هكذا نستطيع أن نحدث فرقاً!- د. صبري صيدم
قبل أيام قليلة عدت من قطاع غزة بعد جولة جديدة هناك من جولات الأمل التي يصنعها نشامى هذا الوطن. لكن هذه الزيارة لم تكن كسابقاتها لإنني رأيت ما يسمع عنه كثير من الناس من معاناة سأخصص لها مقالاً آخر وما رأيت ولمست أملاً لم يحبطه الانقسام ولا سطوة المحتل.
في جولة الخير هذه كانت شركاتنا الوطنية ومؤسساتنا القديرة وجمعياتنا العزيزة حاضرة بتآلف غير مسبوق بين كامل القطاعات الفلسطينية الأصيلة من أجل أن يخلقوا بعيداً عن التهويل والتضخيم قطرة هي بإذن المولى أول الغيث.
أولى المحطات كانت مع اتفاقية توفير 500 جهاز حاسوب للأطفال الذين هدمت أو تضررت مدارسهم بفعل الحرب على غزة بحيث تقوم مؤسسة شركاء من أجل التنمية وعبر مشروع نت كتابي وبالتعاون مع اتحاد شركات أنظمة المعلومات بإتاحة هذه الحواسيب عبر مراكز الهلال الأحمر الفلسطيني المختلفة بقطاع غزة.
هذه الأجهزة التي سلمت بالمناسبة رسميا للهلال الأحمر لم تكن لتتاح لولا الدعم المادي المقدم من قبل بنك فلسطين وشركة الاتصالات وشركة الوطنية موبايل وشركة باديكو القابضة وشركة المقاولون المتحدون CCC وصندوق الاستثمار بالإضافة إلى شركة إنتل العالمية ومؤسسة شركاء من أجل التنمية ووكالة الغوث والهلال الأحمر الفلسطيني وكل الجنود المجهولين من شباب الطواقم التنفيذية لمؤسسة شركاء من أجل التنمية المستدامة واتحاد شركات أنظمة المعلومات الذين سهّلوا المهمة وأتموا المطلوب بصورة مشرفة وحضارية.
ثاني المحطات كانت مع اتفاقية جمعت بين مؤسسة التعليم من أجل التوظيف والجامعة الإسلامية واتحاد شركات أنظمة المعلومات بغرض تدريب عدد واسع من خريجي الجامعة وتوظيفهم حيثما أمكن.
ثالث المحطات كانت مع اتفاقية مماثلة مع جامعة الأزهر تحت عنوان العمل هو الأمل والبحث عن العمل هو العمل بحد ذاته.
هذا الجهد المبارك الذي اجتمعت فيه وعليه شركاتنا ومؤسساتنا وجمعياتنا العزيزة لا ينسب لشخصٍ بعينه وإنما لفريق من الغيارى الذين وفروا المال لدعم هذه المبادرات إضافة إلى مجموعة من الشباب الكرام والكريمات الذين واللواتي لم يقصروا في الترتيب والمتابعة.
هذه الروحية التي جمعت المؤسسات الوطنية بهذا الجهد يجب أن تكون المنصة الحاضرة دائماً في مسيرة العمل التنموي والمسعى الأصيل لإدخال التكنولوجيا وتطوير المسيرة التعليمية واستنهاض المجتمع باتجاه تطوير إنتاجه المعرفي وإكسابه الخبرة اللازمة وصولاً لتحفيز الريادة في مجتمعنا الفلسطيني.
المال الفلسطيني التنموي والمتحالف والمتآلف والقادر على التجانس وتنسيق الخطى يجب أن ينطلق ويُشجع ويُقدر باتجاه النهوض بهمم شبابنا وإيصالهم بآخر التقنيات وتطوير أدائهم المعرفي وفي هذا ثورة في مجتمع اشد ما يحتاجه هو الصمود والحضور العالمي النوعي وفرض الشخصية المعطاءة التي لا يحد من طموحها أي حدود.
هكذا نستطيع أن نحدث فرقاً..
s.saidam@gmail.com