عساف و العيساوي .. صوتان لبلادي - سحر النحال
شهدت ساحة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جدالا كبيرا بعد مشاركة الفنان الفلسطيني الشاب محمد عساف في برنامج ”محبوب العرب“ الذي تقدمه قناة mbc الفضائية ، حيث تداولت العديد من الصفحات صورة تقارن بين الأسير سامر العيساوي وبين محمد عساف، طالبةً المفاضلة بين الاثنين ويأتي ذلك في إطار رفضهما مشاركته في البرنامج .
كأنهم متنافسين في لعبة ، أو مصارعين في حلبة ، أو معاديان في معركة ! هكذا قالوا ،هكذا وصفوا، هكذا قارنوا، ولكنهما صوتا للشعب وصوتا للقضية . صوت القضية ،، انه سامر العيساوي الأسير الفلسطيني صاحب أطول إضراب عن الطعام منذ أكثر منذ أكثر من 270 يوما، أعلن عن إضرابه المفتوح عن الطعام بتاريخ 1 أب 2012 في غرفة العناية المكثفة في مستشفى كابلان ، يعاني من تدهور وضعه الصحي من ضعف كبير لعضلة القلب،ومن وجود ماء في الرئة وهبوط حاد في نبضات القلب، و قد يفقد حياته في أي وقت ولا احد يستجيب له سوى ببعض الشعارات والمسيرات وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي . صوت الشعب ،، انه الفنان الشاب محمد عساف الذي تخطى الحصار والمسافات والحدود ، غادر مدينته خان يونس متجها لجمهورية مصر العربية ليكسر الحصار و يجتاز الخناق ، لم يكن إلا فلسطينيا عايش المعاناة والحصار والقهر ، غنى للوطن ،للكوفية ، للأسرى لم يرتكب جرما ولكنه صوت شعب محب للسلام ويعشق لغة العزف والحمام . يعتقدون بأننا ننشغل عن الأسير سامر العيساوي بدعم الشاب محمد عساف ،يتهجمون عليه بوضعهم صور على بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي ويقارنون من يهمك أكثر هؤلاء ماذا فعلوا لسامر العيساوي !؟ يقولون لكم عسا فكم ولنا العيساوي هل يعقل ذلك إلى ماذا وصلنا نحن ؟ يحاولون التقليل من شان هذه الانطلاقة المتميزة للمبدع عساف ويشوهونها بتعليقات ساخرة لا تليق بالفلسطينيين أنفسهم . غياب قضيتنا عربيا ودوليا عن المحافل السياسية, والاجتماعية, والاقتصادية، وكذلك محافل الإبداع المتنوعة بما في ذلك المحافل الفنية وجميع المنابر لا بد أن تجتاز بإيصال صوت الوطن وقضايا الناس وحب الأرض كما يفعل محمد عساف في أغانيه الوطنية : على الكوفية ،شدي حيلك يا بلد الغربة ،راجعين والكثير من الأغاني التراثية الوطنية التي تنادي بحب الوطن ! إذا كان يعنيهم العيساوي كما يقولون لماذا الآن يتحدثون ومن قبل كانوا فقط يهددون وأين هي الصواريخ التي تريد سامر حرا ؟ لماذا لا نتحدث بكل صراحة ونبتعد عن مقارنة أسير مناضل بشاب مغنى هذه المقارنة لا تتعلق لا بقلب ولا بعاطفة فسامر العيساوي أسير لم يستسلم لضغوطات الاحتلال الممارسة ضده ، السؤال هنا ما هي علاقته ب الفنان الشاب محمد عساف ؟ لم تكن علقة سلبية بل تجمعهم المعاناة والحصار والقهر والظلم وهناك علاقة تجمعهم على نفس الهدف ونفس الرسالة ونفس الوطن . تناسينا وطنيته برسالته التي ربطته بالفنان الوطني الفلسطيني جمال النجار الذي تتلمذ على يده وهو صغير وأصبحنا نهاجمه هجوما لا يطاق ونشدد عليه الخناق ! بالنهاية علينا أن نكف عن مقارنة تجربة العيساوي بتجربة عساف،, فبرغم خصوصية كل حالة وظروفها، يبقى الاثنان من صلب شعبنا, ولكل دوره في النضال والإبداع والعطاء, وليس من شيء على حساب الأخر . ولكن المعادلة الصحيحة هي بأن محمد عساف سيوصل رسالة سامر العيساوي ورسالة كل الأسرى رسالة عبقها الحرية والسلام وذلك باعتباره سفيرا لفلسطين.