وعاد في كفن- بهاء رحال
استشهاد الأسير والقائد البطل ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال بعد صراع طويل مع المرض وتركه دون علاج حقيقي هو جريمة بحق الإنسانية, جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الدامي والدموي الحافل بعمليات القتل المنظم وإرهاب الدولة وهي دليل قاطع على أن هذا الاحتلال لا يمت للإنسانية بشيء من الصلة, وأن العدالة الدولية غائبة ومغيبة بفعل الصمت الدولي والإقليمي والعربي على جرائم الاحتلال العنصري المتواصلة والمستمرة دون رادع ودون عقاب, فليس الشهيد ميسرة أبو حمدية أول الشهداء وليس آخرهم لكنه يؤكد في وفاته على وحشية هذا الاحتلال وجبروته ويفضح همجيته وعنصريته وعداءه للإنسانية والأخلاق, هذا الاحتلال وجيشه عديمو الأخلاق والقيم وبلا أية مبادئ يحملونها في داخلهم إلا تلك الأفكار العدائية والعدوانية والإجرامية منطلقين من عقيدة القتل والتعذيب والاحتلال التي ينشأون عليها ويتعلمونها في مدارسهم وجامعاتهم وثكناتهم العسكرية .
شهيد آخر من شهداء الحركة الأسيرة, يعود لعائلته التي حرمت طوال السنوات الماضية من زيارته في المعتقل وحُرم بذلك هو من مشاهدته لزوجته وأبنائه وعائلته ورغم حالته الصحية الصعبة ورغم مرضه الذي كان يشتد يوماً وراء يوم إلا أن إدارة سجن الاحتلال بقيت ماضية في سياسة منعه وحرمانه من الزيارة ولم تقدم له العلاج ولا الدواء وكان في أيامه الأخيرة في أشد مراحل الألم والوجع ولكن دون جدوى مع عدو الإنسانية الذي آثر على الاستمرار باعتقال الأسير أبو حمدية حتى عاد في كفن وقضى شهيداً قبل أن يودع عائلته وهو الشهيد الأسير القابض على ظلام السجن وظلم السجان ووجع المرض القاسي .
شهيد آخر من شهداء الحركة الأسيرة يدق ناقوس الخطر لما يتعرض له الأسرى من أوضاع مأساوية وخطيرة جداً ولما يتعرض له المعتقلون من أذى ومن سياسات بشعة يقدم عليها الاحتلال وسجانوه ويرتكبها في كل يوم بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال فإلى متى هذا الصمت والى متى هذا السكوت ونحن نرى أسرانا يعودون في أكفان, أليس من العيب أن يسكت شعبٌ بأكمله ولا يزال في القيد أسير؟ فكيف بحالنا ونحن لدينا آلاف الأسرى داخل سجون الاحتلال ونصرخ من يقرع الخزان .