بين سائق "الليموزين".. وراكبها.. زيارة رام الله جيدة وجديدة!- ابراهيم ملحم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لم يحصل لي شرف التعرف على سائق الرئيس، رئيس اكبر دولة في العالم، والذي رغم خبرته الكبيرة في سياقة سيارات "الليموزين" في المسافات الطويلة، فقد ارتكب خطأ لايأتي بمثله "شوفرية" الفوردات، على الخطوط الداخلية في محافظات الضفة، ولاحتى سائقو التوكتوك في المحافظات الغزية، عندما اقدم على ملء خزان الوقود بسيارة الرئيس بالسولار بدل البنزين، حسب ما ذكرته احدى الصحف الاسرائيلية امس ما تسبب بعرقلة موكب الرئيس القادم من وراء البحار، ليضطر الى استجلاب سيارة اخرى من نفس الطراز من خارج البلاد.
لكنني ادعي انني اعرف راكب السيارة الرجل صاحب القامة والقيمة والذي اطل علينا كطيف ذات صيف عندما زارنا والقى خطابا في احدى اكبر جامعاتنا-القاهرة- فبيض به وجه امريكا الذي مرغه سلفه بالوحل، لنكتشف بعد حين ان كلام الليل يمحوه النهار، وان ما قاله امامنا لم يكن سوى اضغاث احلام دغدغت عواطفنا واسالت الكثير من الحبر قراءة وتحليلا لما ستبدو عليه الولايات المتحدة خلال عهد القادم الجديد الذي يأتينا اليوم مستطلعا ومستمعا كما قال.
اقول .. انني اعرف راكب السيارة الرجل كبير القيمة والقامة ومع شديد الاحترام له فان المتابع لسياساته ومقارباته،وتراجعاته سيجد صعوبة في التفريق بينه وبين سائقه، ذلك انه اذا كان السائق المسكين قد اخطأ بملء خزان الليموزين بالسولار بدل البنزين فان راكب السيارة، قد ملأ مخازن اسرائيل بالسلاح بدل السلام، بعد ان اكد تقاسمه معها القيم نفسها.
يقول الكاتب الامريكي المعروف توماس فريدمان، في مقال له حول زيارة اوباما للمنطقة بان حاجة امريكا الى اقامة سلام اسرائيلي فلسطيني بلغت ادنى مستوياتها بعد ان تحول الصراع من ضرورة الى هواية ينشغل فيها اوباما حيناً ويتركها في كثير من الاحيان.
احسب انه من الحكمة ان يعيد صاحب الليموزين والـ"بي 52"والمارين 1، وصاحب العاديات ضبحا والموريات قدحا والمغيرات صبحا، النظر في حساباته وفي تسوياته ومقارباته للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وفاءً لقيم اجداده ولا سيما ابراهام لينكولين الذي حارب من اجل الحفاظ على وحدة امريكا، بعد ان عصفت بها الحرب الاهلية فكانت وصفته السحرية انهاء العبودية التي يعتبر الاحتلال والاستيطان احدى ابشع وجوهها ولولا تلك الوصفة لما اصبح اوباما اليوم رئيسا لامريكا .
ما قاله اوباما اليوم في رام الله وما فعله خلال مراسم الاستقبال التي عزف خلالها السلام الوطني الامريكي والنشيد الوطني الفلسطيني، واستعراضه حرس الشرف وتحيته للعلم الفلسطيني معطوف عليه ما خاطب به طلبة جامعيين اسرائيليين مساء اليوم [ عليكم الاعتراف بحق الفلسطينيين باقامة دولة مستقلة لهم وحقهم في تقرير مصيرهم فليس من العدل منع الفلسطينيين من بناء بيوتهم وفلاحة اراضيهم او منع الطلاب من الوصول الى مدارسهم] كل ذلك يدعو للاعتقاد بان الزيارة جيدة وجديدة، وسيكون لها ما بعدها لجهة الاقرار بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، مثلما انها تعزز الاعتقاد لدينا ايضا بانه على اهمية ما قاله اوباما فان الاكثر اهمية منه هو ما نقوله نحن وما نفعله نحن وما نصنعه نحن، ذلك ان قيام رئيس اكبر واقوى دولة في العالم بزيارة فلسطين في اول زيارة له للمنطقة منذ توليه منصبه رغم محاولاته ثني الرئيس عباس عن خطوة الذهاب للامم المتحدة، يؤكد على اهمية ما نتخذه نحن من قرارات، وما نصنعه نحن من سياسات تجعل من كان بالأمس معترضا علينا يلتحق اليوم بنا ويبارك خطواتنا.
