حق العودة ...حكاية في المنفى- سحر النحال
يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنا عائدون هكذا تغنى محمود درويش بحق
العودة ، وبالمقابل نحن كيف رسمناه كيف تغنينا به ؟ في الأزقة والحارات
والمخيمات التي عرفت والحكايات والروايات التي نسجت يتواجد الصهاينة وينفصل
الفلسطينيون عن مسقط رأسهم ومثوى جدودهم وبهاء ديارهم ومسرح تاريخهم . حق
العودة وماذا يعني للفلسطينيين ؟؟
haهو حق الفلسطيني الذي طرد أو
خرج من موطنه لأي سبب عام 1948 أو في أي وقت بعد ذلك في العودة إلى الديار
أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية قبل عام 1948، إنه حق
عام لكل فلسطيني ويمثل بالنسبة له حق الانتماء إلى وطنه وأرضه وهويته،وحق
معترف به عالميا ولكنه حقا رمزياً لم يعطى لأصحابه ولم يطبق رسمياً .
ويعتبر حق العودة حق غير قابل للتصرف، مستمد من القانون الدولي المعترف به
عالمياً.
فحق العودة مكفول بمواد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان
الذي صدر في 10 ديسمبر 1948، حيث تنص الفقرة الثانية من المادة 13 على
الآتي: " لكل فرد حق مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده وفي العودة إلى بلده"
يجول بكل خاطر لاجئ فلسطيني شريط ذكريات مأساوي يذكره بمعالم الهجرة
والتشرد ،ويحاصره سجل من الألم والمعاناة لتواجد الصهاينة على أرضه وبلاده
منذ عام 1948 حتى هذه اللحظة وخصوصا بعد عام 1982 . تتصنع إسرائيل برفضها
حق العودة ، بل أنها تحرص على التأكيد بأنها غير مسؤولة عن اقتلاع
الفلسطينيين وطردهم ولكنها تراجعت وأصبحت تدعي أن خروج اللاجئين هو حادث
عرضي ناتج عن الحرب وليس ناتجاً عن تخطيط بشهادة 550.000 لاجئ من الذين
طردوا عام 1948.
وقد بينت الدراسات أن اللاجئين طردوا في عمليات
عسكرية إسرائيلية ونتيجة الحرب النفسية التي شنتها إسرائيل . توالت
النكبات على الفلسطينيين فلم تقف عند نكبة عام 1948 بل لحقت بهم إلى أماكن
لجوئهم فبالأمس هجروا من المخيمات الفلسطينية في العراق خلال الغزو
الأمريكي عام 2003 وبعدها في مخيم نهر البارد في شمال لبنان عام 2007 ،
واليوم يجهض حق العودة باستهداف المخيمات الفلسطينية في سوريا ، وأبرزها
مخيم اليرموك،وفي ذلك استكمالاً للمشاريع الإسرائيلية والأمريكية التي
تستهدف اللاجئين الفلسطينيين أينما وجدوا وتسعى لإجهاض حق العودة.
السؤال
هنا ماذا عن حق العودة؟ البعض يركض خلف مصالحه في جلب الأموال والبعض
الآخر ينشغل في خلافاته الشخصية وكل يغني على ليلاه وحق العودة يفتقد
معناه.
ولكن هنا حقيقة لم تولد بل وجدت، حيث يشتاق اللاجئون
لرائحة التراب ،لرائحة الليمون، للزيت للزيتون، للجبال، للرمال ،للأكواخ
،فلن تتبدل تلك اللآلئ فحب الوطن ولد قبل أن نولد. حق العودة، كما يقولون
حق مقدس، لكنها كذبة إعلامية يزعمها الجميع ،ويخترعها الإعلاميون في كل
مكان ويفتقد معناها الحقيقي ويتلون بكافة الألوان.
ما زال يتدفق
الوجع على فلسطين المنكوبة فيفتقد اللاجئ الفلسطيني رائحة ليمون يافا،
ويفتقد طبيعة وحيوية حيفا ، يشتاق ساحل عكا يحن للرملة ، يجن لبحيرة طبريا
ولروعة الرملة .
ولكن كالعادة، ما زلنا نتكاسل ونتساءل ،أين حق
العودة من المحافل الدولية؟ وكيف لي أن أتحدث عن ذلك؟ فهناك يفكر بالتنازل
وهناك من يفسر الخطأ بالخطأ ومنهم من يساوم و منهم من ينشغل بالخلافات
الفلسطينية ويتناسى القضية .