مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

كيف نحول التنازع إلى حوار .. بقلم د.مازن صافي


 كثيرة هي الأفكار الجميلة والرائعة ولكن عيب واحد فيها قد يجعلها غير عملية .. لذلك لا يكفي في الفكرة أن تكون رائعة وجميلة ولكن يجب أن تكون عملية وقابلة للتنفيذ والقبول .. حين نتمسك بأفكارنا التي نطرحها ونعتقد جازمين أنها مثالية وسليمة وعادلة ، فهذا أمر جيد ويعود على صاحبه بالثقة بالنفس والقدرة على التنافس والترويج .. ولكن حين يشكو الناس من هذه الأفكار أو حين يتحول تطبيقها الى قصور وتباطؤ وربما تمنع ... علينا ألا نذهب لاتهام الناس أو المجموع أنهم مشلولي الإرادة غير ناضجين أو لا يملكون الحماسة للعمل ، بل علينا أن نعيد قراءة أفكارنا مرة أخرى وأخرى وان نتعامل معها على أنها قابلة للقبول والرفض في آن واحد ، وأيضا قابلة للتعديل وليست كاملة مكتملة لا غبار عليها .. قبل اتهامنا للناس بالتقصير في قراءة الأفكار أو التطبيق علينا أن ننظر وبعمق لحقيقة التقصير وأسبابه ومتطلبات معالجته أيضا ، ولكي لا تقع أفكارنا في نفس " المطب " نقول ربما التقصير قد جاء من صعوبة الإجراءات التطبيقية أو عدم وضوحها أو شموليتها أو عدم وجود جدولة لتنفيذها .. الفكرة تحتاج دوما الى قبول الناس وإمكانية أن تتحول من إطارها النظري إلى العملي .
لقد جُبِل الإنسان أن يرى في نفسه الجدارة والصلاح والعلم والمقدرة وهذا شيء مطلوب ولكن ألا يصل إلى درجة من الغرور أو الكِبر أو التعالي ، فالأخير قاتل للأول ويعرضه للخطر الشديد أمام الناس وأمام نفسه أيضا .
إن الإنسان يجب أن يكون منطقيا في كل أموره وألا يعتقد أن مسمار صغير يمكنه أن يفتت جبل كبير .. هذا المسمار قد يكون جزء أساس من أداة كبيرة وضخمة تفتت هذا الجبل ، ولكن المسمار نفسه يصبح عاجزا أمام الجبل ، متبعا لحاملة وبل يصيبه بالخيبة والفتور والإرهاق والعزوف ويمكن أن تصبح صخور الجبل من نوع مختلف لم يتعامل معه من قَبل ويحتاج الأمر إلى مسمار آخر يلاءم هذه النوعية من الصخور .. إنها تبريرات تنتهي إلى عجز الإنسان إن يستخدم المسمار في موضعه السليم كي يتغلب على صخور الجبل مهما كانت .. إلقاء التهم والعجز والانتقاص من الآخرين أسهل الطرق للهروب من المواجهة والمعالجة ومنطقية الأمور .
إن أي مجتمع بشري لا يخلو من مشكلات .. وهذه المشكلات هي رمز حياته وحركته الدائبة .. فالمشكلة عامل مُحفز للمعالجة .. ومن هنا تولد الاختلافات في الرأي بين القبول والرفض والجدال والعناد والمرونة وما إلى ذلك .. ونصل بهذا الحالة إلى الأسلوب في المعالجة وهو لُب الحركة الدائبة في المعالجة .. بإسلوبك يمكنك أن تعبر إلى الجزء الآمن في قراءة المشكلة وتجزئتها ومعالجتها بحيث لا يتحول المشرط الى سيف أو المعالجة إلى مشكلة ...
ان التنازع بين البشر أمر طبيعي ومقبول ولا يمكن إزالته بواسطة الكلمات والأفكار النظرية فقط .. بل لا يمكن أن نقفز عنه لمجرد رغباتنا في ذلك .. إن التنازع دلالة على وجود كائن حي .. والتنازع يكون على البقاء .. إن أفكارك هي عقلك ، ومجموعة الأفكار هي مجموعة العقول ، ومتى اجتمعت العقول قويت الأفكار وتصلبت وأصبحت اقرب للحكمة والقبول وقابلة لاستيعاب كل الأفكار المضادة أو ما يعرف بالنقد الذاتي لها ..
في نهاية المقال نقول أن الديمقراطية لا تؤمن بالحجج سواء كانت منطقية أو غير منطقية .. ولا تؤمن بالحق المطلق .. إنها تستند إلى أرقام وتؤمن بكثرة الأصوات .. ولهذا تتحول الديمقراطية في عمقها منافسة للحصول على أصوات الناخبين .. وما أن تنتهي العملية الديمقراطية حتى تتحول هذا الأرقام إلى مجموعة حاكمة وأخرى معارضة وهذا هو المجتمع الذي يجب ألا تتحول النظم فيه إلى نوع من التصارع ، بل وسيلة للبناء والتطور والعمل والقبول والحضارة .
sh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024