عن ثُنائية قَرَنْدَلْ والحِمَارْ :آصف قزموز
قَرَنْدَلْ شخصية شعبية عُرِفت في بلاد العراق بهذا الإسم وفي بلادنا فلسطين يُدْعى كَرَنْدَشْ.استعبَدَهُ الناس خادماً مطيعاً وصابراً أميناً، ولم يعرف معهم إلاَّ الصبر والشقاء. وكان يقوم بكل الأعمال الشاقة في البيت من الألِفِ الى الياءْ. فقد كان يعمل بصمت دونما إبطاء ولا اعتراض،يجمع لهم الحَطَبْ، ويشتري البرغل ولوازِم الكُبَّة، ثم يقوم بِعَجنِها بعد نقعِها، ثم يستمِر طوال النهار بِدَقِّ الكُبّة لَحَد ما يْطِيحْ باطو، ويحمل القِدْر الضخم وحدَهُ ويضعه على النار، ومع استمراره بتلبية طَلَباتهم التي لا تنضب يغلبه النعاس وهو يراقب قِدْرِ الكُبَّة فينام الى جانبه، وتنضج الكُبة وهو نائم، فيقترح أحدهم إيقاظ قرندَل ليأكل ولو من باب الحرام وِالحَلال، لكن الآخرين يعترضون قائلين: حرام لا تْصَحُّوه تِعِب كْثير اليوم من دَقِّ الكُبة خَلُّوه يِطْلَع ينام عالسُّطُح. وبالتالي يَستَفْرِد أهل البيت بالكُبّة وحدهم، بعد أن حَرَموا قرندل من مجرد تذوقها مع حفظ اعتزازهم بِتَعَبِهِ وشَقاهْ، لتذهب مثلاً " عِند دق الكُبّة جيبوا قرندل يدُق وعِند أكل الكُبة حرام تِعِبْ قَرَنْدَل خَلُّوه ينام ".
وتكتمل ثنائية قرندَل مع الحمار الذي يضاهيه صبراً وأمانةً. ذلك المخلوق المتميز بصبره على ظلم الناس وقلة شكواه إلا لخالقه، فلم نسمع بحمار ذهب للمحكمة أو لقاضي أو لصاحبه يشكو من ظلم الناس.
مشكلة الحمار معنا هي أننا لا نعرف من مهاراته إلا هذه المهارة، ففي الصين مثلاً، يباع لحم الحمار بأغلى الأثمان، نظراً لقيمته الغذائية العالية، لكننا كمسلمين حرُم علينا لحمه وهذه حسنة من الخالق لهذا الحيوان الذي يجب عليه أن يشكر الله عليها، وكأن الله أراد أن يقول ألا يكفي ما يذوق هذا الحيوان من ظلم على يد البشر حتى يريدون أن يذبحوه ويأكلوا لحمه، فهذا ظلم ما بعده ظلم. ورغم أن هذه الفائدة غير شرعية إلا أنهم في الصين يحتاجون لأكل كل شيْ حتى الحمار نظراً لعدد السكان الهائل، طبعا فشرت عينهم انو يوصل خط الفقر عندهم قد ما هو واصل عندنا، بس في كل الأحوال مستحيل نوكل الحمير فالحمير منا وفينا وعلينا وبين ظهرانينا.
تصوروا أن الحمار عمل لدى الانجليز في الخدمات العسكرية مهندساً للطرق، وفي ذلك مؤشر على أن الانجليز كانوا أكثر ذكاءً منا في معرفة مهارات حيواناتنا لا حيواناتهم لأنه ليس لديهم حمير مثلنا عدم المؤاخذة. فقد كانوا يرسلونه منفرداً دون مرافق من قاع الوديان إلى قمم الجبال حتى يكتشفوا أسهل الطرق التي يسلكها، لكي تستعملها شاحناتهم العسكرية فيما بعد، دون حاجة إلى شق الطرق في الأراضي الوعرة، وهو أمر كان سيكلفهم ثروة باهظة لولا اكتشافهم لهذه المهارة عند حمارنا والتي قدمها لهم مجاناً، لكننا نعترف بأنهم والحق يقال كانوا أكثر رفقاً بالحمار منا، فقد كانوا يعتنون به غذاءً وطِبّاً وراحةً دون ضرب ولا عصيٍّ على القَفَا، كما نفعل نحن بسبب وبدون سبب وعالطالعة والنازلة. وربما لو بقي الانجليز عندنا لاكتشفوا فيه مهارات أخرى غير المهارات الهندسية التي ما تزال مجهولة لدينا حتى الآن، ونرجو الله أن تظل مجهولة حتى لا يعود الانجليز لبلادنا مرة أخرى وِيْغور الاحتلال بستين داهيِة، وما نرجع نفتح الراديو على لندن تانشوف شو في عندنا أخبار تنذكر وما تنعاد.
