كيف ترى فتح اليوم ..؟! - د.م. احمد محيسن برلين
عندما لفت انتباهي ما أورده الأخ د.مازن صافي عندما قال:
" سألني صديقي : كيف ترى فتح اليوم .." فكان لي مساهمتي التالية:
الأخوة الأفاضل حفظكم الله... ولكي تبقى فتح هكذا.. وردة بعبيقها وجمالها.. يجب العمل على رعايتها وسقايتها وصونها وتقليمها والذود عنها.. فتح هي بمضمونها وبرجالاتها وبطرحها.. وباحتضانها للجماهير والتصاقها بهم وخدمتهم والشعور بمشاعرهم وتلبية احتياجاتهم والدفاع عنهم وقيادتهم إلى بر الأمان والمساواة بينهم.. ومشاركتهم بكل ما يفرحهم ويحزنهم.. فتح هي بتصديها للعدوان.. وفتح دوما ببندقيتها ..!!
وكم تساوي فتح بدون بندقيتها..؟!
فتح القادة العمالقة.. فتح الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين.. هم أهرامات فلسطين ومخزونها الكفاحي.. وفتح هي التحرير من النهر إلى البحر.. فتح هي التي بقيت واندثر غيرها.. لأنها جماهيرية وليست حزبية وآمنت بالتحرير بسلوك طريق المقاومة.. وعودوا إلى نظامها الأساسي.. فتح هي التضحيات وهي الإنطلاقة وفتح هي المقاومة والتحرير.. وفتح هي الإنتفاضات والمواجه.. وحركة فتح هي الرصاصة الأولى.. وهي التي قادت المشروع النضالي.. وفتح هي الحياة بكرامة وشرف في وطن حر ومستقل.. فتح هي عدم الخنوع والاستسلام .. فتح هي نظرية وشعار وعقيدة وإيمان بكل ذلك وتطبيق له.. فتح هي الشفافية وعدو الفساد والحرمنة والبلطجة والزعرنة.. فتح أم المحرومين والفقراء والبسطاء.. فتح قاهرة النرجسية والباطنية.. فتح هي من تقطع الطريق على المتسلقين المارقين.. وتتصدى بحزم للمداهنين مسّاحي الجوخ هزازي الذنب المنتفعين.. أهل المنافع الذاتية.. بائعي الضمير على أول مفرق في سوق النخاسة.. وتصنعهم الكراسي ويجدون أنفسهم فقط عليها.. هؤلاء اللاهثين خلف السراب ويتلقطون الفتات النتن في حالة أسوأ من حالة الأيتام على موائد اللئام.. فتح هي المضاد الحيوي الذي يقتل الفيروسات.. أصحاب الأصوات النشاز المضضلة مدفوعة الأجر البخيس.. أحجار الشطرنج الذين يتحركون حسب أهواء البعض ممن أعمتهم المواقع والمناصب والمسميات.. فتح نور وتنوير.. تنبذ الجهل والجهلة.. فتح هي العمق الوطني والنضالي,, وهي المضمون والجوهر.. وهي الحجة بالحجة.. فتح هي الضمير الحي الذي لا يقبل القسمة إلا على نفسه.. فتح وجدت لتبقى وتتنتصر.. تنتصر لشعبها وأمتها.. وتنتصر بهم ولهم..!!
باختصار شديد أيضاً.. إن فتح هي النظارة التي نرى بها فلسطين.. طالما بقيت صالحة لكي نستطيع النظر من خلالها لفلسطين وللتحرير والعودة.. وفتح هي ليست بدين ولا برب يعبد.. بل هي عقيدة نؤمن بها ونسير على خطاها.. كما انطلقت بمبادئها ومنطلقاتها وأدبياتها وقسمها وعهدها وتضحياتها.. دون لف أو دوران.. وذر الرماد في العيون وفتاوي وتفسيرات باهتة.. ودون فلذكة في ليّ عنق الحقيقة.. فالحريصين على فتح مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى.. بالعمل على نفض الغبار الذي تكدس عليها.. ونزع التكلس الذي أصاب مفاصلها.. والتخلص من السوس الذي نخر في أضراسها وأنيابها.. وفكفكة ما يحاك ضد فتح في العتمة وتخليع لمخالبها.. لتحويلها من حركة تحرر إلى حزب سياسي.. ويعملون على شطب كلمة التحرير من قاموسها.. بل ويحاكمون تاريخها النضالي ومناضليها.. حتى محاكمة بأثر رجعي..!!
ولا نعتقد أن المخلصين من أبناء شعبنا يتفقون مع هذه التحولات الدراماتيكية.. ولن يظلوا طويلا صامتين.. وهم بالمناسبة كثر كثر كثر.. بل وهم السواد الأعظم من أبناء شعبنا وأمتنا.. والفجر قادم لا محالة.. عاش نضال أمتنا نحو التحرير والعودة والحرية والاستقلال..!!