ابوعلي شاهين : الحصن الحصين والركن الأمين- عكرمة ثابت
( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ) يا ايها القائد الحي أبدا ، لقد ودعت الدنيا يا "ابا علي" بصمت وهدوء بعد أن غمرتنا منذ طفولتنا بسيرتك البطولية ومسيرتك المفخرة .. فقد مرت السنوات تلو السنوات ونحن نسمع ونقرا ونتحدث عن محطات حياتك الثورية والنضالية منذ الإنطلاقة الأولى وفي إعتقالك الأول وخلال الإنتفاضة الأولى وعند ابعادك الاول داخل قطاع غزة وخلال ابعادك الثاني خارج الوطن الذي لم تغادره بفعلك وحضورك ... سمعناك ورايناك وعاشرناك في عودتك الاولى مع بداية تشكيل نواة سلطتنا الفلسطينية الأولى ... التقيناك وسمعنا افكارك وقرأنا ما خطته يداك خلال عودتك الى رام الله بعد أن أخرجوك من بيتك مكرها بإنقلابهم الاسود ... نعم يا "ابا علي" كم كنت دوما بوصلتنا التي لم ولن تتوقف عن تصويب مساراتنا الوطنية ... كم كنت رائعا ومميزا عندما كنت تتلو علينا في جلساتك ما لم تبخل به رغم البؤس والشقاء والقهر الذي كنت تنتصر عليه بإبتسامتك المأمولة .
إن ودعتنا فجأة فنحن أبدا لن ننساك ... لن نغفل كتاباتك ورؤيتك الفكرية ولن نكل او نمل في تكملة مشوار كنت انت واحدا من المخططين له .. كيف سترحل عنا ولازالت كوفيتك المرقطة تحيط بأرواحنا ؟! ولازلنا نذكر تفاصيل التفاصيل عن تاريخك الثوري الماجد !!! كيف ستغيب ولا زال صدى صوتك وخيال ملامحك يلاصقان العقل والجسد الوطني فينا ؟!!! كيف سننساك ولا تزال ابتسامتك ترتسم بعنفوان على شفاه جيل إنتكب بويل الإحتلال ؟؟!!! ضحكتك .. وجهك المستدير .. نظاراتك الطبية ... لحيتك البيضاء ... قلبك الكبير ..أسلوبك .. صوتك .. بصماتك لن ننساها أبدا .
ابا علي !!! يا من علمتنا أن الإنسان بلا وطن كالتائه في الحياة ، يامن علمتنا أبجديات الصمود وأحرف العطاء والنضال ... يامن علمتنا كيف تنتصر الإرادة المظلومة على جبروت البطش والطغيان.. لقد كنت أيها القائد ولا زلت الفكر المستنير والحصن الحصين والركن الفتحاوي الأمين ... ماذا سنذكر ؟؟ وكيف سننسى ؟؟ نم قريرالعين آمنا مطمئننا - فائزا برحمة ربك ودعاء أهلك ومحبيك - مع من سبقوك من الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
الى هنا لم استطع الاستمرار في الكتابة ... عذرا ايها القائد العزيز ( عبد العزيز شاهين ) فقد سقط قلمي امام شموخك ومجدك وانهمرت دموع الحسرة على فراقك الموجع . انا لله وانا اليه راجعون .