سكان المقابر!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بسام أبو الرب_ 19 أسيرا يعيشون القهر والمعاناة... يحيون مع الأمراض التي نهشت أجسادهم، فأبقتهم أرواحا معلقة على كتل لحمية، يعيش بعضها على الأجهزة وأخرى تحت رحمة مسكنات، عسى أن تخفف الألم.
ملف الأسرى المرضى خاصة نزلاء 'مقبرة سجن الرملة'، كما يطلق عليها البعض منهم، يفتح الباب على مصراعيه أمام مسؤوليات المجتمع الدولي إزاء ما تقوم به حكومة إسرائيل من انتهاكات بحق الأسرى، والمواثيق الدولية التي تهتم بشؤون الأسرى، خاصة اتفاقيات جنيف الأربعة.
في رسالة وجهها الأسرى المرضى من 'عيادة سجن الرملة'، أطلقوا نداءهم الأخير كما وصفوه لمحامي نادي الأسير المحامي يوسف متيا وشيرين ناصر، إثر زيارة قاما بها لعدد من الأسرى القابعين هناك وكانت رسالتهم 'منا من قضى ومنا من ينتظر'.
وقال المحاميان 'إن الوضع لا يمكن وصفه، بل ما شاهدناه أكثر سوءً من قبل، وأن استشهاد الأسير أبو حمدية زاد الوضع مرارة وقسوة، فكل ما حمله هؤلاء الأسرى هو السخط والغضب على ما يجري بحقهم دون أي تحرك جاد من أجل الإفراج عنهم، وأن إعلان الأسير منصور موقدة الإضراب عن الطعام فاقم الوضع سوءً'.
إلى ذلك، قالت المحامية ناصر إن الأسير موقدة أعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا على الإهمال الطبي الذي يمارس بحقه، وقد عمدت إدارة السجن على نقله للزنازين لمدة يومين بعد إعلان إضرابه عن الطعام، وهناك حالة من الهلع والخوف على حياته كونه يعيش على أمعاء ومعدة بلاستيكية، إضافة إلى أنه أسير مقعد.
أما المحامي متيا قال، إن الأسير محمد التاج من طوباس، في وضع صحي صعب للغاية وأنه وبينما كان يتحدث مع الأسير خلال الزيارة، شعر التاج باختناق والإجهاد وقد احمرّ وجهه وعيناه، وهب الأسير خالد الشاويش الذي كان بجانبه إلى أنبوبة الأكسجين لكي يفتح الاسطوانة لتبعث كمية اكبر من الأكسجين، وبعد دقائق عاد ليكمل الأسير واصفا وضعه بالخطير، فقط كان في السابق يستطيع أن يزيل جهاز الأكسجين لمدة 10 دقائق، إلا أنه اليوم لا يستطيع الاستغناء عنه دقيقة واحدة وعلى الرغم من وجود قرار من مستشفى 'مئير' أن الأسير بحاجة إلى زراعة رئتين، إلا أن إدارة 'سجن عيادة الرملة' أشعرته أنها لن تجري له عملية زراعة رئتين، 'السبب الرئيسي هو أنهم لا يجرون مثل هذه العمليات للأسرى، وحجة أخرى هي أن هذه العملية مكلفة'.
وأشار المحامي متيا إلى أن التاج أكد له أن 'إدارة السجون' تتعامل مع حالة الأسير وكأن العملية شيء ثانوني وغير أساسي، وأن التكلفة المالية هي أهم من حياة الأسير متهربة من واجبها القانوني والإلزامي لإجراء العملية وتقديم العلاج.
ونقل على لسان التاج أنه وصل إلى هذا الوضع الصحي المأساوي نتيجة مسلسل الإهمال الطبي، الذي تم بحقه حيث كان من المفروض أن يتابع علاجه منذ سنتين، ولكن ببساطة ابلغوه أن الصورة الطبقية التي أجراها في حينه قد فقدت.
هذا وزار المحامي الأسير خالد الشاويش، الذي يعتبر من الحالات الخطيرة جدا، مؤكدا أنه يعيش على المسكنات المخدرة بسبب الأوجاع التي تسري في جسده، وأنه وفي حال تأخر الدواء عنه يصاب بنوبات هستيرية من الأوجاع.
وفي ذات السياق، طالب الأسير ناهض الأقرع الذي تعرض لعملية بتر لقدمه بضرورة رفع قضية من أجل الحصول على قدمه المبتورة ليدفنها في أرضه في غزة. وقال 'لولا سياسية الإهمال الطبي وما تعرضت له لما أصبحت اليوم بلا ساقين، وقد انتظرت الكثير من الوعود من أجل مساعدتي صحيا، إلا أنه وللأسف فقدت أطرافي وأنا أنتظر، ويكفي أنني لم أعد استطع النوم وأعيش على المسكنات، واليوم نحن جميعا طابور ينتظر دوره بعد استشهاد الأسير أبو حمدية'.