وكأني بالحمار يعاتبنا بالقول: أما السيد البغل الذي أجبرتموني على إنجابِهِ خاوَه، ولم تستطيعوا قيادته لتحقيق أغراضكم والاستفادة منه بالشكل الذي كنتُ عليه، فقد اندثر ولم يعد له وجود لأنه بغل لا يخدم إلا المتمردين والمهربين والخارجين عن القانون في الجبال التي لا تستطيع حكوماتكم الوصول إليها، وهي مهارات سلبية وليس ايجابية، فقد عقدتم آمالكم على البغل ونسيتم تضحياتي وخدماتي المجانية غير المكلفة وأحلتموني على التقاعد قبل أواني، ولم ترقبوا فيَّ إلاًّ ولا ذمة.إن كثيرين من الحمير أمثالي ذوي الخدمات الجليلة في هذا الوطن، الذين استغلت مهاراتهم وقدراتهم دون مقابل فأخذتوهم لَحِمْ ورَميتوهُم عَظِمْ، وعندما حانت ساعة المكافأة قَدَّمْتُم عَلَيَّ البغال، التي تأكل أكثر مما تعطي، وتدوس بأقدامها كل ما هو ثمين. يعني لسان حالي معكم المثل العراقي"عند دق الكبة جيبو قرندل يدق وعند أكل الكبة خلي قرندل يصعد عالسطح ينام ترى قرندل كثير تعب في دق الكبة ولازم يرتاح"!!
يا جماعة، عُمُرْكُوا شُوفتوا حمار دمَّر مَعْلَم حضاري في بلدو وْبوكِل كَتلِة حَشْكُ وْلَبِكْ قُدام كل الحمير وخَلْقَ الله وبيجي حمار ثاني وبِيعمل نَفْسِ العَمْلِة ؟! يا جماعة اتقوا الله، مع كل اللي صار فينا وخِرْبَت دْيارنا، وبعدنا بنشوف ناس مْعَنطِزينْ ومنفوخين عالفاضي ومحَمْلينا جْميلِة، وبِتعاملوا مع الناس، وكإنهُم عبيد عند أبوهُم وْشَغَّالين بمشروعهم الخاص كَمُلاَّاك واحنا أجَراءْ و في أحسن الحالات مواطنين دَرَجِة عاشْرِة، مع إنا في لِحراث وزَكّ المَيِّ وِالحَطَب درجة أولى بالتزكية لعدم وجود من يُنافسنا على التَّعَب وِالشَّقَا وِالبَهْدَلِة. عَلْقِتنا اليوم مع ناس لا عاجبها العَجَب ولا الصيام في رجب، فبأسمائهم وانتسابهم فقط امتَطوا المواقع والرُّتَبْ، ومعَلِش الحارة ضَيقَة والدِّبْسات مِرْقات وِاحنا عارفين مين المستفيد من التحريض على السلطة والحكومة وصاحب المصلَحَة في الخَراب بجلباب الدين وعلى أكتاف وأكناف السياسة والفوضى الخلاّقة.
