مرتديلا الزريقي" و "طلاسم معن سمارة"- ثائر نصار
احسنتُ صنعا بالامس عندما امتثلت لرأي صديق اثق جدا بكلامه، لكي لا اكتب وانا منفعل ردا على مقال بعنوان "المقاومة الشعبية الفلسطينية: المقاومة المضللة"، هذا المقال الذي كتبه الزميل الصحفي معن سمارة، وساطرح بعض الاسئلة على سمارة، ردا على اسئلته في مقاله سيء الصيت:
سأل سمارة: "ما جدوى هذه المقاومة إن لم ترتكز حقا على أساس شعبي وقاعدة جماهرية عريضة تدعمها وتؤسس فيها"؟ ...
وهنا اتساءل، كيف للمقاومة الشعبية ان تتسع جماهيريا وحضرتك ( سمارة ) لم تكلف نعل حذائك عناء التغبر في قرى المقاومة الشعبية، كيف ستتسع وانت تكتب مقالا مبنيا على "الصفن" الذاتي لك في غرفة مكتبك او مطبخ بيتك ؟
وسأل سمارة: "ماذا تعني المقاومة الشعبية إن كانت ممولة ( فلسطينيا وأوروبيا)، ولم تتناسب مع ظروف وطبيعة وحاجات المواطنين؟"
و "ماذا يعني أن يكون تكون مقاومة المقاوم براتب يصرف له عبر مشاريع المؤسسات الأجنبية العاملة في الأراضي الفلسطينية؟"
وهنا اتساءل، هل التمويل الفلسطيني للمقاومة الفلسطينية فوق الارض الفلسطينية، في عُرف (سمارة) هو عيب ام حرام ام خيانة، بل اتمنى ان يمول كل ذو قدرة مالية، هذه الظواهر الحضارية النضالية التي تقصر عمر الاحتلال وتشحن جيلا من الشباب، رغم ان الحقيقة تقول ان اخوتي واخواتي المناضلين في باب الشمس كانوا بالاغلب لا يملكون ثمن علبة سجائر، ومنهم من جاء وفي جيبه مواصلاته ذهابا فقط، واستذكر الاخ المبدع محمود زريقي، عندما قال متهكما لنا في ليلة مظلمة باردة في باب الشمس الاولى: ان معدته بدأت لا تستوعب كمية "المرتديلا" التي تدخل اليها ثلاث مرات يوميا.. اما الخيام والكهرباء والاغطية ففخر لكل فلسطيني ان يوفرها يا سيد سمارة.
اما عن التمويل الاوروبي، فلقد ضحكت حتى سمع الجيران صوتي عندما تساءل (سمارة) عنه، فإن صدق قوله، فهذا يحسب للمقاومة الشعبية لا عليها، فالمقاومة التي تستطيع ان تجير اموال الاوروبيين لدعم مشروعها النضالي، وتدفع بكل الاحرار في اوروبا والعالم ليتخندقوا خلف حقوقنا، لهي مقاومة ناجحة ناجعة ومبدعة، بدل ان تذهب اموالهم لورش العمل وغرف الفنادق سيد سمارة، فتشييد خيمة في فضاء القدس، خير من توسيع جناح في طابق فندق.
وما انتصار المقاومة الشعبية في جنوب افريقيا الا مثال على دعم احرار العالك لقضيتهم في اوروبا وكل العالم، ام تريد يا "سمارة" ان نعلن الجهاد على دول العالم ونسبهم ونقاطعهم لكي ندحر الاحتلال عن ارضنا؟!!
اما اخر تساؤلات سمارة فلم تكن اكثر من إسالة حبر زائد حيث قال: "ماذا تعني حالة التشتت وعدم التراكم التي تقوم به جماعة المقاومة الشعبية الفلسطينية، ولمصلحة من محاولات التنفيس الوطني هذه؟ و لماذا لا يتم تأطير عمل هذه المقاومة بشكل أكثر قربا من المجتمع المحلي؟ " وهنا سأتساءل..
اولا: اذا كنا نحن جماعة المقاومة الشعبية؟ فهل انت من جماعة المقاومة المسلحة ام المقاومة المكتوبة ام اللامقاومة؟
ثانيا: كيف تستقيم ان تكون القرى التي نعود اليها بدل المرة مرااات هي محاولة للتنفيس الوطني؟ وهل كنت سيد "سمارة" مشحونا وطنيا فأساءت صورة سارية العلم الفلسطيني التي تقبل من باب الشمس وجنتي القدس لوطنيتك ففترت قواك وشعرت باحباط المقاتل؟
ثالثا: لم افهم ماذا تعني بتأطير المقاومة الشعبية بشكل اكثر قربا من المجتمع المحلي!!! ففي باب الشمس تجمع الاحرار من كل مناطق الضفة الغربية واراضي 48 وفي باب الشمس تم عقد قران فلسطيني وانشاء مجلس محلي وتشييد حديقة اطفال للبدو الفلسطينيين الصامدين هناك واقيمت خيام وحلقات ذكر وطني .. اتفهم ما قلت اذا ما كانت باب الشمس اقيمت في زيورخ او فيينا وسكانها كانوا هنودا او ساكسونيين!!
وفصل الكلام هناك فرق شاسع بين مقاومة "مرتديلا الزريقي" في العراء والبرد .. وبين من يلتهمها في طبق على سفرة بوفير بيت دافئ !!!