(الإخوان) و(التمكين بالأمـــن)- ماهر حسين
تقوم حركة الإخوان المسلمين الآن بإدارة وحكم دول هــــامة وبالطبع نحن نتحدث عن مصر (الجائزة الكبرى) وتونس كما أن الإخوان يحكموا (غزة ) . (الإخوان) حكموا مصر وتونس بالانتخاب وحكموا غزة بالانتخاب والانقلاب .
بالطبع لدى الإخوان المسلمين الآن تحركات في سوريا ودول أخرى . لسنا هنا بوارد نقاش تحركات الإخوان المسلمين للسيطرة على الحكم ببعض الدول وإن كان من المهم ان نشير إلى أن سعي الإخوان للحكم يجب أن لا يكون على حساب الشعب واستقراره وبالطبع ليس على حساب الدول وتقدمها فبعض تحركات الإخوان المسلمين بالنسبة لي مرفوضة حيث أنها ترتبط بمؤامرات وتحركات وتنظيمات سرية تسعى للتغير بالانقلاب والتخريب وهذا مرفوض تماما" ومستهجن ومستنكر .
بغض النظر عن بعض المحاولات للإخوان فإنني هنا أرغب بالتعليق على إدارة الأخوان لبعض الأنظمة التي يديروها الآن حيث أن هناك تشابه مرتبط بكيفية تعاطيهم مع الشعب ومعارضيهم في المناطق التي يحكموها انتخابا" و انقلابا" على النظام كما حصل بغزة أو انتخابا" و انقلابا" على ثورة شعوبها كما حصل بتونس ومصر .
في غزة بدأت مخططات السيطرة للإخوان عبر حركة حماس بتشكيل ما أطلق عليه (القوة التنفيذية) التي تتبع حماس وقيادتها وأدى هذا إلى صدامات مع الشرطة الفلسطينية ونهايةً تم الحسم والانقلاب التام على الشرعية الفلسطينية عبر القوة وبالطبع كان للقوة التنفيذية التابعة لحماس الدور الأهم بهذا الانقلاب الذي ما زالت شعبنا يدفع ثمنه بانقســـام ملعون .
في تونس تكرر الأمر لاحقا" للثورة ولانتصار الإخوان(حزب النهضة) بالانتخابات هناك حيث ظهرت تشكيلات مشابه (للقوة التنفيذية) أطلق عليها (لجان حماية الثورة) هذه اللجان لم يعلن حزب النهضة مسؤوليته عنها ولكنه رفض التعامل القانوني والشرعي مع وجودها حيث مارست هذه اللجان أعمال تمس بحرية الرأي لكل من يعارض النظام الاخواني هناك وها هي التجربة تتكرر بمصر عبر الإعلان عن تشكيلات مرتبطة بالإخوان وغيرها من جماعات إسلامية لتحل محل الشرطة المصرية . في مصر المبرر هو غياب الشرطة وعدم قيامها بدورها بحماية المواطن علما" بأن الاحتجاجات بمصر سياسية تأتي على خلفية معارضه للحكم واختلاف معه فبالتالي الأولى أن يكون الحل سياسي من خلال الرئيس الدكتور مرسي أو حكومته وليس من خلال الشرطة وهذا هو أساس المفهوم الخاطئ بالتعاطي مع المعارضين والمخالفين .
لسنا بحاجه إلى (ميلشيات ) للحفاظ على الآمن ولكننا بحاجه إلى تفاهمات سياسية تجنب البلاد الانقسام والخلاف والصراع . لسنا بحاجه إلى ( لجان لحماية الثورة ) بل نحن بحاجه إلى اتفاق لتطبيق مبادئ الثورات العربية بتعزيز علاقة الأنظمة مع جماهيرها ومع محيطها العربي بدلا" من التفكير بعلاقات مأزومة مع إيران أو صفقات مع الولايات المتحدة الأمريكية .
وعندما نتحدث عن الصفقات فإن أي متابع يعلم الثمن المطلوب من حركة الإخوان وخاصة بمصر مقابل الاستقرار بالعلاقات الدولية وبشكل خاص مع الولايات المتحدة وإسرائيل . الثمن بسيط ومرتبط بمصلحة إسرائيل واستقرارها بالمنطقة . وها هي حركة الإخوان عموما" ومعها حماس بالطبع تقوم بتنفيذ المطلوب إسرائيليا" وأمريكيا لتعزيز علاقات النظام في مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية من على قاعدة (تعزيز كامب ديفيد) وهناك محاولات اخوانية (مصرية_ حمساوية) جادة لرفع أسم حماس عن قائمة المنظمات الإرهابية وهذا حق لحماس وكلنا معها ولكن للتوضيح هنـــا فأنا أرى بأن حماس هي التي تتقارب يوما" بعد يوم وساعة بعد ساعة مع كل ما هو مطلوب منها ليتم الاعتراف بها دوليا" وإقليميا" وهذا هو أبرز أسباب تغيير لهجة حماس وكل ما نرجوه هو أن لا يؤثر هذا التقارب على فرص إنهاء الانقسام المٌعيب بحق شعبنا .
إن كل ما سبق لا خلاف عليه بالنسبة لي ولاكته لا يكفي لنجاح حركة الإخوان والمحافظة على حكمها والتمكين بالحكم بل من الواجب الالتفات إلى الداخل والسعي للتوافق مع الشعب لتحقيق أهداف الثورات . (القوة التنفيذية ) ( لجان حماية الثورة) (ميلشيات الأمن ) ليست الحل فالحل فقط مرتبط بالشعب وتحقيق أمنه وأمانه وطموحاته من خلال العمل الجاد لتطوير الحريات وتطوير الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير وحدة المجتمع بكل اتجاهاته وطوائفه على قاعدة المواطنة وبالطبع تعزيز الديمقراطية وإعادة الاعتبار للعلاقات مع العرب والعالم على قاعدة الدور والتأثير . تفكير الإخوان (حماس)بالأمن في فلسطين جاء بالقوة والحسم وفي مصر وتونس لا يختلف كثيرا" .