لننتفض كما يريدون….- لجين أحمد
يصرون المرة تلو المرة على أن يقلدونا وسام الحرية ، باعتقالهم ، بحريتهم ، باستشهادهم ، يلحون علينا أن نأخذ شرف الإلتحاق بركب الأحرار ونرفع شعار النصر أو الشهادة ، ونصر على أن يبقى هذا الشعار كتميمة حظ نعلقها على جدران منازلنا ، ننظر إليها صدفة ولا نتوقف عندها ، وإن حضرت سيرهم نكون كالخيل المرسلة في التزلف لهم ، إنها الخيانة المتدثرة بمساحيق التجميل الصهيونية ، نرفض أوسلو ولكننا نعيش بكل إفرازاتها.
بالأمس ارتقى شهيدنا أبو حمدية في معتقلات العدو الصهيوني ارتقى وهو مكبل بقيود العنصرية الصهيونية وسبقه إلى جنان الخلد عرفات جردات ، وأجزم أن الكثيرين منا لم يسمع بهم إلا بعد استشهادهم ؛حملناهم على أكتافنا بل حملونا إلى مثوانا الأخير ، نعونا بعد إصرارنا على تعرية أنفسنا أمام جلال الشهداء ، استشهدوا لأجلنا ولم يثر فينا استشادهم نخوة النهوض من وحل الهزيمة ، استسلام منقع برائحة الذل والهوان ، وكأننا ننتظر لحظة الخلاص ، وكأننا نجرمهم على تضحياتهم ، قلة قليلة من شباب فلسطين شمرت عن سواعدها ، وكأننا بحاجة لمزيد من الشهداء الأسرى لتنطلق إنتفاضة ثالثة على المحتل ، وما دام هذا حالنا فلنعد التوابيت لاستقبال المزيد من الشهداء.
ما أعظمهم وهم يهدون إلينا ومضات التحرر ، ما أعظمهم وهم يبرقون لنا بأمل الخلاص الذي يستخرجوه من طيات الألم ، فقائدنا الشهيد أبو ميسرة يرفض الاعتراف شهورا, ويرفض قائدنا عباس السيد لقاء مدير مصلحة السجون ومدير جهاز الاستخبارات قائلا لهم: أنتم أصحاب أيدي ملطخة بالدماء, يرفض أسرانا في كافة السجون جريمة اعدام رفيق دربهم ميسرة فيعلنون التمرد ويهددون بقتل سجانيهم ويحرقون علم الكيان أمام أعينه وفي عقر داره.
لماذا نتخذ من السكون مهنة ، ولا نقتدي بأبطال خاضوا معاركهم لأجلنا ووهبوا حياتهم لنا, فلنعلنها ثورة, نعلنها ثورة على كل قيود الظلم والذل والقهر, مهما يكن عليه الأمر من عدم الحشد الكافي بما يليق بجلال الموقف, تبقى المسؤولية الكبرى تقع على عاتق, فصائل العمل الوطني لاستثمار الطاقات التي انطلقت وتفعيل ومضات التحرر التي يطلقها الأسرى من خلف القضبان والمسؤولية تتضاعف على تلك الفصائل التي تقيم بحجر السلطة الفلسطينية والتي تمنع قيام واشتعال ثورة ضد الغاصب المحتل.