مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الأدب النسائي بين الاعتراف والانكار- عدنان داغر


 هناك من يؤرخ لبداية ظهور مصطلح "الأدب النسوي" مع بداية السبعينيات من القرن العشرين حيث بدأ يتصاعد الاهتمام بأدب المرأة، في حين يعيد البعض الآخر بداية ظهور المصطلح الى بداية تسعينيات القرن الماضي.
هل هناك أدب نسائي؟
 وفي الفترة المذكورة آنفا وحتى اليوم، كثيرا ما يتردد مصطلح "الأدب النسوي"، وتدور حوله خلافات واجتهادات، فهل الإبداع يخضع لجنس صاحبه ذكرا كان أم أنثى؟ وهل المبدعون الذكور قادرون على طرح خصوصيات النساء في إبداعاتهم،  مهما كانوا مثقفين ومتنورين؟ ولماذا الأدب النسوي تحديدا؟
 وهل هناك اعتراف بقضايا المرأة في مجتمعاتنا الذكورية؟ وبالتالي اعتراف بوجود ادب خاص بها؟
 مع إفساح المجال أمام المرأة للتعليم في غالبية الدول العربية، رغم القيود المفروضة، فقد ظهرت أقلام نسوية كتبت في مختلف فنون الإبداع، كتبت وأجادت وتفوقت، وفلسطين ليست استثناءاً في هذا المجال، بل ربما تكون افضل من غيرها، رغم وجود الاحتلال وما يعنيه من معيقات وصعوبات في شتى مناحي الحياة.
  وصار هذا المصطلح موضع إهتمام كثير من الملتقيات والروابط الأدبية والمواقع الالكترونية، وحتى بعض الدراسات التي أشارت إليه وجرى نقاشه في ندوات عدة، او على هامش لقاءات او مؤتمرات أدبية، واهتمت به القراءات النقدية، ودار الحديث عن ماهيته ومعاييره، ومتى يمكن ان نقول أن هذا أدب نسوي أو غير نسوي.
كل ذلك يطرح أمامنا  التساؤل والسؤال، ما هو الأدب النسائي؟
 هل الأدب النسائي هو ما تكتبه المرأة في مختلف الفنون الأدبية والأمور الأخرى التي تهم النساء وتتحدث عن خصوصيتهن، أم هو ما يكتب عن قضاياها ويتحدث عنها ويطالب  بمساواتها بالرجل؟
 أخذ الاهتمام النقدي يستوعب هذا النتاج الأدبي  مع استنباط  مفاهيم وطروحات ساهمت في إغناء "الحركة النقدية النسائية" عبر كشفها عن العلامات التي تمنح كتابة المرأة ملامحها الخاصة، وقد واجهت النقاد والمهتمين إشكالية المصطلح (أدب نسوي، أدب الأنثى، أدب المرأة، أدب نسائي) حيث لا يوجد اجماع على المصطلح او مضمونه.
وأخذا بعين الإعتبار منهجية البحث، وما يتعلق بكتابة الرجل التي لا يمكن أن نضعها مقياسا وحيدا للكتابة، وإلا أصبحنا نقيس كتابة المرأة كهامش بالنسبة لمركزية كتابة الرجل.
بعض الباحثين والنقاد أشاروا الى ما يمكن تسميته "النص الأنثوي" بديلا عن "الأدب النسوي"، باعتبار أن هذا المصطلح يرتكز على آليات الاختلاف واعتبروا أن مصطلح "نسائي" يفيد معنى التخصيص ويوحي بالحصر والانغلاق في دائرة جنس النساء، بينما اعتبروا مصطلح  "مؤنث" دعوة للاشتغال في مجال أرحب، ما يتيح تجاوز عقبة الفعل الاعتباطي في تصنيف الإبداع .
الادب النسائي هو ما تكتبه المرأة
 يميل غالبية النقاد والمهتمين الى اعتبارا "لأدب النسوي" ما تكتبه النساء، أما قضايا المرأة الأخرى كالتحرر والمساواة التي تُطرح من قبل الكتاب الرجال، فللا ينطبق عليها مفهوم "أدب نسوي" وإنما يدخل كقضية من القضايا التي يتناولها الأدب بشكل عام، فبالتالي يحدد المصطلح بشكل أدق، بالقول أن الأدب النسوي هو الأدب الذي تكتبه المرأة.
