قراءة في أنتخابات جامعة بيرزيت .... - الأسير ماهر عرار
بعد أن وضعت المعركة الأنتخابية بين الكتل الطلابية بمختلف تلاوينها ومشاربها الحزبية المتنوعة أوزارها، وبعد ظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود كما أظهرت النتائج النهائية حسب التوزيع التالي 23 مقعد لحركة الشبيبة ،20 مقعد للكتلة الأخوانية ،7 مقاعد للقطب الطلابي ، مقعد لكتلة فلسطين للجميع ..
يحق قراءة هذا الأستفتاء وبلورة أستنتاج لواقع الساحة السياسية الفلسطينية في نطاقها الأرحب .
وعليه يمكن القول أن حالة من التوازن السياسي والتنظيمي الحزبي ،تهيمن على واقع النظام السياسي الفلسطيني،حيث أن حالة الأستقطاب لم ترجح كفة الميزان لهيمنة حزب على توليفة الحياة السياسية ، بمعنى أخر تظهر النتائج مستوى الدفاعات التنظيمية الشعبية في أطار الحفاظ على توازن القوى في المعادلة العامة، حيث أن أنتصار حركة فتح بفارق 3 مقاعد ، هو تأكيد على الكيانية الحزبية أكثر منه أنتصار ، ولعلي أذهب ألى تعريف أكثر عقلانية فأقول أنه أنتصار لنهجها الديمقراطي والسياسي ، رغم تحولاتها السياسي ذات الحساسية البالغة في أدبيات العاطفة الفلسطينية ، ليس بمعنى التفريط بالثوابت وأنما التحول في نطاق الوسائل التحررية التي قد لا ترضي قطاعات من الشعب ،تؤمن بمبدأ القوة وحصرها في أطار الكفاح المسلح.
تظهر نتائج هذه الدمقرطة الطلابية حتمية وحقيقة قدرة حركة فتح على البقاء والتقادم لسنين قادمة كقوة وحركة تحظى بشعبية تحفظ لها تصدر المشهد السياسي ، فما بين ذكرى أنطلاقة حركة فتح مطلع هذا العام التي فجرت مليونية رغم غياب العمل التنظيمي لسنوات نتيجة الأنقسام وتفرد حركة حماس في أدارة القطاع، وما بين أنتصار الشبيبة في ظل منافسة حمساوية ألقت خلالها حركة حماس بثقلها المادي والتنظيمي ، لقياس مدياتها الشعبية وتحديدا في أعقاب حرب غزة نهاية العام المنصرم .
يحق أن نعرف ، نتيجة أنتخابات بيرزيت ،على أنها تعكس المزاج الشعبي وهي أستفتاء علمي وعملي لقوة الكيانات السياسية الفاعلة ،بمعنى أخر أن أي أنتخابات عامة قد تجري في المدى القريب وحتى المتوسط ،بأعتقادي لن تحدث أختلال في ميزان القوى لمصلحة حزب على أخر ،وبالتالي أن أي نتيجة لن تكون بعيدة عن معادلة القوى بين القطبين الرئيسيين ،مع حفاظ القوى الأخرى على مواقعها وجماهيرتها