لِحمار عُمْرو ما اتدخل في شؤون الناس، ولم يمارس أي نقد جارح أو شكوى في حق أي احدٍ كان، بل كان يؤدي واجباته بتفانٍ وإخلاص مشهودين، وظل لسنين طويلة ينتظر أن يحظى بالاحترام والتقدير الذي يستحق، وها هو يعترف اليوم بأنه اخطأ ذات مرة حينما قدم نصيحة أخوية بريئة ومخلصة لذلك البَغْلِ الذي لم يرى منه سوى الأذى، والتي لم ينل بسببها سوى العقاب القاسي فأقسم أن لا يعود لتقديم النصيحة لأحد، خصوصاً مع اللي بِتْقَدِّمِلْهُم اصْباعَكْ بُوكْلوا ذْراعَكْ، وخشية أن توضع النصيحة في غير محلها وترتد عليه ناراً ودماراً كما في كل مرة.
البني آدم اللي بتزرعو بيقلعَك من شروشك لو كُنِت عُلَّيكْ، وبيقول لا شُفِت ولا اريت يا بيكْ، وان عَلَّمتوا بِتْنكَّرلَك وبِتأستَذ عليكْ، وان حَمَلتو بِيعُقْرَك وبِيْعُدِش بِدو ينزل وبِيْشُطْوِطْ على حالو وعليكْ، وان نَخيتو بعد ما عَتَلْتُو وِعْمِلْتُو بِيخِذلَك وبِيشَمِّت لِكلاب اللي حَواليكْ، اسم الله حُولَكْ وحَواليكْ، ويِرْحَم والدينا وْوالديكْ. معناتو ميت حمار ولا بني آدم هامِل من هالأشكال العاطلِة.فعلى امتداد الفجور والبطون الجرباء من إخوان مصر الى سوريا وتونس وليبيا وغزة ولبنان عبر طهران، بِنقول يا جماعة حرام عليكوا ارحمونا، احنا مش عبيد مُلْك أبوكم، والبلد مش تِرْكِت الوالِد، التخريب والتجهيل سياسة احتلالية واولادنا صاروا في الشوارع، وعلى إشارات المُرور بِيْبِيعوا عِلْكِة وْدُخَّان وْمِسْكِة، ومرضانا بيموتوا بسبب وبدون سبب، والفقر خطوطُه باتت تعانق عنان السماءِ ارتفاعاً وشَكوى.
كم من قَرَندَلٍ ذَرَعَ الديارا وجهولٍ فارغٍ طاشَ وصارا
احنا اليوم بحاجة لثورة ثقافية خلاقة وإعادة انتشار للذات والقدرات على أساس ديمقراطي. يعني من حق التنظيم على أعضائه اللذين حملهم ورفعهم على الدوام أن يشمروا اليوم عن سواعدهم وينهضوا بواجباتهم ولو مرة، وبصراحة، يمكن للمرء أن يكون قَرَندَل وِحمار وسِتِّه وْسِتين حمار في خدمة وطنو وشعبو، لكن عندما يأخذ كل إنسان مكانه وحجمه المناسبْ، ومن العدالة بالمِثلِ والقيمَة. فلن يصلح حالنا ما لم نعيد الاعتبار للنظام والقانون الجامع بيننا، فيعود الكل لحجمه وموقعه وأصلِ ذاتو، وْيِرْجَع ناطورِ الكَرِم يِسْهَر عَ عِنباتو.
haوتكتمل ثنائية قرندَل مع الحمار الذي يضاهيه صبراً وأمانةً. ذلك المخلوق المتميز بصبره على ظلم الناس وقلة شكواه إلا لخالقه، فلم نسمع بحمار ذهب للمحكمة أو لقاضي أو لصاحبه يشكو من ظلم الناس.
مشكلة الحمار معنا هي أننا لا نعرف من مهاراته إلا هذه المهارة، ففي الصين مثلاً، يباع لحم الحمار بأغلى الأثمان، نظراً لقيمته الغذائية العالية، لكننا كمسلمين حرُم علينا لحمه وهذه حسنة من الخالق لهذا الحيوان الذي يجب عليه أن يشكر الله عليها، وكأن الله أراد أن يقول ألا يكفي ما يذوق هذا الحيوان من ظلم على يد البشر حتى يريدون أن يذبحوه ويأكلوا لحمه، فهذا ظلم ما بعده ظلم. ورغم أن هذه الفائدة غير شرعية إلا أنهم في الصين يحتاجون لأكل كل شيْ حتى الحمار نظراً لعدد السكان الهائل، طبعا فشرت عينهم انو يوصل خط الفقر عندهم قد ما هو واصل عندنا، بس في كل الأحوال مستحيل نوكل الحمير فالحمير منا وفينا وعلينا وبين ظهرانينا.
