كسر الجمود مبادرة أم أقل - ماهر حسين.
200 رجل أعمال فلسطيني وإسرائيلي تقدموا بمبادرة تهدف إلى كسر الجمود القائم في عملية السلام و قد حث رجال الأعمال في مبادرتهم على إيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي . المبادرة تم إطلاقها في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في المملكة الأردنية الهاشميــــة . وسأتناول هنــــا بعض المقتطفات من المبـــادرة : -تطلق مجموعة من قادة مجتمع الأعمال في فلسطين وإسرائيل نداء" عاجلا" إلى القيادات السياسية لدى الجانبين لوضع حل الدولتين على قمة الأولويات من اجل التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. _لذا فإننا ندعو القادة السياسيين إلى التحرك بجرأة وشجاعة على الفور ،مع ادارك المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم وتقديم رؤية شاملة قادرة على إيجاد حلول لكافة قضايا الحل النهائي وفق إطار المرجعيات المتفق عليها وانتهاء جميع الملفات العالقة وتحقيق سلام عادل يتسم بعلاقات حسن الجوار بين الدولتين. تناولت المبادرة كذلك العديد من النقاط المرتبطة بالجمود الحالي وتصاعد حالة اليأس وخطورة حل الدولة الواحدة وضرورة الحشد والضغط لتحقيق السلام والتوعية به. في الجانب السياسي تم الحديث إذا عن : حل الدولتين – حل القضايا النهائية العالقة – إطار المرجعيات المتفق عليها- تحقيق السلام – حسن الجوار . لا يوجد أي جديد فيمــــا سبق ليقال بان (كسر الجمود) محاولة لفرض حــــل اقتصادي ...إنها مبادرة أطلقها رجال أعمال لـــكسر الجمود وللحث على إيجاد حل نهائي يفتح الباب واسعا" لتعاون اقتصادي لاحقا" لذلك (لم يٌذكر ذلك في المبادرة ولكنه حتما هدف لرجال الأعمال) . إنها مبادرة أطلقهــــا رجـــال أعمال لهم مساهمات في الاقتصاد بكل من فلسطين وإسرائيل ...لم يتفاوضوا على القدس أو حق العودة أو الحدود أو الأمن ..هم دعوا للحل ولم يتفاوضوا حوله لأنهم لا يمتلكوا تمثيل يمنحهم حق التفاوض . سياسيا" (كسر الجمود) مبادرة تدعو للسلام وهذا لا ضير فيــــه ...لو تمكن العمال في فلسطين وإسرائيل من عمل مبادرة تضغط على الحكومات من اجل حل الدولتين ...ولو تمكن قطاع المهندسين والأطباء من فعل ذلك ولاحقا" لذلك الطلاب .. لتمكنا من أن نجعل السلام مطلب شعبي وهدف حقيقي للشعبين . هل يمكن حدوث ذلك ..لا اعلم ....وللأسف لا أرى مقدمات لذلك . هل يمكن للشعبين أن يتفقوا على السلام ...لا أعلم ..وللأسف لا أرى مبادرات كثيرة تعزز من ذلك . هناك ضرورة للوعي بأن السلام والدولتين وحسن الجوار هو الحل البديل والوحيد للصراع العنيف ...هناك ضرورة لنعي بان السلام هو الضمانة للمستقبل وبان القدس رسالة سلام من الله عز وجل لأبناء الديانات الثلاث وليس دعوة للحرب ..فالقدس هي مكان الصلاة المشترك للديانات الثلاث . لا مبادرات تحث على السلام ولا وعي بضرورة السلام وحاجتنا له ولا أفكار دينيه تتجاوز الخلاف للاتفاق وبنفس الوقت جذور الصراع الطويل والحق التاريخي والتحريض القائم والظلم الحاصل بحق شعبنا على أرضه التي يجب أن تكون أرض دولته ...الكراهية التي تعززها مصادرة الأراضي والاعتداء على المواطنين الأبرياء العاملين بأرضهم من قبل مستوطنين يمارسوا سلوك العصابات على أرضنا ...وغياب المبادرات وغياب المفاوضات والأمل باستعادة ما يمكن من الحقوق التاريخية ...كل ذلك سلبي ومٌحبط ويثير الكراهية ويعزز الصراع . (كسر الجمــــود) مبادرة وليست حل ..(كسر الجمود) أراها أقل من مبادرة ..أنها صرخة (سلام) من اجل المستقبل