"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

سامر العيساوي..نناضل من أجل كل الفلسطينيين

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لا تختلف قصتي عن قصص الكثيرين من شباب الشعب الفلسطيني الآخرين الذين ولدوا وعاشوا طوال حياتهم في ظل الاحتلال الإسرائيلي. فقد تم اعتقالي للمرة الأولى عندما كان عمري 17 عاماً، وسجنتُ لمدة عامين. ثم جرى اعتقالي مرة أخرى عندما كنت في أوائل العشرينيات من عمري، في ذروة الانتفاضة الثانية في رام الله، خلال الاجتياح الإسرائيلي للعديد من المدن في الضفة الغربية -فيما أسمته إسرائيل "عملية الدرع الواقي"، وحكم على الأول بالسجن لمدة 30 عاماً بتهم تتعلق بمقاومتي للاحتلال.ولست أول فرد يسجن من أفراد عائلتي خلال مسيرة شعبي الطويلة نحو الحرية.
فقد حكم جدي، أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالإعدام على يد سلطات الانتداب البريطاني، والتي ما تزال إسرائيل تستخدم قوانينها حتى يومنا هذا من أجل قمع شعبي. وتمكن جدي من الهرب قبل ساعات فقط من الوقت المقرر لتنفيذ حكم الإعدام فيه. ثم قتل أخي فادي في العام 1994، وكان عمره 16 عاماً فقط، على أيدي القوات الإسرائيلية خلال تظاهرة في الضفة الغربية في أعقاب مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل. وقضى الدكتور مدحت، شقيقي الآخر، 19 عاماً في السجن. كما سُجن كل من إخوتي الآخرين، فراس وشادي ورأفت لمدد تراوحت بين 5 سنوات و11 سنة.
وجرى اعتقال أختي، شيرين، مرات عديدة، وقضت سنة في السجن هي الأخرى. وتم تدمير منزل شقيقي، وقطع المياه والكهرباء عن والدتي. وتتعرض عائلتي، جنباً إلى جنب مع البقية من شعب مدينتي القدس الحبيبة، إلى التحرش والاضطهاد والهجوم بشكل مستمر، لكنهم ما يزالون يدافعون عن الحقوق الفلسطينية والأسرى الفلسطينيين.بعد ما يقرب من 10 أعوام قضيتها في السجن، تم الإفراج عني في الصفقة التي رعتها مصر بين إسرائيل وحماس، والتي تضمنت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ومع ذلك، تم اعتقالي من جديد في 7 تموز 2012 بالقرب من حزما، وهي منطقة تقع في داخل بلدية القدس، بتهمة انتهاك شروط الإفراج عني (إذ لا ينبغي أن أغادر مدينة القدس). كما ألقي القبض على آخرين ممن أفرج عنهم كجزء من تلك الصفقة، بعضهم من غير أي سبب معلن للاعتقال. وبناء عليه، بدأت إضرابا عن الطعام في 1 آب (أغسطس) احتجاجاً على سجني غير المشروع وانتهاك إسرائيل لاتفاقية تبادل الأسرى.وقد تدهورت صحتي كثيراً، لكنني سأواصل الإضراب عن الطعام حتى النصر أو الشهادة. هذا هو الحجر الأخير المتبقي لأقذفه في وجوه الطغاة والسجانين في مواجهة الاحتلال العنصري الذي يذل أبناء شعبنا.
وأنا أستمد قوتي من جميع الأحرار في العالم، الذين يريدون وضع حد للاحتلال الإسرائيلي. وما يزال قلبي الضعيف ينبض ويتحمل بفضل هذا التضامن والدعم؛ وصوتي الضعيف يستمد قوته من الأصوات الأعلى، والتي يمكنها أن تخترق جدران السجن.إنني لا أخوض معركتي من أجل حريتي الشخصية فقط.
وإنما نخوض أنا وزملائي المضربين عن الطعام: أيمن وطارق وجعفر، معركة من أجل جميع الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي وسجونه. ويبقى ما أتحمله قليلاً مقارنة بتضحيات الفلسطينيين في غزة، حيث قتل الآلاف أو جرحوا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية والحصار الوحشي غير المسبوق وغير الإنساني.
ومع ذلك، ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدعم. فما كان يمكن لإسرائيل أن تستمر في قمعها من دون الدعم الذي تتلقاه من الحكومات الغربية. وتتحمل هذه الحكومات، لا سيما البريطانية، مسؤولية تاريخية عن مأساة شعبي، وينبغي أن تقوم بفرض عقوبات على النظام الإسرائيلي حتى ينهي احتلاله ويعترف بحقوق الفلسطينيين، ويفرج عن جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين.
لا تقلقوا إذا ما توقف قلبي. إنني ما أزال حياً الآن -وحتى بعد الموت، لأن القدس تجري في عروقي.
 إذا مت، فهو انتصار، وإذا تحررنا، فهو انتصار أيضا، لأني أكون قد رفضت في كلتا الحالتين الاستسلام للاحتلال الإسرائيلي، وطغيانه وغطرسته.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025