أما الأسير أيمن أبو سته، فقد عبر عن استيائه الشديد من الوضع الذي وصلوا إليه.
ولفت ابو سته النظر إلى أن وضعه الصحي لايزال صعبا ويزداد سوءا، فهو يعاني من أمراض في الكبد على الرغم من خضوعه لعملية جراحية قبل عدة أشهر، إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الآلام وأن الدواء الذي يصفه له الأطباء هناك لم يساعده في التخفيف من معاناته.
هذا ونقلت المحامية ناصر عن الأسير رياض العمور وقع نبأ استشهاد الأسير ابو حمدية، والذي قال لها 'لا يكفي الأسرى المرضى آلامهم ووجعهم وآهاتهم التي يسمعونها لبعضهم البعض ليلاً، وهي آهات تكاد تكون مخنوقة ظنا من كل واحد فيهم أنه لا يريد أن يزعج زميله الآخر الذي لا تقل آهاته عنه'.
وأضاف العمور حسب ما نقلته المحامية ناصر 'أن استشهاد الأسير أبو حمدية جاء صاعقاً وإن كان متوقعاً'. وقال 'سمعنا أنباء بالإفراج عن الأسير ابو حمدية، ففرحنا بانتظار رؤيته مفرجا عنه بين أهله وأبنائه، ولكن ما حصل أننا استيقظنا على أنباء استشهاده، فكان الأمر صعبا على الجميع، وكان صعب علينا احتماله أو تقبله، وفور سماع الخبر تم إرجاع الوجبات ليومين كاملين أي تم إرجاع 6 وجبات، وجميع الأسرى المرضى بالقسم دخلوا بحالة نفسية سيئة، فاصبح كل واحد منهم ينتظر دوره ليكون بعد الشهيد أبو حمدية'.
وحسب إحصائيات نادي الأسير، فإن الأسرى المتواجدون في عيادة سجن الرملة، هم: ناهض الأقرع، ورياض العمور، ومحمد اسعد، وأمير اسعد، وعثمان الخليلي، ومنصور موقده، ومحمود سليمان، وسامر عويسات، وشادي الرخاوي، وخالد الشاويش، أيمن أبو ستة، وشادي محاجنة، وصلاح علي، وصلاح الطيطي، ومحمد التاج، وحمد عوض، والأسير المضرب عن الطعام سامر البرق.
haبسام أبو الرب_ 19 أسيرا يعيشون القهر والمعاناة... يحيون مع الأمراض التي نهشت أجسادهم، فأبقتهم أرواحا معلقة على كتل لحمية، يعيش بعضها على الأجهزة وأخرى تحت رحمة مسكنات، عسى أن تخفف الألم.
ملف الأسرى المرضى خاصة نزلاء 'مقبرة سجن الرملة'، كما يطلق عليها البعض منهم، يفتح الباب على مصراعيه أمام مسؤوليات المجتمع الدولي إزاء ما تقوم به حكومة إسرائيل من انتهاكات بحق الأسرى، والمواثيق الدولية التي تهتم بشؤون الأسرى، خاصة اتفاقيات جنيف الأربعة.
في رسالة وجهها الأسرى المرضى من 'عيادة سجن الرملة'، أطلقوا نداءهم الأخير كما وصفوه لمحامي نادي الأسير المحامي يوسف متيا وشيرين ناصر، إثر زيارة قاما بها لعدد من الأسرى القابعين هناك وكانت رسالتهم 'منا من قضى ومنا من ينتظر'.
وقال المحاميان 'إن الوضع لا يمكن وصفه، بل ما شاهدناه أكثر سوءً من قبل، وأن استشهاد الأسير أبو حمدية زاد الوضع مرارة وقسوة، فكل ما حمله هؤلاء الأسرى هو السخط والغضب على ما يجري بحقهم دون أي تحرك جاد من أجل الإفراج عنهم، وأن إعلان الأسير منصور موقدة الإضراب عن الطعام فاقم الوضع سوءً'.
إلى ذلك، قالت المحامية ناصر إن الأسير موقدة أعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا على الإهمال الطبي الذي يمارس بحقه، وقد عمدت إدارة السجن على نقله للزنازين لمدة يومين بعد إعلان إضرابه عن الطعام، وهناك حالة من الهلع والخوف على حياته كونه يعيش على أمعاء ومعدة بلاستيكية، إضافة إلى أنه أسير مقعد.
