عن صدق سقراط ومدن الوجع والنهوض - حسن صالح
(1)
الصدق يا سقراط
"ليس المهم ان يصدقك الناس، المهمُ ان تكون صادقاً" (سقراط)
اليك القول، وانت تعتقد ان السياسة فن الكذب،
وانت تتغافل ان السياسة في بلادي، عليها ان تكون سياسة نضالٍ،
وعماد النضالِ بل عمادُ الحياةِ قول الصدق،
لانه يعني معرفة الواقع ومعرفة الذات ومعرفة الخصم
... واختيارُ الأدوات الملائمة وكل ذلك في حالِ صدقٍ مع الذات ومع الناس.
(2)
هذه فلسطين، حكاية دم ...
وشهيد
ودمعة أم ... تخلط بين الدمع والزغاريد....
هذي فلسطبن
هدية الرب للعبيد ...
معنى لفرحة الزهر،
وللجنازة تمتد وشماً على كل إيد ...
هذي فلسطين،
حباً ووشماً ... وصلاة فجر ليلة عيد...
هذي فلسطين،
كلام الله في سورتها،
وأغاني الطامحين لضحكة المساء في كل شفةٍ
ونسمة صفاء على حقل قمح
وصلاة كنيسةٍ
وصلاة فجرٍ
ودعاء ... وبسمة تملأ فم الشهيد
(3)
القمر
عندما يكتمل القمر، تضحك شجرة النخيل في أريحا ....
ويقال ... انها وشوشت بضع كلمات
في أذن نبع عين السلطان،
عندما يكتمل القمر،
تغتسل المدينة بالهوى.
(4)
العِلمْ
قال ... إذا أدخلت العلم من الباب
يهرب الفقر من النافذة،
دائماً اسأل... تغيير حال الدول يقف الى حد كبير
حول نوعية العلوم، وكيف تصل لملايين التلاميذ ...
فيا سيدي ... هل وقفت أمام السؤال الكبير
أي علم نريد ؟؟
وأي علوم تدخلنا عصرنا القادم،
وتأتينا بالحرية والحضور وكل الآمال التي تطرد الفقر
والعوز والمرض...
هذا هو السؤال الذي يجعلنا نميز بين حال وحال، سياسة وسياسة، وطن ووطن ؟؟!!!
(5)
أراك
عندما أراك
اتأكد ان الفرح آتٍ
فانتِ سيدة البشارة ...
وألمس في عينيك
ألف إمارة.
(6)
لنتذكر ... ان دورنا هو البقاء هنا ...
هو ان نزرع الأرض ...
ان، نبني بيتنا ... ان نقيم ليالي العرس السبعة...
وأن .... لا ننسى فرح حفل الطهور...
ونسترد ... زيارة المقام...
يا سيدي ... مقام النبي موسى
لا يزال يشهد ...
دورنا ان نعمر الأرض، ان نحمي المكان،
ان ندرس .... ان نحضر ... ان نغني
ان نزرع .... ان نصنع ... ان نحمي
القصيدة والموال ... وان تترك لقطرة ماء،
تصيح سيلاً وقنال
أن نحب المكان ... ولا نبرح المكان،
هنا، الدرس ... واللوح ....
هنا، الطباشير .... واللغة....
هنا، الهوى الثقيل والجميل،
هنا الموال
يا ابن وطني ... هنا ارض الموال.
(7)
يا مدن الوجع والنهوض
ثمة وجع في شوارع الشام، وأزقة القاهرة ... وقفصة تتكلم همساً في أذن قابس، ما بال الشام موجوعة ...
ما بال القاهرة موجوعة، والقدس من قبلُ ومن بعدُ ...
ما المقصود ؟؟ ما المرادُ ؟؟ !! سوى أن تأكلُ الأمة ذاتها، تضعضعُ روحها وقواها؟!! ويظل المستفيدُ قوياً، قادراً، ضاحكاً،
لا بل مقهقهاً فخصمهُ يأكل بعضه ...
ورغم الليلُ ...وفي عتمة الصراعِ ثمة ضوء..
فالصراع الفكري يشتدُ، يعنفُ،
والإعلام الحديث ... يجعل من كل كلمةٍ تدخلُ كل بيتٍ على مدى بيوت الأمةِ ...
ويتضح الآن، ان ما يجري إنما يريد ان يصادر مستقبلاً يدخله ظلمة الاحتراب وكرب الاقتتال ...
وفظاعة أكل لحم الأخ والأخت ولحم الوطن ....
... ولكن - ندخل ايضاً لنلم وجعنا، ونتعرف على أي وطن نريد،
أي مجتمع نريد، فلا مكان للظلم والاستبداد ....
لا مكان للتفرد والاستئثار ....
وعدم دخولٍ بيت العصر الحديث علماً وآلة وديمقراطية وعصرنة ...
كم يعود الاعتبار الآن للمقولة الكبيرة .. الدين لله والوطنُ للجميع ...
فهل من هنا نبدأ ... من تغير الوعي والذي بدأ التسلل الى أرواحنا وإرادتنا ...