مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

معالي "الفيسبوكيين" العرب: تواضعوا- موفق ملكاوي!


مجتمع غريب، تتضخم فيه "الأنوات"، وتتعدد أشكال الشطط و"البهرجة"، حتى لنكاد نعتقد أننا نعيش في المدينة الفاضلة، لولا أننا نكتشف أن الشعراء كثيرون، وهم كانوا مطرودين من تلك المدينة.التواضع صفة غائبة في مجتمع الفيسبوك العربي، فأقل الموجودين "كاتب"، وثمة صفات لا يمكن أن يخطئها اللسان، ولا العين كذلك، على شاكلة: الفنان/ة، الأديب/ة، الشاعر/ة، الصحفي/ة، الإعلامي/ة، المفكر/ة، الأكاديمي/ة، وغيرها من الصفات الكثيرة التي يضيق القاموس أحيانا عن حصرها. غير أن أكثرها إثارة للحنق، وربما الغضب الشديد، لا بد أن يكون التعريف عن الاسم بـ"سابقة" تقول: المخترع/ة!
العرب، والأردنيون على رأسهم، لا يعرفون معنى للتواضع. وهم لا يضخمون "أنواتهم" أو "ذواتهم" بمجرد تلك الصفات التي يخلعونها على أنفسهم جزافا، بل يتعدون تلك "الجريمة" نحو سلوك آخر، لا يقل عنها تزويرا وبهتانا، وهو ممارسة النقد الأدبي والإبداعي والثقافي.نعم، إنه النقد المهلك، الذي لا يضع ضوابط للإبداع، بل هو من نوع تزوير الواقع، واتخاذ الإبداع مشاعا لكل صاحب "كيبورد".
 رأينا ذلك على حوائط كثير من مشتركي العرب في "فيسبوك"، فكم من صفات إبداعية نهائية مطلقة تم خلعها على مبتدئين ما يزالون يخطئون بقواعد الهمزة، ويجهلون التفريق بين الجملة الاسمية وأختها الفعلية.
رأينا مبدعين حقيقيين ينساقون إلى "تهلكة" حب الانتشار عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، فانبروا يمنحون "صكوك غفران إبداعية" لكل شخص خط جملة في العراء، حتى لو كانت "ملطوشة"، فهم يستدلون على "الإعجاب" بـ"إعجاب" مقابل، وكأنما يقلبون الحقائق بتمثلهم قول الشاعر "لا يذهب العرف بين الله والناس".
إن المتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي، وناشطيها المحليين، لا بد سيكتشف حجم الزيف والتزوير الكبيرين اللذين نعيش فيهما، إذ قلما نجد أحدهم على تلك المواقع لا يستخدم "ألقاب التفخيم" من الصفات الإبداعية، والتي يعتقد أنها تزيده وصولا إلى الناس.إنها لا تتعدى أن تكون أمراضا نفسية واجتماعية، وعقد نقص نحاول رتقها عن طريق إضفاء صفات نعتقدها تزيح "الأكسدات" عن صدئنا، وتطلقنا من جديد، بلا نواقص ولا هِنات!
هذا أمر يفترض أن لا يحدث وسط مجتمع "يتوسع" في إطلاق الألقاب "الرنانة" على مريده، غير أنه يفي بالغرض في مواقع التواصل العربية، والتي لا تضع اشتراطات كبيرة لإضفاء صفة الإبداع والثقافة على أي كان.
أحدهم، أو إحداهن، يضع، أو تضع، عشرات من عناوين الجوائز التي تم "احتكارها" خلف الاسم الرسمي لهم، وآخرون، يضعون قائمة طويلة، لا تكاد تبين لها نهاية، بأسماء المؤلفات التي "اقترفوها" خلال مشوارهم الإبداعي القصير، وفئة ثالثة تختص بمنح "صكوك الغفران الأدبية والثقافية" على كل من ساقه القدر إلى أن يجرب "طلاسم" مواقع التواصل الاجتماعي.تلك نماذج حقيقية من مجتمع الفيسبوك العربي، والأردني على وجه الخصوص، فالأميون وقليلو الموهبة، وسارقو النصوص، هم من يتصدرون المشهد برمته.
 أما المبدعون الحقيقيون، فهم يتوارون خجلا، ويعرفون عن أنفسهم بأسمائهم المجردة، من غير ألقاب تفخيمية تلقي ظلالا سوداء على جهلهم لكي لا يراه الآخرون.تلك معضلة ثقافية، تتعدى إشكالية "تجميل النفس"، لتصل إلى عقدة النقص المستعصية لدى أمة بأكملها.
إنها عقدة نقص غير قابلة للشفاء في الوقت المنظور، فالمهزومون يعتبرون، حتى السرقات الأدبية والتشبه والتمثيل، فرصة لحالة من البطولة، حتى لو كان على شكل "خيال مآتة"، لا أكثر.
تواضعوا قليلا أيها العرب، وانظروا حجم إسهاماتكم في الحضارة الإنسانية، لتدركوا مدى "إبداعكم"!
تلك مجرد نصيحة، ودعوة بريئة.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024