في الذكرى الحادية عشرة لإعتقاله....مروان البرغوثي عين على فتح وأخرى على الحرية- عكرمة ثابت
في بداية نيسان من كل عام تنشط جماهير شعبنا الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والحقوقية ومنظماته الشعبية نصرة للأسيرات والأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي ، ففي هذا الشهر تحديدا يكون يوم الاسير الفلسطيني ويوم الاسير العربي وخلالة تمر ذكرى إعتقال عشرات المناضلين ، لا سيما من اولئك الذين إختطفوا عنوة في نيسان عام 2002 – نيسان الإجتياحات والإغتيالات والإعتقالات بأقسى وأبشع صورها .
مروان البرغوثي " ابو القسام " واحد من ابرز القيادات النضالية التي شملتها هجمات نيسان العسكرية المسعورة على مدننا وقرانا ومخيماتنا في جنين وبلاطة ورام الله وطولكرم ونابلس وبيت لحم ، فهذه المحافظات تحديدا كانت قد تعرضت في ذلك العام الى حصار ومنع تجوال مشدد لم تسلم منه اية محافظة فلسطينية ، ففي جنين فجعنا نيسان بارتكاب قوات الإحتلال الإسرائيلي مجزة المخيم ، وفي بيت لحم حاصرت الدبابات الإسرائيلية كنيسة المهد وانتهكت حرمتها وقدسيتها وأعتقلت وأبعدت مجموعة من مناضلي حركة فتح كانوا قد حوصروا فيها ، وفي طولكرم ورام الله ونابلس شن الجيش الاسرائيلي حملة شرسة حاصر خلالها مقر الرئيس الخالد ابو عمار وإرتقى بفعلها عشرات الشهداء والجرحى وتم اعتقال نشطاء بارزين عملوا جنبا الى جنب مع أمين سر حركة فتح السابق في الضفة الغربية مروان البرغوثي .
يدخل مروان البرغوثي اليوم عامه الحادي عشر في سجون الإحتلال ويشاركه بذلك مئات الاسرى من ابناء التنظيمات الفلسطينية والأذرع العسكرية التابعة لها ... أحد عشر عاما وضعفها طالت اخوة ورفاق له استثنتهم صفقات التبادل وعمليات الإفراج منذ اوسلو 1993 وحتى صفقة شاليط مؤخرا !!!! أحد عشر عاما يتألق فيها مروان بمقعده البرلماني وصفته القيادية كعضو منتخب في اللجنة المركزية لحركة فتح دون أن تهتز قصبته أو تلين ساعده ... أحد عشر عاما مرت ولا زال الصمود المرواني في قمة عنفوانه وشموخه ولا زالت كوكبة قادة وكوادر كتائب شهداء الأقصى وحركة فتح المأسورين تدور في ظلمات السجون لتضيء سماء الحرية على شعب فلسطين الحالم بالتخلص من الإحتلال ونيل الإستقلال .
يأتي نيسان أسرى فتح وعيونهم لا زالت شاخصة نحو حركتهم التي بقوتها وتماسكها ونهوضها يقترب الأسرى أكثر وأكثر من أبواب الحرية ... يأتي نيسان ولا زالت عقول اسرانا وقياداتهم مشغولة بالبحث عن حلول علاجية لحالة التراجع والإنقسام والشرذمة التي ضربت قيمنا الفلسطينية ومبادئنا الوطنية والأخلاقية ... يأتي نيسان ولا زالت الحركة الأسيرة تعاني من تقصير التنظيمات والمماطلة بتنفيذ وعود فصائل العمل الوطني وضعف وسائلها وبرامجها النضالية المؤازرة لهم .
