أول الرصاص.. أول الحجارة ما زال في الذاكرة !- خالد مسمار
ككل قادة حركة فتح الاوائل كان يعرف انه مستهدف من قبل أجهزة أمن المحتلين الصهاينة. لذلك كان (ابو جهاد) حذراً في كل تحركاته وسفراته.
عرفته في العام 1968م.. شاب متواضع.. هادئ يلبس سترة كاكي عادية، دخل علينا مبنى الاذاعة في شارع الشريفين في القاهرة كأي شخص آخر. استقبله الاخ فؤاد ياسين (ابوصخر) مسؤول اذاعتنا «صوت العاصفة» والاخ الطيب عبدالرحيم... وكان واضحاً انهما يعرفانه تمام المعرفة. لم اعره انتباهاً معتقداً انه من اصدقائهما؟ لكنه لفت انتباهي عندما أخذ يسأل عن الاذاعة واستعدادنا لانطلاق البثّ وكأن له دخلاً كبيراً في ذلك ! سأل: هل نرسل خبراً الى وكالة (أ.ش.أ) نعلن عن انطلاق البث وموعده؟ ردّ الاخ ابو صخر بالايجاب وسرعان ما أملى خبر انطلاق صوت العاصفة لتنشره وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية، وكان ذلك في 11/5/1968م.
سألت الاخ الطيب: من هذا (الحشري) الذي يتدخل في اسرارنا وكأنه صاحب قرار الاذاعة؟! فنجر الطيب عينه مستغرباً سؤالي.. الا تعرفه؟ انه القائد ابو جهاد.
ارسل الخبر الى الوكالة المصرية الذي سرعان ما انتشر واتجهت اسماع الفلسطينيين والمصريين والعرب الى المحطة الوليدة معبرة عن الطلقة الشجاعة والكلمة الأمينة. وخرجنا سوياً من مبنى الإذاعة في شارع الشريفين الى ميدان التحرير مشياً على الاقدام نحن كادر الاذاعة الوليدة: فؤاد ياسين، الطيب عبد الرحيم، عبدالشكور التوتنجي، يحيى العمري وخالد مسمار بصحبة قائدين تاريخيين من قيادة حركة فتح هما ابوجهاد وابو اللطف، اما الاخ ابو الهول وكان معتمد الاقليم في ذلك الوقت فقد توجّه الى مكتب عدلي.. وهو مكتب الحركة في شارع عدلي بالقاهرة. نعم مشينا على الاقدام المسافة ما بين الشريفين والتحرير ليستقل كل منا مواصلته الى حيث يسكن حيث ان ميدان التحرير كان يضمّ تجمع باصات القاهرة لتتوزع على احيائها الكبيرة وشوارعها الواسعة. وهل هناك الان من يمشى على قدميه من قياداتنا الحالية او يعرف زحمة المواصلات؟!
وتجيء الايام الصعبة.. وتروح الايام الصعبة كما كان يقول زميلنا الاذاعي الشاعر مريد البرغوثي، وتجمعنا الاذاعة في بيروت الحصار مرة اخرى بالاخ ابو جهاد. نضطر لنقل الاذاعة الى جنوب لبنان بعد تهديد حافظ الاسد بقصفها وهي في بيروت في العام 1978م. نتناوب على الذهاب يوميا من بيروت الى الجنوب بعد تجهيز المادة الاذاعية في بيروت، مرة انا و أحد مهندسي البث، ومرة اخرى نبيل ثم يوسف او الضابط (احمد حماد) وبقية الزملاء. وذات يوم لم نتمكن من الوصول الى البث في الجنوب في الموعد المحدد.. إما بسبب قصف جوي اسرائيلي او بسبب حواجز قوات الردع (السورية) لا اذكر. فكان ان غطى ذلك الاخ ابو جهاد الذي كان يكتب ويذيع بصوته !
وذات مساء كنت مذيع الفترة في محطة الجنوب وكان مهندس البث يومها الاخ ابو زهير? هشام السعدي. زارنا في تلك الليلة بعض المقاتلين من ضمنهم فدائية شابة تلبس الفوتيك وتريد ان ترى المذيع يتحدث على الهواء. لكن المادة الاذاعية كانت مسجّلة فتحايل ابو زهير على الامر بأن طلب مني الدخول الى الاستوديو وفتح الميكروفون لأتحدث عبره ليسمعني فقط من هو في غرفة المراقبة.. وبذلك شعرت تلك الصبية بالفرح حيث سمعت المذيع يتحدث مباشرة عبر الهواء عرفت فيما بعد انها البطله الشهيدة دلال المغربي.
هذا غيض من فيض لا مجال لذكره عن سيرة قائد كبير متواضع.. هزّ مضاجع الصهاينة المحتلين في اكثر من عملية بطولية.. مما استدعى استنفار أجهزة المحتلين الأمنية للقضاء عليه.. حيث نجحوا اخيراً في تونس في 16/4 من سنوات خلت.
