سامي أبو زهري يقدم الطاعة لقطر- بهاء رحال
قبل أيام خرج علينا المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري يطالب الرئيس محمود عباس باعتقال ومحاكمة الجماهير التي احتشدت في محافظة طولكرم ضد تدخلات قطر الخارجية وضد سياساتها المشبوهة في المنطقة ، وقد راح أبو زهري في حديثه لأبعد من ذلك في وصف المتظاهرين وتلفيق الاتهام لهم والكيل عليهم وعلا صوته بالصراخ مطالباً بمعاقبتهم بأقصى العقوبات معتبراً بذلك أن التعبير عن الرأي مرفوض جملة وتفصيلا إذا كان يستهدف قطر الحليف الرئيسي لحماس التي لجأت قيادتها إلى دولة قطر حين انقلبت على النظام السوري قبل أشهر ، فلم تعد سوريا حليفا لهم بعد أن تهاوت في حرب داخلية تدور رحاها على أرض الشام التي ندعو لها بالخير والسلام وأن تنهض من محنتها وأن يعود الأمن والأمان لسوريا الشعب والوطن ، وكما يبدو فان الحضن القطري بمفهوم أبو زهري وغيره من قادة حماس هو تقديم الطاعة والولاء الكامل والانحناء وقمع الحريات العامة والخاصة وإرادة الشعب حتى يرضى الأمير القطري وترضى قطر !!!
وأنت تستمع إلى أبو زهري يصيبك وجع في معدتك وتشعر بالغثيان ، خاصة وأنت تجده يقدم الطاعة بهذا الشكل المنافي لأخلاق القيادة والعمل الوطني والشعب الفلسطيني الذي لم يعتد يوماً على تقديم الطاعة ولم يعتد على الإذعان لا لعدو ولا لصديق أو حليف بل إن العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء لها أسس وقواعد ومبادئ ولا تخضع لمفاهيم الطاعة والانحناء وتقديم الولاء التي يعرفها أبو زهري ومن لف لفيفه ، فكيف بقيادة حماس التي تتهاوى إلى الحضن القطري بهذا الشكل وهذا الأسلوب الذي يخدش الكرامة بلا حياء ، وهي تطالب بتكميم الأفواه وبممارسة سياسة الاضطهاد على الشعب مثلما تفعل هي في غزة دون وجه حق ، الأمر الذي أجابت عنه القيادة الفلسطينية معبرة عن كرامة الشعب الفلسطيني وحقه في التعبير وضمان حريته في إبداء آرائه التي لا تخضع لتحالفات هذا الفصيل أو ذاك فهي إرادة الفلسطيني الحر الذي لا يقبل الانحناء أمام أحد ولا يقدم الطاعة إلا لله والوطن .