تصوروا أن الحمار عمل لدى الانجليز في الخدمات العسكرية مهندساً للطرق، وفي ذلك مؤشر على أن الانجليز كانوا أكثر ذكاءً منا في معرفة مهارات حيواناتنا لا حيواناتهم لأنه ليس لديهم حمير مثلنا عدم المؤاخذة. فقد كانوا يرسلونه منفرداً دون مرافق من قاع الوديان إلى قمم الجبال حتى يكتشفوا أسهل الطرق التي يسلكها، لكي تستعملها شاحناتهم العسكرية فيما بعد، دون حاجة إلى شق الطرق في الأراضي الوعرة، وهو أمر كان سيكلفهم ثروة باهظة لولا اكتشافهم لهذه المهارة عند حمارنا والتي قدمها لهم مجاناً، لكننا نعترف بأنهم والحق يقال كانوا أكثر رفقاً بالحمار منا، فقد كانوا يعتنون به غذاءً وطِبّاً وراحةً دون ضرب ولا عصيٍّ على القَفَا، كما نفعل نحن بسبب وبدون سبب وعالطالعة والنازلة. وربما لو بقي الانجليز عندنا لاكتشفوا فيه مهارات أخرى غير المهارات الهندسية التي ما تزال مجهولة لدينا حتى الآن، ونرجو الله أن تظل مجهولة حتى لا يعود الانجليز لبلادنا مرة أخرى وِيْغور الاحتلال بستين داهيِة، وما نرجع نفتح الراديو على لندن تانشوف شو في عندنا أخبار تنذكر وما تنعاد.
وكأني بالحمار يعاتبنا بالقول: أما السيد البغل الذي أجبرتموني على إنجابِهِ خاوَه، ولم تستطيعوا قيادته لتحقيق أغراضكم والاستفادة منه بالشكل الذي كنتُ عليه، فقد اندثر ولم يعد له وجود لأنه بغل لا يخدم إلا المتمردين والمهربين والخارجين عن القانون في الجبال التي لا تستطيع حكوماتكم الوصول إليها، وهي مهارات سلبية وليس ايجابية، فقد عقدتم آمالكم على البغل ونسيتم تضحياتي وخدماتي المجانية غير المكلفة وأحلتموني على التقاعد قبل أواني، ولم ترقبوا فيَّ إلاًّ ولا ذمة.إن كثيرين من الحمير أمثالي ذوي الخدمات الجليلة في هذا الوطن، الذين استغلت مهاراتهم وقدراتهم دون مقابل فأخذتوهم لَحِمْ ورَميتوهُم عَظِمْ، وعندما حانت ساعة المكافأة قَدَّمْتُم عَلَيَّ البغال، التي تأكل أكثر مما تعطي، وتدوس بأقدامها كل ما هو ثمين. يعني لسان حالي معكم المثل العراقي"عند دق الكبة جيبو قرندل يدق وعند أكل الكبة خلي قرندل يصعد عالسطح ينام ترى قرندل كثير تعب في دق الكبة ولازم يرتاح"!!
يا جماعة، عُمُرْكُوا شُوفتوا حمار دمَّر مَعْلَم حضاري في بلدو وْبوكِل كَتلِة حَشْكُ وْلَبِكْ قُدام كل الحمير وخَلْقَ الله وبيجي حمار ثاني وبِيعمل نَفْسِ العَمْلِة ؟! يا جماعة اتقوا الله، مع كل اللي صار فينا وخِرْبَت دْيارنا، وبعدنا بنشوف ناس مْعَنطِزينْ ومنفوخين عالفاضي ومحَمْلينا جْميلِة، وبِتعاملوا مع الناس، وكإنهُم عبيد عند أبوهُم وْشَغَّالين بمشروعهم الخاص كَمُلاَّاك واحنا أجَراءْ و في أحسن الحالات مواطنين دَرَجِة عاشْرِة، مع إنا في لِحراث وزَكّ المَيِّ وِالحَطَب درجة أولى بالتزكية لعدم وجود من يُنافسنا على التَّعَب وِالشَّقَا وِالبَهْدَلِة. عَلْقِتنا اليوم مع ناس لا عاجبها العَجَب ولا الصيام في رجب، فبأسمائهم وانتسابهم فقط امتَطوا المواقع والرُّتَبْ، ومعَلِش الحارة ضَيقَة والدِّبْسات مِرْقات وِاحنا عارفين مين المستفيد من التحريض على السلطة والحكومة وصاحب المصلَحَة في الخَراب بجلباب الدين وعلى أكتاف وأكناف السياسة والفوضى الخلاّقة.
