ربى النجار والتهديد.... وموكب الوزير "الهباش" - جهاد حرب
(1) ربى النجار الصحفية المحققة
تعرضت الصديقة والزميلة ربى النجار للتهديد من قبل "مجهولين" عبر فيديو تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشرها لتحقيق صحفي في برنامج "عين على ... التسول" كشفت فيه أمرين الأول ان البعض يستخدم التسول كمهنة فيما الأخطر كشفها لشبكة منظمة تعمل على استغلال حاجة الناس وتنظيم هذه المهنة من خلال استغلال مكانهم الوظيفية لحماية افراد الشبكة.
في الاسبوع الماضي ابديت اعجابي بما قامت به الصحفية المتسولة باعتبار أن هذا التحقيق جزء من مكافحة الفساد، كما يعزز من مهنة الصحافة واحد الأشكال الصحافية الغائبة "التحقيق الصحفي" في صحافتنا الوطنية، وكذلك أيضا ان تلفزيون فلسطين هو صاحب البرنامج الذي تعده وتقدمة الزميلة ربى النجار.
شخصيا اعرف ربى النجار الطالبة المجتهدة منذ اليوم الأول لالتحاقها في معهد الصحافة وعلوم الاخبار بتونس، أي منذ اليوم الأول لدراسة "لحمل" مهنة المتاعب، واعرفها طالبة مجتهدة متميزة كما أن هذا التمييز بدا في برامجها على شاشة تلفزيون فلسطين في السنوات الأخيرة. وبات التحقيق الصحفي صفة مميزة لعملها في برامجها المختلفة وكذلك طرقها للقضايا الاجتماعية برؤية مختلفة لمواجهتها.
يَعْلَمُ الصحفيون والكتاب الذين يقومون بهذا العمل "التحقيق الصحفي" انهم سيتعرضون لمتاعب جمة كما أنهم سيفوزون بجوائز عظيمة أهمها محبة الناس وهي غاية كل صحفي وكاتب. هذا طريق طويل يحمل مصاعب وتهديدات وأحيانا كثيرة آلام لكن بتكاتف الصحفيين ومحبة الناس نستطيع معا تجاوز المحن، وكذلك السير في الطريق الصحيح لتعزيز مكانة الاعلام الفلسطيني ومهنيته.
(2) موكب وزير الأوقاف ... واطلاق النار
اطلق احد افراد طاقم حراسة وزير الأوقاف النار "في الهواء" على سائق سيارة حاول تجاوز سيارة "معالي" الوزير في احد شوارع مدينة رام الله. هذا الفعل لم نشهد له مثيل في الضفة الغربية الا مرة واحدة قبل عدة سنوات عندما حاول سائق سيارة تجاوز سيارة أمين عام الرئاسة.
تحمل هذه الحادثة ثلاثة قضايا ينبغي التوقف عندها الأولى: عملية اطلاف النار بحد ذاتها فهي مدانة ولا ينبغي القيام بها خاصة أن الفلسطينيون مدربون جيدا ويصيبون في مقتل "نحمد الله على أن الطلاقات افرغت في الهواء". والثانية: أن حراسة "موكب" وزير الأوقاف ليست من سيارات الشرطة "وأعتقد أنهم أيضا من غير افراد الشرطة" وبالتالي مهما كانت السيارة التي يقلها "معالي" الوزير لن تكون معرفة أو معروفة للمواطنين. والثالثة: تصرف الوزير ذاته بعدم توقف للاطمئنان على سلامة سائق السيارة الذي عمل حادثا نتيجة لإطلاق أحد افراد حراسته النار في الهواء باتجاه السائق وهو سلوك لا ينم عن مسؤولية لدى الوزير ان حدث ذلك.
يُستغرب كثيرا في مدن الضفة الغربية من وجود مثل هكذا موكب لأي من الوزراء، يفهم أن يكون لرئيس الوزراء ووزير الداخلية وبعض رؤساء الأجهزة الأمنية، خاصة أن أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية والوزراء والنواب والشخصيات لا ترافقهم سيارات ولا مرافقين. وان المواطنين لا يرتاحون لهذه المواكب ولا يرون فيها خيرا خاصة انه لا توجد جريمة سياسية في الضفة الغربية ولم تشهد اغتيالات لسياسيين من ناحية، ومن ناحية ثانية المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية تحديدا غير مكترثين بالمسؤولين بجميع احجامهم وأشكالهم وصفاتهم وربما اصلا لا يعرفونهم في كثير من الاحيان "بالامكان مراجعة بعض استطلاعات الرأي حول ذلك". ومن جهة ثالثة تَعَوَدَ الفلسطينيون ان يروا المسؤولين دون مرافقات فهناك أحد رؤساء اجهزة أمنية يمارسون رياضة المشي في شوارع رام الله دون مرافقين وأيضا دون ان يعترضه أحدا عفوا يتجاوزه أحدا.
في كل الأحوال من يرغب ان تكون لديه مرافقة ينبغي أن تكون منظمة ومحترفة ومعلنة وهذا لن يكون إلا عبر جهاز الشرطة الفلسطينية "سيارات وافراد" وهي وحدها تستطيع أن تقوم بذلك باحترام.