فلسطين.. مبروك- عيسى عبد الحفيظ
حصلت فلسطين على اعلى الاصوات في الانتخابات الاخيرة للاتحاد الدولي للصحفيين. هذا الخبر السعيد يأتي في وقت عصيب، فبقدر ما ننجزه من تقدم معنوي على الصعيد الدولي، يشهد الوضع الميداني تعثرا كبيرا وصل الى درجة انقطاع الامل في الوصول مع ادارة الاحتلال الى شبه توافق على كثير من القضايا وليس الاستيطان اولها وآخرها.
لمن لا يعلم فليس هناك نصر او تقدم او نجاح دون مقدمات وارضية تاريخية حافلة بكل اشكال النضال والتضحيات. وكما قال قاهر الامبريالية الفرنسية والاميركية الحديثة الجنرال جياب «ان النصر النهائي هو محصلة انتصارات جزئية صغيرة لكنها متراكمة» واننا اذ نهنئ انفسنا اولا كشعب فلسطيني ونهنئ الاخوة في قيادة النقابة وفي مقدمتهم الاخ عبد الناصر النجار، لا بد لنا من استحضار هذه المسيرة النقابية التي مهدت الطريق الى وصول نقابة الصحفيين الى ما وصلت اليه، لعلنا نصل بكل نقاباتنا الى هذا المستوى العالمي، خاصة ان رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين مروان عبد الحميد، قد انتخب كرئيس لاتحاد المهندسين العالميين بعد مشوار طويل في العطاء والمثابرة على نسج العلاقات وتقويتها منذ عشرات السنين، اي منذ اواسط السبعينيات.
وايضا الاخ عبد الله عبد الله انتخب نائبا لرئيس اللجنة السياسية للجمعية البرلمانية للدول الاورومتوسطية والبالغ تعدادها 43 دولة.
وعودة الى النقابة التي اعيد تشكيلها هنا في الوطن بعد العودة حيث كان الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين يضم بين دفتيه الكتاب والصحفيين، هذا الاتحاد الذي كان له صولات وجولات على المستوى العربي والدولي وان لم تخني الذاكرة الذي ترأسه الكاتب والمناضل الراحل ناجي علوش، ومن بعده الاخ يحيى يخلف، ثم الاخ احمد عبد الرحمن ولا ننسى هنا دور الاخت مي صايغ ومحمود درويش ورشاد ابو شاور، واحمد دحبور، وفيصل حوراني، وخالد مسمار ونبيل عمرو، وغيرهم الكثيرين. الى ان وصلنا الى تفاهم بفصل الكتاب عن الصحفيين، ليحمل الاتحاد اسم نقابة شهدت تحسنا ومهنية عالية اذا ما قيست بالفترة السابقة وما شابها من مثالب، ادت الى انقطاع الكثيرين عن الانتساب وخسرنا عددا لا بأس به من الكوادر التي نتمنى بعد هذا الفوز ان يحتضنهم مقر النقابة ليساهموا في تطويرها نحو الافضل خاصة ونحن نعيش عصر العولمة والانفتاح الاعلامي والتكنولوجيا المرعبة، ما يجعل من الاعلام والصحافة امرا حيويا في كل القطاعات وخاصة السياسية منها.
لعبت النقابات دورا اساسيا ومميزا في تمكين م.ت.ف من الظهور والصمود وتجسيد وحدانية وشرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني وليس أدل على ذلك من دور الاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وبقية الاتحادات من مهندسين، وفلاحين، وعمال، ومعلمين، وفنانين، واطباء وصيادلة، مما حدا بقيادة م.ت.ف لتكليف عضو لجنة تنفيذية بتولي مسؤولية دائرة كاملة هي دائرة التنظيم الشعبي.
كما قدم الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين عددا من القيادات التي تتولى وتولت مسؤوليات كبيرة في اجهزة المنظمة الثقافية والاعلامية والدبلوماسية والسياسية، فقد قدم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين ايضا، بالاضافة الى ما قدمته هاتان النقابتان من شهداء سقطوا اثناء المسيرة وهم يمتشقون القلم بيد والبندقية باليد الاخرى. ويكفي ان نعلم ان الشهيد ياسر عرفات كان اول رئيس للاتحاد العام لطلبة فلسطين في القاهرة في اواخر الخمسينيات.
هنيئا لنقابة الصحفيين رئيسا واعضاء مجلس واعضاء، وهنيئا لفلسطين هذا النجاح، ونرجو ان تتوحد بقية النقابات تحت سقف واحد هو سقف فلسطين، لنستطيع التقدم امام كل اتحادات ونقابات العالم، وحدة واحدة مدعومين برصيد شعبنا النضالي الحافل وبطاقات شبابنا الخلاقة لننتزع الصفوف الاولى في كل المحافل، وهذا ليس كثيرا على فلسطين وشعب فلسطين الذي عانى ويعاني من ابشع واطول احتلال حديث، فالريح الى جانبنا في هذا الخضم المتلاطم وما علينا فقط سوى توجيه الاشرعة في الاتجاه الصحيح، ومرة اخرى مبروك.