ستبقى يا ابا جهاد في ذاكرتنا وذاكرة الاجيال من بعدنا حتى نحقق الهدف الاسمى الذي انطلقت من اجله حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وقواتها العاصفة.
وانها لثورة حتى النصر
zaعرفته في العام 1968م.. شاب متواضع.. هادئ يلبس سترة كاكي عادية، دخل علينا مبنى الاذاعة في شارع الشريفين في القاهرة كأي شخص آخر. استقبله الاخ فؤاد ياسين (ابوصخر) مسؤول اذاعتنا «صوت العاصفة» والاخ الطيب عبدالرحيم... وكان واضحاً انهما يعرفانه تمام المعرفة. لم اعره انتباهاً معتقداً انه من اصدقائهما؟ لكنه لفت انتباهي عندما أخذ يسأل عن الاذاعة واستعدادنا لانطلاق البثّ وكأن له دخلاً كبيراً في ذلك ! سأل: هل نرسل خبراً الى وكالة (أ.ش.أ) نعلن عن انطلاق البث وموعده؟ ردّ الاخ ابو صخر بالايجاب وسرعان ما أملى خبر انطلاق صوت العاصفة لتنشره وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية، وكان ذلك في 11/5/1968م.
سألت الاخ الطيب: من هذا (الحشري) الذي يتدخل في اسرارنا وكأنه صاحب قرار الاذاعة؟! فنجر الطيب عينه مستغرباً سؤالي.. الا تعرفه؟ انه القائد ابو جهاد.
ارسل الخبر الى الوكالة المصرية الذي سرعان ما انتشر واتجهت اسماع الفلسطينيين والمصريين والعرب الى المحطة الوليدة معبرة عن الطلقة الشجاعة والكلمة الأمينة. وخرجنا سوياً من مبنى الإذاعة في شارع الشريفين الى ميدان التحرير مشياً على الاقدام نحن كادر الاذاعة الوليدة: فؤاد ياسين، الطيب عبد الرحيم، عبدالشكور التوتنجي، يحيى العمري وخالد مسمار بصحبة قائدين تاريخيين من قيادة حركة فتح هما ابوجهاد وابو اللطف، اما الاخ ابو الهول وكان معتمد الاقليم في ذلك الوقت فقد توجّه الى مكتب عدلي.. وهو مكتب الحركة في شارع عدلي بالقاهرة. نعم مشينا على الاقدام المسافة ما بين الشريفين والتحرير ليستقل كل منا مواصلته الى حيث يسكن حيث ان ميدان التحرير كان يضمّ تجمع باصات القاهرة لتتوزع على احيائها الكبيرة وشوارعها الواسعة. وهل هناك الان من يمشى على قدميه من قياداتنا الحالية او يعرف زحمة المواصلات؟!
وتجيء الايام الصعبة.. وتروح الايام الصعبة كما كان يقول زميلنا الاذاعي الشاعر مريد البرغوثي، وتجمعنا الاذاعة في بيروت الحصار مرة اخرى بالاخ ابو جهاد. نضطر لنقل الاذاعة الى جنوب لبنان بعد تهديد حافظ الاسد بقصفها وهي في بيروت في العام 1978م. نتناوب على الذهاب يوميا من بيروت الى الجنوب بعد تجهيز المادة الاذاعية في بيروت، مرة انا و أحد مهندسي البث، ومرة اخرى نبيل ثم يوسف او الضابط (احمد حماد) وبقية الزملاء. وذات يوم لم نتمكن من الوصول الى البث في الجنوب في الموعد المحدد.. إما بسبب قصف جوي اسرائيلي او بسبب حواجز قوات الردع (السورية) لا اذكر. فكان ان غطى ذلك الاخ ابو جهاد الذي كان يكتب ويذيع بصوته !
وذات مساء كنت مذيع الفترة في محطة الجنوب وكان مهندس البث يومها الاخ ابو زهير? هشام السعدي. زارنا في تلك الليلة بعض المقاتلين من ضمنهم فدائية شابة تلبس الفوتيك وتريد ان ترى المذيع يتحدث على الهواء. لكن المادة الاذاعية كانت مسجّلة فتحايل ابو زهير على الامر بأن طلب مني الدخول الى الاستوديو وفتح الميكروفون لأتحدث عبره ليسمعني فقط من هو في غرفة المراقبة.. وبذلك شعرت تلك الصبية بالفرح حيث سمعت المذيع يتحدث مباشرة عبر الهواء عرفت فيما بعد انها البطله الشهيدة دلال المغربي.
هذا غيض من فيض لا مجال لذكره عن سيرة قائد كبير متواضع.. هزّ مضاجع الصهاينة المحتلين في اكثر من عملية بطولية.. مما استدعى استنفار أجهزة المحتلين الأمنية للقضاء عليه.. حيث نجحوا اخيراً في تونس في 16/4 من سنوات خلت.
ستبقى يا ابا جهاد في ذاكرتنا وذاكرة الاجيال من بعدنا حتى نحقق الهدف الاسمى الذي انطلقت من اجله حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وقواتها العاصفة.
وانها لثورة حتى النصر