إن الحديث عن مروان البرغوثي في مناسبة وطنية تخص جميع الأسرى إنما هو تذكير عام وقرع لجرس العدالة الدولية ودق على خزانات مواثيق الأمم المتحدة بأن هناك الاف الاسرى والمعتقلين مغيبين ومنسيين في زنازين القهر والعذاب وخلف جدران سجون إسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي وتنتهك قواعد حقوق الإنسان ، وقد آن الأوان لإغلاق هذه السجون وتبييضها وإطلاق سراح الاسيرات والأسرى القابعين فيها ظلما وجورا .
في ذكرى إعتقالك " أبا القسام " انت وجميع الجنرالات الوطنية في قلاع الصمود والثبات نضم صوتنا لأصواتكم بأن " كفى للإعتقال وكفى للإحتلال" ... نطلق صرخاتنا مع صرخاتكم بأن قضيتكم وحريتكم خط أحمر وثابت وطني لا يقبل القسمة والتجزئة ... في يوم إعتقالك ويوم إعتقال كافة الاسيرات والأسرى – يوم الاسير 17نيسان – نجدد التأكيد للقاصي والداني وأمام كل الهيئات والمرجعيات الوطنية والدولية والاقليمية بأننا الوحيدون بين شعوب العالم حريتنا مسلوبة وفرحتنا منقوصة ما دمتم مختطفين فس سجون الأسر والإعتقال ، وأن من حقكم كأسرى حرية أن تساهموا في بناء مؤسسات دولتكم الفلسطينية التي نالت إعتراف العالم بإمتياز وجدارة .
أخي مروان ، حالنا ليس أفضل من احوالكم ومعاناتنا اليومية تشبه كثيرا معاناتكم ، وما تعلموه أنتم من وراء الجدران عن واقعنا السياسي والوطني والإجتماعي والثقافي أكثر بكثير مما نعلم نحن التائهين في فضاء المجهول !!! وما تستقرؤونه أنتم عن مستقبل علاقاتنا الوطنية في ظل الإنقسام فيه من الوضوح والشفافية والواقعية ما نعجز نحن في حواراتنا ولقاءاتنا الوصول اليه او التوافق عليه !!! أنتم ورغم تضييق الخناق وتوسيع دائرة الحرمان والعزل حولكم لا زال لديكم برنامج ورؤية وخطط يومية وإرادة صلبة لطالما حققت لكم الانتصار تلو الإنتصار ، أما نحن فالحمدلله لا نملك سوى روتين يومي نساق اليه سوقا بلا إرادة ونوهم انفسنا بأنه ما نملك من خيار .
أخي " أبا القسام " ، ما نعزي به انفسنا ويخفف علينا سوء أوضاعنا هو ما تشاركوننا انتم الاسرى الأحرار به من القيم والمواقف الوطنية والصبرعلى الشدائد والأيمان المطلق بحتمية الانتصار فنحن مثلكم وعلى نهجكم لا زلنا متمسكين بمباديء حركتنا الرائدة فتح ونهب بلا شعور كلما نادتنا وحيثما نلمح كوفية حبيبنا الختيار !!! نؤمن بلا تهاون بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد ونرفض بقوة محاولات الالتفاف عليها ونحميها بدمنا من مؤامرة البديل ونخاف عليها مثلكم من الاندثار والدمار !!!! نتمسك بكل ما اوتينا من قوة بحقنا في مقاومة الاحتلال وانهاء الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وبحق العودة لللاجئين وباطلاق سراح كافة الاسرى والمعتقلين دون استثناء !!! نختلف ونتفق .. ننتقد ونعترض – كما هو الحال لديكم - بوعي وحرص وعبر القنوات والمرجعيات الرسمية والنظامية بروح رياضية وبمنتهى الاحترام والمسؤولية !!! متمسكون – وهذا عهدنا بكم - بشرعيتنا الوطنية ونسير خلف رئيسنا وقائدنا العام المنتخب " الاخ ابو مازن " ولا نسمح لاي كان بالتآمر علية أو التطاول على مكانته فهو خيار الشعب ومرشح حركة فتح بمقدرة وإقتدار .
الحرية لك ولجميع الاسيرات والاسرى ... والى اللقاء