فلسطين فقدت صديقا عزيزا- عادل عبد الرحمن
غيب الموت الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز بعد صراع مع مرض السرطان استمر عامين. بغياب الرئيس اللاتيني الاميركي فقدت فلسطين صديقا عزيزا، وقف دون تردد الى جانب كفاح الشعب العربي الفلسطيني، واتخذ مواقف شجاعة ومتميزة ضد العدوان الاسرائيلي على محافظات الجنوب الفلسطيني نهاية عام 2008، حيث اعلنت الحكومة الفنزويلية إبان العدوان، ان السفير الاسرائيلي شخص غير مرغوب بوجوده على الاراضي الفنزويلية، كما سحبت سفيرها من دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية، واعلنت عن خفض مستوى التمثيل الديبلوماسي مع تل ابيب إلى أدنى مستوى.
ولم يقف الدعم والتأييد الفنزويلي عند حدود ما تقدم، بل ان الرئيس تشافيز، طالب بـ"جر الرئيس الاسرائيلي الى محكمة دولية ومعه الرئيس الاميركي، لو كان لهذا العالم ضمير حي ...»، وسمح للفلسطينيين الدخول الى فنزويلا دون فيزا. كما ان حرارة المواقف الايجابية تجاه الشعب الفلسطيني، تمثلت بالحفاوة غير العادية أثناء استقبال تشافيز للرئيس محمود عباس نهاية تشرين الثاني / نوفمبر 2009، أولاً من حيث اعتزاز تشافيز بالرئيس شخصيا، وامتداد وقت اللقاء الرسمي لساعة اضافية؛ وثانيا تشكيل لجنة فلسطينية فنزويلية لبحث اشكال التعاون، والاتفاق على بناء مستشفى للعيون دعما من فنزويلا لفلسطين؛ وثالثا استعداد فنزويلا للعب دور ايجابي في دعم توجه القيادة الفلسطينية للامم المتحدة للحصول على مكانة دولة مراقب في المنظمة الدولية ... إلخ من المواقف الفنزويلية، التي تعكس مصداقية الرئيس الراحل.
تشافيز المناضل الاميركي اللاتيني منذ تسلم مقاليد الحكم في فنزويلا في فبراير /شباط 1999 وحتى وفاته وقف دون تردد الى جانب الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولم يبخل على فلسطين بالدعم والاسناد في المنابر الدولية المختلفة، لا بل ان مواقف تشافيز أحرجت القادة العرب.
ولم تتميز مواقفه عند حدود دعم الشعب الفلسطيني، بل بالشجاعة والصلابة في تحدي الادارات الاميركية المتعاقبة، والتصدي لمواقفها العدوانية في اكثر من ساحة عربية واقليمية وأممية. وجل تميز مواقفه كانت في توجهاته القومية ليس على صعيد فنزويلا، انما على صعيد دول اميركا اللاتينية، حيث نادى وعمل من اجل وحدة الشعوب الاميركية اللاتينية، وقدم الدعم لكل شعوب ودول القارة دون تردد او تقاعس. فضلا عن مواقفه البطولية في دعم فقراء ومسحوقي فنزويلا، وتقديم الدعم اللامحدود لهم ولقضاياهم على الصعد السياسية والاقتصادية والتربوية – الثقافية والصحية.
غياب تشافيز عن الساحة، لن يطوي سجله الذهبي، الذي كرسه بعطائه وخدماته الجليلة لشعبة وشعوب العالم ككل. لذا سيبقى رمزا للحرية والاستقلال والتمنية الحقيقية. وتاريخه سيبقى نبراسا وهاديا لكل الوطنيين والقوميين والامميين. وعنوانا من عناوين الشجاعة ومواجهة الولايات المتحدة وربيبتها دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.
لقد خسر الشعب العربي الفلسطيني، والشعوب العربية والاميركية اللاتينية نصيرا للسلام والحرية والاستقلال. خسرنا صديقا عزيزا، لا يمكن نسيان دعمه ومساندته للقضية والشعب والقيادة الشرعية ممثلة بشخص الرئيس ابو مازن، الذي اعتبره (تشافيز) بمثابة والده، لأن هناك شبهاً كبيراً بين شخص الرئيس عباس ووالد تشافيز.
عزاء الشعب الفلسطيني وقيادته في القيادة الفنزويلية، التي تسلمت راية القيادة بعد الراحل العظيم. التي يقف معها والى جانبها الشعب العربي الفلسطيني وقيادته لمواصلة طريق الصداقة، وتمتين اواصر العلاقات المشتركة الثنائية بين الشعبين.
رحم الله المناضل والرئيس البطل تشافيز، وسلاما اليه وعليه .. وأحر التعازي للشعب والقيادة الفنزويلية.
a.a.alrhman@gmail.com