أسرار طلب هنية الغاء كامب ديفيد ؟! (1-2) - موفق مطر
ما الذي دفع اسماعيل هنية لفك عقدة لسانه فجأة ليطالب مصر – التي يحكمها الاخوان المسلمون - بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل ؟!
لا يمكن فصل مطالبة هنية هذه عما حدث وما زال يحدث في سيناء والقاهرة بمصر، وبمتغيرات والتحولات الدراماتيكية المتسارعة للأحداث في سوريا، ومصير علاقة حماس المهددة بالقطيعة النهائية مع ايران وحزب الله، ناهيك عن الرغبات الشخصية القائدة للمواقف لدى الذين يرون أمور الدنيا والسياسة والحياة بعين واحدة... ويعرض صاحب الرؤية ليس لقصور وضيق في الرؤية وحسب بل الى ضعف في الذاكرة تجعله ينسى ما فعل بالأمس، فهنية على ما يبدو قد نسي ان حماس قد وقعت اتفاق هدنة مع اسرائيل بضمانة ( الأخ المسلم الأكبر ) وصف المقاومة بالأعمال العدائية وهذا ما لم تتضمنه اتفاقيات كامب ديفيد ذاتها التي يطالب هنية الأشقاء المصريين بإلغائها ولا حتى اتفاقية اوسلو - أي العودة الى مواجهة مع اسرائيل – فيما مصر الدولة والشعب تمر في اصعب حالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية منذ استقلالها !!.
يبدو جليا أن الخلاف بين الاخوان في مصر وفرعهم في فلسطين ( حماس) بات انعكاسا لخلافات التيارات الحمساوية المتصارعة حول عدة قضايا اهمها : الهدنة مع اسرائيل التي ادت الى تسرب اعداد من القسام الى جماعات جهادية، امتد نشاطها ليشمل سيناء، الخلاف حول الموقف من النظام السوري حيث يرى فريق ضرورة البقاء في منظومة ( ايران سوريا حزب الله )، والتخلص من هيمنة الدوحة، ومحاولة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل اخذ حماس الى مركب المنظومة الدولية بيد قطر، فيما يرى التيار الآخر ضرورة السباحة مع التيار الدولي المضاد، والحفاظ على علاقة وطيدة مع مصدر الرزق الأساس قطر، وتنفيذ استحقاقات السخاء القطري والدعم المالي، المغدق على الاخوان الكبار بمصر والاخوان بفلسطين !!
لم يزل لسان هنية، فهو يعني جيدا ان الخطاب قبل الأخير لحسن نصر الله الامين العام لحزب الله قد حمل في طياته دعوة لحماس بالعودة الى الركب قبل فوات الأوان، الذي يبدو ان لحظته الفاصلة هو الخطاب الثاني الذي لم يخف فيه نصر الله حجم الخلاف مع حماس – دون ان يسميها - وقوى فلسطينية اخرى، لتؤكد المعلومات الموثوقة من الضاحية الجنوبية لبيروت ان حزب الله طلب من حماس اخلاء مكاتبها وسحب جماعتها من الضاحية معقل حزب الله في بيروت، قبل الخطاب الأخير لأمينه العام الذي اعلن الحرب على خصومه ومعارضية.. ولكن على الأراضي السورية، فطلب من حماس المغادرة، حتى لا تغدر به كما فعلت مع النظام السوري ووقفت مع قوى المعارضة المسلحة بسوريا، حيث تشير معلومات موثوقة أن حماس قد دفعت بأعداد من المحسوبين عليها، او كانوا يوما في جهاز أمن المرافقة التابع لمشعل للقتال ضد قوات الأسد وحزب الله في القصير، وان بعضا من هؤلاء قد قتل والقي القبض على آخرين، قد تكون اعترافاتهم الشعرة التي ستقصم ظهر بعير العلاقة بين حزب الله وحماس، لهذا سارع هنية بإطلاق ما يمكن وصفه بشارة الاستغاثة نحو ايران وحليفها حزب الله لإنقاذ جماعته وقواعده في لبنان، وتلويح بإمكانية تفهم تدخل ايران حزب الله في سوريا، وعلاوة على ذلك الحفاظ على مصدر سلاح لحماس لطالما كشف عنه نصر الله في خطاباته، في «ضربة منية» غير مسبوقة بين حزبين مقاومين كما يدعيان، فحماس اصيبت بخيبة أمل من «تغيير جذري» في مصر لصالحهم بعد صعود الاخوان الى سدة الرئاسة بمصر، والدليل احتفاظ الجيش والمخابرات، بقدرتهم على التحكم بالوضع في سيناء، وتفهم الرئاسة المصرية لاضراب شرطة معبر رفح الذين اغلقوا المعبر احتجاجا على خطف رفاقهم السبعة، حتى ان بعض المصادر تقول ان لدى الشرطة المضربين معلومات مؤكدة حول مشاركة افراد تسللوا من غزة قد اسهموا فعلا في عملية الخطف، ويؤيد هذه المعلومات أن الرئيس مرسي قد طلب من اسماعيل هنية منع قيادات حماس وناطقيها من التوغل اكثر في موضوع اغلاق المعبر اثناء ازمة الجنود المختطفين، حتى أن مصدرا افاد بأن مرسي قد تكلم بلهجة حادة مع هنية، الذي ذهب الى المطالبة بإلغاء كامب ديفيد في محاولة لحرف عيون المتابعين والمحللين والجمهور المصري والمعنيين كالجيش والمخابرات المصرية عن حقائق ووقائع شراكة أشخاص محسوبين على حماس في عملية خطف الجنود، الأمر الذي تسبب بنشوب خلاف في قيادات حماس بغزة تمانع في توتير الأجواء مع مصر، وترفض محاولات الطرف الآخر القيام بأعمال من شأنها إضعاف هيبة الجيش والمخابرات المصرية باعتبارهما عقبة في وجه حماس لتمديد سيطرتها ونفوذها تدخلها في سيناء المصرية.....
وللقراءة تتمة.