الفنان مارسيل خليفة في لقاء خاص في أبوظبي بعنوان (تجربتي مع محمود درويش)
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
احتفاءً بيوم الثقافة الفلسطيني الذي يصادف 13 اذار/مارس من كل عام، والذي تم اقراره ليكون في ذكرى ميلاد "محمود درويش"، ينظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي بالتعاون مع جمعية البيارة الثقافية؛ لقاءً خاصاً للفنان مارسيل خليفة يتحدث فيه عن تجربته مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وذلك في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي، في الساعة السابعة والنصف من مساء الاثنين، الموافق -113-2013.
في تصريح قديم لمارسيل قال أنه تعرف على شعر (محمود درويش) عبر قراءات موسيقية شبه صامتة للقصائد الأولى، وكانت تلك المقاربات الموسيقية للقصائد يغلب عليها طابع الحذر حتى الخوف، الخوف المصاحب دائماً لأي مشروع جديد. وبخجل وتردد راح يعرض تصوره لضرورة غناء تلك القصائد.
وفي صباح يوم باكر من شهر آب- أغسطس لسنة 1976 دخل أحد استوديوهات باريس الصغيرة، ولم يكن معه سوى العود وأمي وريتا وجواز سفر وكانت أول تظاهرة لأسطوانة (وعود من العاصفة) على خشبة الجناح اللبناني في مهرجان الإنسانية بباريس مع أول أيلول- سبتمبر من نفس العام، وقد استطاع أن يضع موسيقاه في سياق النبض الدرويشي، وذلك بإعطاء بُعد موسيقي مستقل عن الكلمة سواء من الناحية الميلودية أم الإيقاعية أم التوافقية فكان هناك عالم صوتي يتشكل من بعدين موسيقي وشعري لينبثق من استقلالهما وحدة فنية، ومنذ هذه المحاولات وقبل أن يتعرف أحدهما على الآخر؛ يقول مارسيل: "كنت أحس بأن شعر درويش قد أنزل عليَّ ولي".
فعن تلك التجربة وغيرها من الشخصي إلى السياسي سيتحدث مارسيل بحضور محمود درويش المتألق في الذاكرة العربية الحديثة، وسيوقع بعد إنتهاء الأمسية ألبومه الأخير (سقوط القمر).
والجدير بالذكر أن مارسيل خليفة مواليد 1950م في بلدة عمشيت في جبل لبنان، ويعتبر أحد أهم الفنانين العرب الملتزمين بقضية فلسطين، عُرف دوما بأغانيه التي تأخذ الطابع الوطني، وبأسلوب دمجه بين الموسيقى العربية والآلات الغربية، ومنها إدخاله الساكسفون في واحدة من أهم أغانيه "يعبرون الجسر" للشاعر خليل حاوي.
رافقه انتمائه بالقضية الفلسطينية في أغانيه وموسيقاه رغم أن طابع الموسيقى قد اختلف بشكل واضح حسب مراحل حياته من الحرب الأهلية اللبنانية والنضال الفلسطيني إلى مرحلة السلم اللبناني ومرحلة ما بعد الطائف، واتفاق أوسلو على الجانب الفلسطيني.
خلال أواخر السبعينات والثمانينات لحن مارسيل أولاً قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش مطلقاً ظاهرة غناء القصيدة الوطنية الفلسطينية التي تمتزج فيها صورة المرأة الحبيبة بالأرض والوطن أو الأم والوطن معاً. كانت البدايات مع "ريتا والبندقية" و"وعود من العاصفة" واستمرت لسنين محققة مزجاً رائعاً بين العود وشعر درويش الرمزي الوطني العاشق فكانت "أمي" وكانت "جواز السفر" أفضل شعارات تحملها وترددها الجماهير العربية المنادية بالنضال في فترة ما بعد النكسة. وقد شكل مارسيل ودرويش أقرب ما يشبه الثنائي في أذهان الناس، رغم أنهما لم يلتقيا إلا في فترة متأخرة.
في المرحلة الثانية (من التسعينات وحتى الآن) بدأ مارسيل يميل أكثر للتلحين الموسيقي البحت دون الغناء فكانت بداية مشاريعه الموسيقية التي بدأها بمعزوفة "جدل" التي تعتبر نقاشا بين العود القديم (مارسيل خليفة) والعود الجديد (شربل روحانا)، قام أيضا بتأليف موسيقى تصويرية في العديد من مسرحيات عبد الحليم كركلا الأخيرة: مثل حلم ليلة صيف والأندلس... الحلم المفقود وأليسا.. ملكة قرطاج. وقد أصدر حتى الآن 19 ألبوماً.