المقاومة الشعبية تترنح بين الوعود والقمع
كثير ما يتراود إلى أسماعنا حرص المسئولين من كافة المستويات على تصعيد المقاومة الشعبية في كافة المواقع والعمل على نشرها في جميع أنحاء الوطن بحكم أن الاحتلال لا زال جاثما على صدورنا ولا زال المستوطنون يعيثون في الأرض فسادا وإرهابا.
وقليل ما نرى منهم انخراطا عمليا في المواقع التي استجابت لنداء الأرض ولبت استغاثة الشهداء للانتقام من عدو سرق الأرض واستباح الدم ونكل بالكبير والصغير، لكنه فشل في النيل من إرادة صممت على الاستمرار في ظل ظروف قاهرة معتمدة على ذاتها في قهر كل أشكال القمع الممارس من هذا العدو.
أسئلة كثيرة تخطر ببالنا ونحن نحمل أعباء التصدي للاحتلال دون كلل، أين مشاريع الحكومة التي من شانها تعزز صمود المواطن فوق أرضه؟ وهذا السؤال الذي يتناقض مع دعوات التصعيد والتعميم،أحببنا طرحه بصورة واضحة دون تمويه وحوله يدور الكثير من الكلام.
لا نريد أن نبحر كثيرا في استعراض بعض أشكال المقاومة التي تتلقى أموالا طائلة دون رقيب أو حسيب وقد تكون بتغطية رسمية وأشكال أخرى من المقاومة لا تملك مقدرات بسيطة لتغطية نفقات أسير لا يملك ولي أمره أجرة الذهاب لحضور محكمة عسكرية هنا أو هناك.
لماذا؟ مع أننا نؤمن بأننا اخترنا المقاومة التي تأتي بالنصر وفضلناها على كل أشكال تلك التي تقترن بدعم لا يليق بها.
في كفر قدوم ذات 3500 نسمة يخرج ما يقارب الألف منهم كل يوم جمعة بدم فلسطيني خالص وعدد لا يتجاوز أصابع اليد من أصدقائنا الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين يتعرضون لكل صنوف العذاب والقهر والقمع والتنكيل ويعودون والبسمة تعلو وجوههم بانتظار مواجهة أخرى مع جيش العار المهزوم جيش الاحتلال المدجج باعتى أنواع الأسلحة.
اذكر جيدا عندما أصيب وئام برهم ابن الثمانية عشرة عاما ذاك الطالب المتميز بقنبلة غاز كسرت جمجمته وأفقدته النطق،جلسنا نندب حظنا ومع ثقتنا بما تم تقديمه من رعاية في مستشفى رفيديا إلا أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا والتي تلزمنا رعاية شبابنا ألزمتنا شعورا بضرورة نقله إلى الأردن الشقيق فقط للاطمئنان عن صحته وطمأنة من سيتعرضون بعده لاعتداءات أن الحكومة لا يمكن أن تنساكم لأنها سندنا في تصعيد المقاومة،ولكننا لم نستطع في حينها تلبية هذا الحق لولا تدخل مكتب السيد الرئيس لتامين تغطية استكمال العلاج في الاردن.
في كفر قدوم أغلقنا أبواب المقاومة الممولة خارجيا واعتمدنا على ذاتنا الفلسطيني ولم نخجل أن نعلن التزامنا بقرارات مؤتمر حركة فتح بتصعيد هذا النهج من المقاومة ورفعنا راياتها لإعلاء راية فلسطين خفاقة في سماء الوطن.
عن كفر قدوم الحكومة غائبة وليست مدرجة على سلم أولوياتها لا بمشاريع ولا بتعويض المزارعين عن خسائرهم التي تكبدوها بسبب قمع الاحتلال للمسيرة،فأبو إيهاب مثلا فقد مصدر رزق أساسي، 20 خلية نحل وعشرات أشجار الزيتون أحرقت وبقرة نفقت وبيت لا يصلح لسكن الآدميين هو في قلب المواجهة.
وزاهي 500 دجاجة نفقت ومحمد نمر لم يعد بمقدوره تربية الدواجن في مزرعته بسبب استخدامها من قبل الجنود لنصب الكمائن لاعتقال الشباب المشاركين في المسيرة.
يقال لنا الحكومة لا تعلم بمثل هذه المعاناة،فعليكم مخاطبتها ،اعتقد أن الإعلام لم يترك قضية إلا وتحدث عنها وهناك بعض الأخوة بادروا وتشرفنا بزيارتهم لنا واطلعوا عن كثب عما يجري من قمع وشاهدوا التكافل والتعاضد وصرحوا أن كفر قدوم لها طعم مختلف في المقاومة،مقاومة لا تعتمد على كم الأجانب الكبير ولا تتلقى أي دعم مشروط من المنظمات الأهلية.
في كفر قدوم قلنا ولا نزال نقول حركة فتح رائدة لمشروع النضال وحامية الثوابت هي التي تقود المقاومة وستبقى حارسة آمال شعبنا حتى تحقيق حلم الشهداء.
تقول مخابرات الاحتلال:"مسيرة كفر قدوم هي مسيرة السلطة الفلسطينية"،ويبقى الأمل أن يأخذ الجميع دوره الوطني والريادي في دعم الصمود وتعزيز البقاء.
بقلم:الناطق الإعلامي لحركة فتح في قلقيلية