ارفع بنطالك فووووووق...... انت غزي؟!- ابراهيم ملحم
بينما تصدح الحناجر المجروحة بصيحات الحرية في ساحات وميادين العواصم العربية، فان اصوات "المطوعين"و"المتنطعين" في الامارة الامّارة قوانينها بانظمة متلفعة باردية الدين صارت اسواطا تلاحق الشباب والشابات في القطاع المحاصر برصاص المحتلين من الجو والبر والبحر، وفتاوى التكفيريين في كل بيت وحارة وشارع، وهي فتوى افسدت او تكاد تفسد على الغزيين دينهم، بعد ان دفعت بشبابهم وبعض شيّابهم الى التفكير بالهجرة، خشية املاق، وهو املاق ترتفع ارقامه في خزان البطالة، الذي ينذر بالانفجار بعد ان بلغ درجة الغليان على غرار ما حدث باقتحام مقرات وكالة الغوث قبل ايام.
"ارفع بنطالك...الشرطة وراءك "شعار" مطاوعة "المقالة" الجدد، وهم يمتشقون عصيهم الغليظة في تطبيق فج ورديء لتقاليد سادت، ثم ما لبثت ان بادت، في بلد المنشأ بعد ان تبين للناس، والحكام فسادها، بما تحدثه من تضييق على العباد في حلهم وترحالهم وفي كل مناحي حياتهم.
يأتي ذلك متزامنا مع حملة لـ "تربية المقالة " لفصل الذكور عن الاناث، في الصفوف الابتدائية الدنيا، وهو فصل يأتي من زمن السماوات المفتوحة التي لم تعد المدرسة التقليدية هي صاحبة التأثير الاول في تربية اطفالنا بعد ان نشأت مدرسة موازية، هي اكثر بهجة واثارة، وتاثيرا، وجذبا واغراء وادهاشا لابنائنا، فما فائدة ان تفصل بين الاطفال اليوم في الصفوف الدنيا، بينما تجدهم اقدر منا على فك طلاسم وسائل الاتصال الحديث، ليسيحوا فيها بما تقدمه لهم من ابهار في الصورة والمعلومة، ففي زمن المسلسلات المكسيكية والتركية وتلفزيون الواقع لم يعد الحجب هو الحل بل التعليم ونشر التوعية والتحصين بالثقافة والمعرفة ونشر قيم الفضيلة للتمييز بين الغث والسمين، فبينما كانت غمزة سميرة توفيق هي اكبر مشهد اباحي بالتلفزيون في ستينيات القرن الماضي فان السماوات اليوم مفتوحة على كل المشاهد التي لا يكون درء اضرارها بالمنع بقدر ما يكون بالتوعية والتنوير والجدال بالتي هي احسن فمن لم يجد ضالته في التلفزيون فانه سيجدها في الايباد اوالايفون.
احسب ان تحصين الابناء من الجنسين، بقيم الفضيلة والاخلاق النبيلة، هو بوليصة التأمين الدائمة والشاملة عليهم صغارا وكبارا، منفصلين او مختلطين، فالحل ليس بالفصل ولا بالقهر والكبت، بل بالتنوير والتاهيل النفسي والبدني، ذلك ان القهر بالملاحقة للبنطال وقصات الشعر، والفصل في الفصول المدرسية، يراكم عوامل انفجار، تظهر اعراضها في سنوات متقدمة من العمر، على شكل امراض تؤثر في صحتهم النفسية وسوية ادائهم ومستوى تحصيلهم، ولنا في سلوك المتنطعين والمغالين في تطبيق الشريعة عبرة وهو السلوك الذي جعل من مصر بلد الازهر الشريف ثاني اكبر بلد في التحرش الجنسي بعد افغانستان مهد طالبان!!.
ان منطق الرد على سلوك" المطاوعة " و"المتنطعين" في الدين يكون بما جاء في خطاب العزيز الكريم لسيد الخلق، محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم:"وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " وقوله سبحانه " لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ"... فبدل ان تفصل حصِّن، وبدل ان تعنف علِّم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان الله بعثني معلما ولم يبعثن معنفا".