نموذج الأنا المدمرة .. مشعل يشعل النيران باللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان لينفض غبار شبهة عن حماس !!
- المحرر السياسي لمفوضية الاعلام والثقافة
كان حريا بخالد مشعل الصمت والكف عن دفع الفلسطينيين في مخيمات سورية الى التهلكة ، فهو بتصريحاته الأخيرة حول موقف حماس من النظام السوري يصب الزيت على النار الحارقة لأهلنا ومئات ألآلاف من شعبنا هناك ، ويزيد من حجم مآسيهم ، وكان هجرة 80% من اللاجئين الفلسطينيين من مخيماتهم لا تعني شيئا امام مشعل الذي يحاول تبرير انفصاله عن محور دمشق طهران حزب الله وانضمامه الى محور قطر تركيا والإخوان . فقد استيقظ ضمير مشعل فجأة ليكتشف ان النظام السوري قد مارس الحل العسكري ولم يستمع لنصائحه ، وكأن مشعل نفسه الذي يتحدث عن نصائح للنظام لم يك هو نفسه قائد الانقلاب العسكري على السلطة الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في غزة الذي اسماه بعظمة لسانه الحسم العسكري !!!.
واستعان بشيخ الاخوان يوسف القرضاوي ليفتي له بجواز الحسم العسكري وقتل مئات من منتسبي الأجهزة ألأمنية وكوادر وقيادات حركة فتح حتى انه كان الآلة الدعائية لحماس التي بررت هذه النكسة الجيدة في تاريخ القضية الفلسطينية ، ولم لا فربما كانت عاملا مشجعا لدى جميع العرب لاعمال سفك الدماء في الخصومة السياسية مادامت حماس – التي كانت بنظرهم ( مثالا ) قد شرعنتها ونفذتها على أرض الواقع وبثت وقائع الانقلاب والسحل والقتل من مسافة الصفر على الهواء مباشرة عبر شاشة يحمل للأسف اسم الأقصى !!
لا يحق لمشعل تبرير انتقاله من محور لآخر تحت عناوين مثل :" نحن مع ارادة الشعوب " لأن للشعب الفلسطيني حق عليه وعلى جماعته بحماس بإعادة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني ، وإعادة النظام والقانون وامن واستقرار وكرامة حوالي مليوني فلسطيني بقطاع غزة ، فقوات مشعل العسكرية تختطف هذا الجزء من الوطن بجغرافيته ومواطنيه وتكرس انقساما ضد ارادة وآمال الشعب الفلسطيني ، واغتيالا لمشروعه الوطني .
قد يلقى موقف مشعل ترحيبا من بعض القوى الاقليمية المسرورة الآن لبدء انفراط عقد محور ما كان يسمى جبهة الممانعة والمقاومة ، وقد تحصل حماس على تعويض ل22 مليون دولار التي كانت تحصل عليها شهريا من طهران حسب افادة القيادي بحماس غازي حمد ، لكن على مشعل وحماس ان يعرفا ان موقفها المعلن من الأحداث بسوريا سيؤدي الى خسارة أعداد اعظم من الضحايا ، ودمار افظع تلحق بالفلسطينيين في مخيمات سوريا، ونعتقد هنا ان كل اموال جاذبيه الى هذه المواقف لن تنفعنا حينها .
يحق لمشعل ولحماس التعاطف مع الشعوب وهذا منطقنا كشعب مظلوم ومضطهد من الاحتلال .. لكن لا يحق لقيادي سياسي فلسطيني الخروج عن قاعدة عدم التدخل بشؤون الدول العربية ، فتجاربنا الفاشلة مازالت مائلة ومازلنا ندفع ثمنها ، فكيف لم يستفد مشعل من دروس سابقة ؟! أم ان المال ، أو الحاجة اليه يعمي العقول والأبصار ؟!.
لم توفر السلطة الوطنية جهدا لدعم اهلنا في مخيمات سوريا والشعب السوري الشقيق الا وفعلته بتبرعات ذات صبغة انسانية محضة ذهبت الى الفلسطينيين والسوريين المنكوبين على حد سواء ، وهذا موقف انساني مشروع لا يختلف عليه اثنان ، لكن حماس ان كانت قد كسبت ود جماعة الاخوان وقطر ، فإنها قد جلبت لشعبنا بهذه المواقف المعلنة بمبررات واهية بلغت مستوى الدجل السياسي ، مواقفا عدائية جديدة ستظهر عليه بين الحين والآخر بشكل انفلات امني في مخيمات لبنان ، وويلات جديدة تنفثها نيران المعارك بسوريا . فبدا مشعل كمن يشعل النيران بم~ات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان لينفض غبار شبهة مواقف جماعته من الأحداث في سوريا ... انه نموذج لقيادة " الأنا " المدمرة .