نظرة حماس لمستويات الرجولة- بهاء رحال
عندما استمعت بالأمس لخطاب ما يسمى وزير الداخلية في حماس فتحي حماد صعقت خاصة حين علا صوته قائلا سنحارب نسبة خفض الرجولة، أدركت حينها مستوى الجهل الذي يصيب حكام غزة الجدد وباستغراب واندهاش بدأت افكر بالأمر، حقاً هذا يقول وهل صحيح ما سمعت وشاهدت، ترددت في نفسي ولكن سرعان ما بدأت وسائل الاخبار ومواقع التواصل الاجتماعي تتناقل الخبر، فتيقنت أن ما استمعت له كان صحيحاً وأن ما نطق به هذا الوزير ما هو الا عين الجهل وقد أصاب كبد الكذب والنفاق فقد أصبح في حماسستان لا يكتفى بشهادة طبيب الولادة لمعرفة جنس المولود (ذكراً، أم أنثى) فلهم فلسفة أخرى مبنية على جهل قادم من بلاد لا نعرفها لأن ما يعبرون عنه من غباء غير مألوف لعاقل هو ليس فينا وليس منا نحن ( الفلسطينيين ) في شيء، فمرة يخرجون علينا بتحريم السيجارة على المرأة ويمنعونها من شرب الارجيله واتهامها باثارة الشهوة الخبيثة فيهم ( وحدهم) مثلما حرموها من شراء الخضار مثل الخيار والجزر والموز وما شابه، ومرة أخرى تجدهم يقررون بلا خجل قانون فحص الرجولة في اشارة فاضحة لا تستوجب السكوت عنها وكأنهم يتهمون ابطال غزة بأن نصفهم ليسوا رجالا والنصف الاخر اشباه رجال، وحسب القانون الجديد فإن كل ذكر عليه اجتياز الفحص الذي يقررونه ومن ثم يستحق شهادة يعلقها على ظهرة مكتوب عليها احد العبارتين احدى رجل كامل او رجل ناقص وهذا الفحص لا يعتمد على ميزان ريختر ولا غيرة فقد ابتكروا مقياسا جديدا واطلقوا عليه ميزان حماد نسبه الى وزير الداخلية هناك والذي اخترعه في ظلامية حماسستان ولاجتياز هذا الاختيار فانه عليك اجتياز اهم ثلاثة بنود فيه وهي :
1. نوع الحزب او الحركة التي تنتمي اليها.
2. حلاق الشعر الذي تتردد عليه ونوعية البنطال ولونه وكمية الجل التي تضعها على شعرك.
3. نسبة الولاء والطاعة لشيخ الداخلية في غزة ولأمراء غزة.
وبعد أن تجتاز هذه الشروط وتستوفيها بشكل كامل تصدر لك شهادة تفيد بأنك رجل كامل ولا تساهم بمستوى تناقص الرجولة الذي ادعاه فتحي حماد في غزة، ولكن على ما يبدوا تناسى حكام غزة أن الشباب الفلسطيني في أي مكان هو قيمة لا تقدر بثمن وأنهم ليسوا محط اختبارات خاصة في رجولتهم التي يعرفها القاصي والداني وهم تقدموا الصفوف وكانوا لوحة مشرقة في التاريخ وما زالوا رجالاً ستثبت الأيام وهجهم الساطع جنباً الى جنب مع المرأة حارسة نارنا الدائمة وحامية وجودنا على هذه الأرض وفوق هذا التراب.