أما المحامي متيا قال، إن الأسير محمد التاج من طوباس، في وضع صحي صعب للغاية وأنه وبينما كان يتحدث مع الأسير خلال الزيارة، شعر التاج باختناق والإجهاد وقد احمرّ وجهه وعيناه، وهب الأسير خالد الشاويش الذي كان بجانبه إلى أنبوبة الأكسجين لكي يفتح الاسطوانة لتبعث كمية اكبر من الأكسجين، وبعد دقائق عاد ليكمل الأسير واصفا وضعه بالخطير، فقط كان في السابق يستطيع أن يزيل جهاز الأكسجين لمدة 10 دقائق، إلا أنه اليوم لا يستطيع الاستغناء عنه دقيقة واحدة وعلى الرغم من وجود قرار من مستشفى 'مئير' أن الأسير بحاجة إلى زراعة رئتين، إلا أن إدارة 'سجن عيادة الرملة' أشعرته أنها لن تجري له عملية زراعة رئتين، 'السبب الرئيسي هو أنهم لا يجرون مثل هذه العمليات للأسرى، وحجة أخرى هي أن هذه العملية مكلفة'.
وأشار المحامي متيا إلى أن التاج أكد له أن 'إدارة السجون' تتعامل مع حالة الأسير وكأن العملية شيء ثانوني وغير أساسي، وأن التكلفة المالية هي أهم من حياة الأسير متهربة من واجبها القانوني والإلزامي لإجراء العملية وتقديم العلاج.
ونقل على لسان التاج أنه وصل إلى هذا الوضع الصحي المأساوي نتيجة مسلسل الإهمال الطبي، الذي تم بحقه حيث كان من المفروض أن يتابع علاجه منذ سنتين، ولكن ببساطة ابلغوه أن الصورة الطبقية التي أجراها في حينه قد فقدت.
هذا وزار المحامي الأسير خالد الشاويش، الذي يعتبر من الحالات الخطيرة جدا، مؤكدا أنه يعيش على المسكنات المخدرة بسبب الأوجاع التي تسري في جسده، وأنه وفي حال تأخر الدواء عنه يصاب بنوبات هستيرية من الأوجاع.
وفي ذات السياق، طالب الأسير ناهض الأقرع الذي تعرض لعملية بتر لقدمه بضرورة رفع قضية من أجل الحصول على قدمه المبتورة ليدفنها في أرضه في غزة. وقال 'لولا سياسية الإهمال الطبي وما تعرضت له لما أصبحت اليوم بلا ساقين، وقد انتظرت الكثير من الوعود من أجل مساعدتي صحيا، إلا أنه وللأسف فقدت أطرافي وأنا أنتظر، ويكفي أنني لم أعد استطع النوم وأعيش على المسكنات، واليوم نحن جميعا طابور ينتظر دوره بعد استشهاد الأسير أبو حمدية'.
أما الأسير أيمن أبو سته، فقد عبر عن استيائه الشديد من الوضع الذي وصلوا إليه.
ولفت ابو سته النظر إلى أن وضعه الصحي لايزال صعبا ويزداد سوءا، فهو يعاني من أمراض في الكبد على الرغم من خضوعه لعملية جراحية قبل عدة أشهر، إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الآلام وأن الدواء الذي يصفه له الأطباء هناك لم يساعده في التخفيف من معاناته.
هذا ونقلت المحامية ناصر عن الأسير رياض العمور وقع نبأ استشهاد الأسير ابو حمدية، والذي قال لها 'لا يكفي الأسرى المرضى آلامهم ووجعهم وآهاتهم التي يسمعونها لبعضهم البعض ليلاً، وهي آهات تكاد تكون مخنوقة ظنا من كل واحد فيهم أنه لا يريد أن يزعج زميله الآخر الذي لا تقل آهاته عنه'.
وأضاف العمور حسب ما نقلته المحامية ناصر 'أن استشهاد الأسير أبو حمدية جاء صاعقاً وإن كان متوقعاً'. وقال 'سمعنا أنباء بالإفراج عن الأسير ابو حمدية، ففرحنا بانتظار رؤيته مفرجا عنه بين أهله وأبنائه، ولكن ما حصل أننا استيقظنا على أنباء استشهاده، فكان الأمر صعبا على الجميع، وكان صعب علينا احتماله أو تقبله، وفور سماع الخبر تم إرجاع الوجبات ليومين كاملين أي تم إرجاع 6 وجبات، وجميع الأسرى المرضى بالقسم دخلوا بحالة نفسية سيئة، فاصبح كل واحد منهم ينتظر دوره ليكون بعد الشهيد أبو حمدية'.
وحسب إحصائيات نادي الأسير، فإن الأسرى المتواجدون في عيادة سجن الرملة، هم: ناهض الأقرع، ورياض العمور، ومحمد اسعد، وأمير اسعد، وعثمان الخليلي، ومنصور موقده، ومحمود سليمان، وسامر عويسات، وشادي الرخاوي، وخالد الشاويش، أيمن أبو ستة، وشادي محاجنة، وصلاح علي، وصلاح الطيطي، ومحمد التاج، وحمد عوض، والأسير المضرب عن الطعام سامر البرق.