الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

في ذكرى النكبة...... رسالة اعتذار لأمي....- زينب الغنيمي

صورة رمزية


أعتذر لك بالنيابة عن كل من يربطك بهم صلة رحم ، ومن يربطك بهم  صلة  أبناء المدينة الواحدة (يافا) التي تم تهجيرك منها قبل رحيلك عن عالمنا بنحو أكثر من ثلثي عمر النكبة ، وأعتذر لك بالنيابة عن كل الذين قدموا وعودا لك وجعلوك تحلمين بالعودة لبيتك الجميل ، ومن ثم غادرت عالم الأحياء هذا قبل واحد وعشرين عاما وكنت لازلت تقفلين عينيك الصغيرتين على نفس الحلم بألوانه الزاهية كلونهما.
ها نحن يا أمي وبعد انقضاء هذه المدة ، لم نتمكن من تحقيق حلمك ، ولكننا نشحذ هممنا بكل القصص الجميلة التي كنت تروينها لنا ، ذلك البيت في الطابق العلوي ، وتلك الشرفة الجميلة التي كنت تجلسين فيها مع أبي تتسامران ، وطقم الكنب الجديد الذي كنت كلما تذكرت بيتك تتباهين بأنه كان من أحدث ما كان موجودا في سوق يافا وأن ثمنه خمسة وثلاثون جنيها ، وكان والدي يشدد معك على هذه الجزئية ليقول كان الجنيه الفلسطيني أغلى من الليرة الذهبية ، وتسرحين بالقول بأنه لا يملك مثله سوى الملك عبدالله.
ها نحن نشحذ هممنا ونحن نستذكر روايتك عن مجلس جدتنا واستقبالها الصباحي يوميا لجاراتها ، حيث كانت تجلس في الصدارة وبجوارها عمتي الشابة وكيف كان المجلس يضم يوميا على الأقل خمسة عشرة سيدة يتحدثن ويدخن النارجيلة ، وتستدركين القول بأن هناك ثلاث خادمات من عائلات اليهود الذين كانوا مستأجرين في أملاك جدي يقمن على تنظيف الأراجيل وتقديم القهوة إلى باقي التفاصيل ، ولكن كنت تؤكدين لنا أيضا أنهن لم يكن يساهمن في إعداد الطعام لأن جدتنا كانت تشرف على ذلك وأنت وزوجة عمي تقمن بإعداده.
كنت تتحسرين وأنت تقصين علينا ذلك مع تنهيدة عميقة من قلبك الضعيف وتقولين ( شوفوا وين كنا وين صرنا ، راحت البلاد وراحت البيوت ، بس باقي معنا المفتاح وكوشان الملكية يعني الورق ، وكل يوم بنقول بكرة وبييجي بكرة وبنضل نقول بكرة بنرجع ، يا ترى بعد كل اللي صار واللي ماتوا واللي تشردوا راح يضل اشي نرجع  له ).
وكنا نكبر أمامك  ونحفظ القصائد الوطنية عن فلسطين والعودة ونكتب موضوعات التعبير عن فلسطين وحلم العودة ، وكلما استمعت لنا تستعيدين الذكريات وأنت لا زلت تحلمين.
أعتذر لك يا أمي لأنك قبل موتك لم تحققي حلمك في العودة لبيتك ، ولم تستعيدي خزانة ملابسك ولا طقم كنبك ، كما لم يستعد أبي مكتبته ، ولكن ما يمكن أن يريحك في قبرك أنت وأبي أننا لازلنا نحتفظ بأوراق البيت ، وأننا لم ننسى قصصك وروايتك عن يافا ولازلنا نرويها لأبنائنا وبناتنا وأولادهم ،
ولن ننسى .

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024