بقي ان اقول انه اذا كانت سيارة "الليموزين"، قد وجدت من يقطرها بعد تعثرها ويشفط من خزاناتها ما كبح دوران محركاتها، فان عملية السلام، ما زالت تبحث عمن يرفع العصي من دواليبها، ويشفط الدهون التي تسببت في تصلب شرايينها.. فأخطاء السياسة كأخطاء السياقة..اذا تكررت تكون قاتلة!.
zaلم يحصل لي شرف التعرف على سائق الرئيس، رئيس اكبر دولة في العالم، والذي رغم خبرته الكبيرة في سياقة سيارات "الليموزين" في المسافات الطويلة، فقد ارتكب خطأ لايأتي بمثله "شوفرية" الفوردات، على الخطوط الداخلية في محافظات الضفة، ولاحتى سائقو التوكتوك في المحافظات الغزية، عندما اقدم على ملء خزان الوقود بسيارة الرئيس بالسولار بدل البنزين، حسب ما ذكرته احدى الصحف الاسرائيلية امس ما تسبب بعرقلة موكب الرئيس القادم من وراء البحار، ليضطر الى استجلاب سيارة اخرى من نفس الطراز من خارج البلاد.
لكنني ادعي انني اعرف راكب السيارة الرجل صاحب القامة والقيمة والذي اطل علينا كطيف ذات صيف عندما زارنا والقى خطابا في احدى اكبر جامعاتنا-القاهرة- فبيض به وجه امريكا الذي مرغه سلفه بالوحل، لنكتشف بعد حين ان كلام الليل يمحوه النهار، وان ما قاله امامنا لم يكن سوى اضغاث احلام دغدغت عواطفنا واسالت الكثير من الحبر قراءة وتحليلا لما ستبدو عليه الولايات المتحدة خلال عهد القادم الجديد الذي يأتينا اليوم مستطلعا ومستمعا كما قال.
اقول .. انني اعرف راكب السيارة الرجل كبير القيمة والقامة ومع شديد الاحترام له فان المتابع لسياساته ومقارباته،وتراجعاته سيجد صعوبة في التفريق بينه وبين سائقه، ذلك انه اذا كان السائق المسكين قد اخطأ بملء خزان الليموزين بالسولار بدل البنزين فان راكب السيارة، قد ملأ مخازن اسرائيل بالسلاح بدل السلام، بعد ان اكد تقاسمه معها القيم نفسها.
يقول الكاتب الامريكي المعروف توماس فريدمان، في مقال له حول زيارة اوباما للمنطقة بان حاجة امريكا الى اقامة سلام اسرائيلي فلسطيني بلغت ادنى مستوياتها بعد ان تحول الصراع من ضرورة الى هواية ينشغل فيها اوباما حيناً ويتركها في كثير من الاحيان.
احسب انه من الحكمة ان يعيد صاحب الليموزين والـ"بي 52"والمارين 1، وصاحب العاديات ضبحا والموريات قدحا والمغيرات صبحا، النظر في حساباته وفي تسوياته ومقارباته للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وفاءً لقيم اجداده ولا سيما ابراهام لينكولين الذي حارب من اجل الحفاظ على وحدة امريكا، بعد ان عصفت بها الحرب الاهلية فكانت وصفته السحرية انهاء العبودية التي يعتبر الاحتلال والاستيطان احدى ابشع وجوهها ولولا تلك الوصفة لما اصبح اوباما اليوم رئيسا لامريكا .
ما قاله اوباما اليوم في رام الله وما فعله خلال مراسم الاستقبال التي عزف خلالها السلام الوطني الامريكي والنشيد الوطني الفلسطيني، واستعراضه حرس الشرف وتحيته للعلم الفلسطيني معطوف عليه ما خاطب به طلبة جامعيين اسرائيليين مساء اليوم [ عليكم الاعتراف بحق الفلسطينيين باقامة دولة مستقلة لهم وحقهم في تقرير مصيرهم فليس من العدل منع الفلسطينيين من بناء بيوتهم وفلاحة اراضيهم او منع الطلاب من الوصول الى مدارسهم] كل ذلك يدعو للاعتقاد بان الزيارة جيدة وجديدة، وسيكون لها ما بعدها لجهة الاقرار بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، مثلما انها تعزز الاعتقاد لدينا ايضا بانه على اهمية ما قاله اوباما فان الاكثر اهمية منه هو ما نقوله نحن وما نفعله نحن وما نصنعه نحن، ذلك ان قيام رئيس اكبر واقوى دولة في العالم بزيارة فلسطين في اول زيارة له للمنطقة منذ توليه منصبه رغم محاولاته ثني الرئيس عباس عن خطوة الذهاب للامم المتحدة، يؤكد على اهمية ما نتخذه نحن من قرارات، وما نصنعه نحن من سياسات تجعل من كان بالأمس معترضا علينا يلتحق اليوم بنا ويبارك خطواتنا.
بقي ان اقول انه اذا كانت سيارة "الليموزين"، قد وجدت من يقطرها بعد تعثرها ويشفط من خزاناتها ما كبح دوران محركاتها، فان عملية السلام، ما زالت تبحث عمن يرفع العصي من دواليبها، ويشفط الدهون التي تسببت في تصلب شرايينها.. فأخطاء السياسة كأخطاء السياقة..اذا تكررت تكون قاتلة!.