ولم يقتصر هذا الجدل والنقاش حول المصطلح والمفهوم، من قبل النقاد العرب او في العالم الثالث، فققد تمت مناقشته أيضا من طرف نقاد غربيين .
واعتبر بعض من  يتبنون مصطلح "الكتابة النسائية" أنه يقوم بدور تصنيفي فقط، وإن كان بعض النقاد يعتبره غير محايد، فهو يمكننا من رصد خصوصيات هذه الكتابة وبالتالي وضع اليد على الخصائص المميزة له، والذي يشكل إضافة حقيقية للإبداع الإنساني بشكل عام، وهذا المصطلح لا ينفي صفة الإبداع عن أي أحد من الجنسين، ولكنه يؤكد بالخصوص على أن للمرأة الكاتبة تصورا مختلفا للمسكوت عنه بمقدار الفروق الفردية بين الجنسين، والطريقة الخاصة في التعبير، وعلى مستوى الجرأة في طرح بعض المواضيع ذات التضاريس المجروحة في كينونة عمقنا الثقافي، ولربما أن اللبس الحاصل في رنين المصطلح والمفهوم "الكتابة النسائية" ، ماهو إلا نتيجة للخلط المنهجي الحاصل بين صيغتين: صيغة "الأنثى والكتابة" وصيغة "المرأة والكتابة".
أنصار تسمية ما تكتبه المراة "ادب نسائي" يجادلون بالقول ان هذا اشبه ما يكون باطلاق التسميات على الادب في كل قطر بعينه، فنحن نقول أدب مصري مثلا لما يكتبه الكتاب المصريون، ومثله ادب فلسطيني او لبناني... الخ، وبالتالي لماذا لا نسمي ما تكتبه النساء أدب نسائي.
في حين يرى البعض أن تسميات "أدب نسوي" و" أدب رجالي" هو أمر فيه اجحاف بحق المرأة ، ويرون فيه مصطلحا لتهميش كتابات المراة وابداعاتها، بل ويزعم بعضهم بأن وجود "أدب نسوي" يعني في نهاية المطاف دفع المرأة للشعور بالدونية أمام الرجل، وأنه مصطلح يفتقر إلى الدقة وينم عن قصور في الرؤية،  معتبرين أن الأدب نتاج إنساني ولا يمكن تصنيفه على أساس الجنس، وان الأدب، بغض النظر عن جنس كاتبه، أدب واحد، فالقضايا والهموم في الغالب تكون واحدة ، لكن التقسيم هو عند بعض الناس هو من باب التركيز على نوع الدراسة.
يقول بعض المهتمين بالأدب بوجود فوارق بين "أدب المرأة" و "أدب الرجل" من الناحية الفنية أحيانًا والأدوات، ويشيرون الى أن المرأة أقدر في التعبير عن قضاياها من الرجل، مهما بلغت قدرة الرجل على فهم المرأة وخصوصياتها.
موضوع "الأدب النسوي" يقودنا بالضرورة الى الحديث عن خصوصية "القضية النسوية"، فاذا نحن اعتبرنا ان  هناك "قضية مرأة" فهذا يؤدي بالضرورة الى اعترافنا بوجود "أدب نسوي" يعبر عن تلك القضية والخصوصية.
لا شك أن هناك تقدما ملحوظا قد طرأ على قضية المرأة والأدب النسوي في الخمسين عاما الماضية، حيث ارتفعت الى حد كبير أعداد النساء الحاصلات على دراسة جامعية، ووظائف في مختلف المجالات، ما يتيح المجال للمواهب والقدرات الأدبية النسائية في الظهور، وهو ما انعكس في الأعداد المتزايدة من النساء الكاتبات في مجالات الأدب وغيره.
وفي عالمنا العربي برزت أسماء لامعة في مجال "الكتابة النسوية" في مجالات الادب وغيره، لعل ابرزها الكاتبة المصرية نوال السعداوي، والسورية غادة السمان، والجزائرية أحلام مستغانمي، والمغربية فاطمة المرنيسي، والفلسطينية سحر خليفة، ويضيق المجال هنا لتعداد المزيد من الأسماء.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024