لِحمار عُمْرو ما اتدخل في شؤون الناس، ولم يمارس أي نقد جارح أو شكوى في حق أي احدٍ كان، بل كان يؤدي واجباته بتفانٍ وإخلاص مشهودين، وظل لسنين طويلة ينتظر أن يحظى بالاحترام والتقدير الذي يستحق، وها هو يعترف اليوم بأنه اخطأ ذات مرة حينما قدم نصيحة أخوية بريئة ومخلصة لذلك البَغْلِ الذي لم يرى منه سوى الأذى، والتي لم ينل بسببها سوى العقاب القاسي فأقسم أن لا يعود لتقديم النصيحة لأحد، خصوصاً مع اللي بِتْقَدِّمِلْهُم اصْباعَكْ بُوكْلوا ذْراعَكْ، وخشية أن توضع النصيحة في غير محلها وترتد عليه ناراً ودماراً كما في كل مرة.
البني آدم اللي بتزرعو بيقلعَك من شروشك لو كُنِت عُلَّيكْ، وبيقول لا شُفِت ولا اريت يا بيكْ، وان عَلَّمتوا بِتْنكَّرلَك وبِتأستَذ عليكْ، وان حَمَلتو بِيعُقْرَك وبِيْعُدِش بِدو ينزل وبِيْشُطْوِطْ على حالو وعليكْ، وان نَخيتو بعد ما عَتَلْتُو وِعْمِلْتُو بِيخِذلَك وبِيشَمِّت لِكلاب اللي حَواليكْ، اسم الله حُولَكْ وحَواليكْ، ويِرْحَم والدينا وْوالديكْ. معناتو ميت حمار ولا بني آدم هامِل من هالأشكال العاطلِة.فعلى امتداد الفجور والبطون الجرباء من إخوان مصر الى سوريا وتونس وليبيا وغزة ولبنان عبر طهران، بِنقول يا جماعة حرام عليكوا ارحمونا، احنا مش عبيد مُلْك أبوكم، والبلد مش تِرْكِت الوالِد، التخريب والتجهيل سياسة احتلالية واولادنا صاروا في الشوارع، وعلى إشارات المُرور بِيْبِيعوا عِلْكِة وْدُخَّان وْمِسْكِة، ومرضانا بيموتوا بسبب وبدون سبب، والفقر خطوطُه باتت تعانق عنان السماءِ ارتفاعاً وشَكوى.
كم من قَرَندَلٍ ذَرَعَ الديارا وجهولٍ فارغٍ طاشَ وصارا
احنا اليوم بحاجة لثورة ثقافية خلاقة وإعادة انتشار للذات والقدرات على أساس ديمقراطي. يعني من حق التنظيم على أعضائه اللذين حملهم ورفعهم على الدوام أن يشمروا اليوم عن سواعدهم وينهضوا بواجباتهم ولو مرة، وبصراحة، يمكن للمرء أن يكون قَرَندَل وِحمار وسِتِّه وْسِتين حمار في خدمة وطنو وشعبو، لكن عندما يأخذ كل إنسان مكانه وحجمه المناسبْ، ومن العدالة بالمِثلِ والقيمَة. فلن يصلح حالنا ما لم نعيد الاعتبار للنظام والقانون الجامع بيننا، فيعود الكل لحجمه وموقعه وأصلِ ذاتو، وْيِرْجَع ناطورِ الكَرِم يِسْهَر عَ عِنباتو.