف القزاز وحسيب القاضي وكل الذين سبقونا من الرعيل الاول، اصحاب الخطوة الاولى نحو الوطن.