جدلية الحرب الطائفية ....-الأسير ماهر عرار- سجن النقب الصحراوي
أفترض جدلا أن أيران وحزب الله يجران المنطقة لحرب سنية شيعية وأن التورط الدامغ لهم فيما يجري في سوريا ،يمثل شرارة أندلاع هذه الحرب المقيتة. مع ذلك وفي سياق تواتر ردود الفعل العربية السنية سيما ما أفض أليه مؤتمر هيئة علماء المسلمين المنعقد في القاهرة بتاريخ 13/6،والذي أنتهت أعماله ألى الدعوة لمواجهة المد الشيعي والغزو الفارسي على أرض سوريا .
في هذا السياق ينبغي أن نقف وقفت مسؤولة وقفت عقلانية بمنأى عن عقلية ونمطية ثقافة القطيع ،وذلك من خلال البحث في مدى أنعكاس فتوى هيئة العلماء ومدى قدرتها على تقليل الخسائر البشرية والمادية في حاضرة العرب، سيما مدى فاعلية هذه الدعوة في أحتواء الحرب وتأثيرها في موازين وحسابات الهزيمة والأنتصار، لذا نسأل جدلا بعد أن نسلم في حتمية أن أيران جهة باغية وتورطها مدان بكل المعاير،هل هذه الفتوى ستضع حدا لهذه الحرب الشعواء، وتحقن دماء المسلمين وتردع الغزو الفارسي وترده ألى نحره؟(في غياب تعبئة ممنهجة) أم أن هذه الفتوى تمثل حقيقة عود كبريت مأكسد لهذه الحرب ،بمعنى أخر كمن يصب الزيت على النار ؟
وبالتالي الدفع بأتجاه المزيد من أراقة الدماء والنفخ في نار الفتنة الطائفية وأشعال لهيب بذور فتنة قد يبدو من الممكن معالجتها بحكمة وبصيرة دينية وسياسية ،ولربما في هذا المقام تجدر الأشارة ألى قرارات مجلس التعاون الخليجي المتمثلة بتجفيف موارد حزب الله وأيران في دول الخليج،كقرارات سياسية معقولة وأكثر جدوى وفاعلية وتأثير على حزب الله وأيران ،من فتوى الجهاد بأسم الدين في حرب بائسة لن تزيل أيران أو حزب الله عن الخريطة بقدر ما ستطيل هذه الحرب وستأجج نارها لتمتد لطوق المنطقة الجيو طائفي(لبنان سوريا العراق) ،وهي حرب على أرض العرب وحضارة العرب وبالتالي الخاسر هم العرب .
بين تدخل حزب الله وتورط أيران ،مثلت فتوى علماء المسلمين ،شرارة الأنطلاق الفعلي للحرب الطائفية بأسم الدين بفتوى من نخبة العلماء ،حيث أن أندفاع حزب الله وايران في التورط بهذه الحرب فرض على الجانبين فاتورة باهضة الثمن سياسيا وجماهيريا،معنى ذلك أن فحوى الفتوى يمثل طوق النجاة لحزب الله وأيران، الأمر الذي يمثل شرارة أنفجار بركان الطائفية في المنطقة ،بين معسكر السنة ومعسكر الشيعة في جدلية تدميرية مقيتة متطرفة لن تبقي ولن تذر في بلاد المسلمين والعرب، وبالمناسبة ثمة حتمية لا جدال بشأنها حول نهاية هذه الحرب ،تتمثل في حقيقة أن لا غالب ولا مغلوب في مبتدأ الحرب ومنتهاها،أذ ينبغي التأكيد بما لا يدع مجالا للشك أن أيران وحزب الله والشيعة مكون سياسي وديمغرافي وجغرافي يستحيل تدميره أو تجزئته،والأمر سيان بالنسبة للعرب السنة الذين يشكلون مكون سياسي وقومي يستحيل تشيعه أو تدميره ،بكلمة أخيرة معادلة السنة والشيعة هي معادلة تاريخية أثبت التجربة أستحالة أنتصار طرف على أخر أو قدرة طرف على نفي الأخر .
أذن مرة أخرى نقف أمام سؤال الحقيقة ما جدوى فتوى هيئة علماء المسلمين ،في معركة نتيجتها معروفة سلفا ،وثمنها معروف مسبقا؟ ....