رسالة الى رئيس الوزراء المكلف- عكرمة ثابت
معالي رئيس الوزراء د.رامي حمدالله – ابو الوليد – حفظه الله
رسالة طازة وقبل ما تقعد عالكرسي
تحية فلسطينية بإمتياز ...
أعرف انك الان في طريقك الى مسقط راسك بعد ان نلت شرف التكليف الصعب كقائد موثوق بك لخوض معركة – ان لم تكن معارك - ضارية ، ثلثيها بلا شك مرتبطة باوضاع ابناء شعبك المريرة ومزاجهم الوطني والسياسي والأمني والإقتصادي الصعب ... القادم عليك بالتاكيد ليس سهلا وليس له علاقة لا بمنصب ولا جاه ولا برستيج فانت بلغت من المناصب ما أهلك لأن تكون في صف من يعتلون القمم ، وأنت أيضا شخصية مرموقه لها جذورها الممتده في السهل الساحلي وفي اشجار برتقال يافا وتاريخ فلسطين القديم ، أثبت قدرتك ومقدرتك في كل المواقع التي شغلتها بعرق الجبين ومضيت في دروب كان شعارك فيها ان لا للعشائرية ولا للقبلية ولا للفئوية ولا لتعدد الجنسية ... مع الطلاب كنت معلمهم ومع المعلمين كنت عميدهم ووسط جموع الشبيبة كنت بوصلتهم الصامتة ... نعرفك ونعرف امتدادات روحك الطيبة ... عاشرناك وسمعناك بلغتك الانجليزية المتقنة وخطاباتك العربية الأصيلة ... سرنا معك وخلفك في ظروف ابيت ان تبوح بها .... هكذا انت " ابا الوليد " وهكذا ستبقى من الوريد الى الوريد .
أعرف أنها لم تكن رغبتك الشخصية وانك فكرت طويلا وغصت بالأعماق كثيرا ، فالمهمة شاقة والسير بهذه المرحلة مرعب ومخيف ، الالغام السياسية والداخلية والإقليمية والدولية منتشرة بلا حساب ، مرحلة من اصعب المراحل لك شرف الرجولة بأن تختار لتكون بطلها !!!! الحكومة ليست كالجامعة والمهام ليست أكاديمية بحتة والسياسة اه من سياستها !!!!
والدبلوماسية فيها من الحنكة وفن الإدارة اكثر بكثير مما أنت فيه من الأخلاق والطيبة !!!! من كل قلبي ومن قلوب كل من عرفوك وعاشروك وتتلمذوا على يديك ندعو لك بالنجاح والتوفيق ونأمل أن يلهمك الله في إختيار فريق الوزراء كي يساندوك لا كي يستوزروا فيفسدوا جذوة العطاء والإخلاص المتقدة فيك ، لتراهم بعد استوزارهم يخذلوك !!!!
وفقك الله معلمنا وحبيبنا وفخر العلم المزروع فينا ... وتاكد اننا لا نسعى اليك في شيء لأنفسنا بقدر ما نأمل منك أن تشفي غليل هم ويأس قتل الروح والنفس فينا ... فإلى علياء العمل المخلص صعودا حتى دولتنا الفلسطينية وقدسنا العتيدة إمضي ... إلى فلسطين التي نحلم بها ويحلم بها أسرانا بحكمتك ووفائك إمضي ... نحو وحدتنا الوطنية وسيادتنا الجغرافية والسياسية والنضالية والامنية إمضي ... نحو حلم الشهداء وشهيدنا الخالد ياسر عرفات " ابو عمار " إمضي ... نحو الفعل الصادق ضد الفاسدين والمفسدين إمضي اسدا ولا تخشى بالحق لومة لائم .