القرضاوي .. غزة لا ترحب بك- بهاء رحال
من أفتى قبل أشهر قليلة بتحريم زيارة المسجد الأقصى والقدس واعتبرها زيارة لا تجوز شرعاً بحكم أن الزائر سوف يمر عبر الحواجز والمعابر التي يسيطر عليها الاحتلال الاسرائيلي وقد راح بتصريحاته وفتواه الى أبعد من هذا حيث اعتبرها زيارة تندرج تحت مسمى التطبيع مع الكيان الصهيوني وأن الدين لا يقبلها وأن الشرع يرفضها ويمنعها، هذا المفتي يأتي الى غزة على رأس وفد من علماء الاتباع له وشيوخ الضرورات تبيح المحظورات ليمر عبر معبر رفح البري الذي يخضع لسيطرة أمنية تشرف عليها ولو من بعيد قوات الاحتلال الاسرائيلي، فتفرح الحكومة المقالة هناك وترحب بالزيارة وبالضيف القادم اليها من أحضان قطر بينما تحزن غزة المجد والمقاومة لهذه الزيارة لا لشيء بل لأنها ترفض فكرة الإذعان المزورة والمزيفة وترفض ما يحمله اليها هذا الداعي من املاءات جديدة ومن فتاوى حملت المنطقة برمتها الى الهاوية والى زيادة الفرقة والانقسام، فتاوى حللت سفك الدماء وتناست قول الرسول العظيم «أن تهدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من اراقه دم انسان مسلم» أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وهذا ما ينساه القرضاوي ومن لف لفيفه من شيوخ الطاعة لاميركا وقطر فهم يقتلون أحلامنا ويهدمون أوطاننا ويخونون ضمائرهم وزماننا ويبيعون كرامتهم في سوق النخاسة وينكحون ويتناكحون زوراً وكفراً باسم الدين والايمان والثورة ثم يقصمون ظهرنا بفتوى والغريب أن البعض ما زال يصدقهم ويرحب بهم والبعض ما زال يتخذهم اولياء صالحين يعتبرهم ملائكة على الارض تمشي.
زيارة غزة حلال كما أرادها أن تكون القرضاوي وزيارة القدس حرام، زيارة بيت أبي سفيان في غزة حلال وزيارة المسجد الأقصى حرام، عن أي جهل يتحدث هذا وبأي العبارات التي تليق به سنخاطبه، لكني ومن منطلق احترامي للقارئ لن أنعته بما يليق به وأضع أمامكم هذه الزيارة التي تفتح باب الاجتهاد الشخصي لكل واحد وواحدة بأن يستفتي قلبه فقط وألا يستمع في زماننا لكثير من فتاوى بعيدة عن أصل الدين في هذا العالم الممتلئ بفتاوى مدفوعة الأجر من شيوخ يشدون الرحال الى غزة ويمنعون كل من يشد الرحال الى القدس.