مـرة أخرى ... ما بقي من حمـاس وما بقي لها في ذكـرى عارهـا وبعـد الـذي يتكشـف عنها - حسني المشهور
تمر بنا في هـذه الأيام الذكرى السابعة لأيام العار الذي ألحقته بنا حماس بانقلابها على فلسطين الوطن والهوية والعهدة العمرية ... نستعيدها والأيام تمضي وتكشف عـاراً بعـد عـارٍ بعـد عـار لقيـادات حماس التي خدعتنـا وخدعـت الفلسطينيين وجزءً كبيراً من أبنائها عندما تاجرت بشعارات التحرير لفلسطين من البحـر إلى النهـر ... ومازالت تتواصل سنوات هـذا العـار الذي يلاحق الفلسطينيين وإن كـان لا يـُعيبهم ... وخلال هـذه السنوات انكشـف وينكشف ... وهناك ما هو أكثر في طريقه إلى الانكشاف ليقـول لنـا حقيقة الإنقلاب العـار وأهدافه الحقيقية وأنه لم يكن أبداً بسبب فساد في السلطة ولا بسبب انفلاتات أمنية كانوا وحلفاؤهم جزءاً مهماً من صانعيها ... بدأ ينكشف ويتأكد أن تنفيذ جماعة الإخوان له لم يكن سوى حلقة من حلقات لتواطؤ متعدد الأطراف تورطت فيه قيادات هذه الجماعة وبدأ العمل عليه منذ 1996 ليتبلور بعد غزو العراق عام 2003 ثم يوضع موضع الاختبار منذ 2004 ؛ وانتهزت قيادة جماعة الإخوان وحماس عقيدة الرفض والعزوف من أبناء شعبنا عن حوارات الدم لتقوم بحقن جـزءً مهماً من شبابنا الفلسطيني في حماس وغيرها بفتاوي الوجوب والجواز لحوار الدم بين الأخوة والأهل وجعلت من قتلهم لبعضهم جهاداً وباباً من أبواب الجنـّة ؛ وتم توريطهم بعد ذلك ليقوموا بتنفيذ انقلابهم الدموي في غـزة 2007 لإنتاج سلطة للحكم يتـم تقديمهـا لأطراف التواطؤ الأخرى وفي مقدمتهم الأمريكان كنموذج لقدرتهم على الحكم والوفاء بالتعهدات إن تـم تمكينهم من الحكـم في أماكن أخرى من بلاد العرب والمسلمين !!! نعيش هـذه الأيام الذكـرى السابعة لأيام العـار الذي ألحقته بنا حمـاس بانقلابها الدامي على فلسطين الوطن والهوية والعهدة العمرية ... نعيش لـنرى وترينا الأحداث والوثائق أبعـاد ما تورطـت فيه ؛ وأرادت قياداتها السامعة والمطيعة لقيادة جماعة الإخوان أن تورط شعبنا فيه ... نراهم اليوم ونرى مـدى تورطهم في التعدي على السيادة المصرية ... نراهم اليوم ونرى مدى تورطهم في الأزمة السورية وما الحقوه هم وبعض الصغـار بأهلنا ومخيماتنا في سوريا ... نراهم اليوم ونرى مدى سمعهم وطاعتهم لقيادات جماعة الإخوان المطالبة بالتحالف الاستراتيجي مع الأمريكان والناتو ... نراهم اليوم ونرى مدى استقلاليتهم وهم يعقدون أهم اجتماعاتهم في الدوحة المحمية بأكبر قاعدة للأمريكان في المنطقة ؛ ولكننا لم نرى كيف تطهروا من النجاسات التي ألقتها نفايات الطائرات الأمريكية على ذقونهم وعمائهم ... نراهم اليوم ونرى مدي قلقهم من انقلاب المستضيفين الجدد لقياداتهم ؛ وحجم الإملاءات عليهم من هؤلاء المستضيفين ... نراهم اليوم ونرى كيف يمنعهم سمعهم وطاعتهم لقيادة جماعة الإخوان من العودة إلى أهلهم وشعبهم يستظلون بظلهم وبظل الوطن ... نراهم اليوم ونرى مدى اضطرابهم وخوفهم من كشف الوثائق والتفاهمات لمن كانوا متحالفين معهم وانقلبوا عليهم ... نراهم اليوم ونرى مدى اضطرابهم وخوفهم مما يـُدفعون إليه ليشتبكوا بالـدم مرة أخرى مع أهلهم في غزة والضفة ومخيمات الشتات ... نراهم اليوم ونرى ونرى ونرى ... وسنرى ما سينكشف أكثر في قادم الأيام !!! قيادات حماس اليوم السامعة والمطيعة لقيادة جماعة الإخوان تـُدرك أنها أصبحت حذاءاً في قـدم خيرت الشاطر وعصام الحداد مستعدون لخلعه على أبواب البيت الأبيض إن قبل بهم ساكن البيت ... وتـُدرك أنها أصبحت ورقه ابتزاز في يد الساكنين في المقطم يـُهددون بهـا من أوصلوهم لقصر الاتحادية من عجم وعرب !!! في الذكرى السابعة لعارها الذي أصـابنا وإن كان لا يـُعيبنا ... فما الذي بقي مـن حماس ؟؟؟ وما الذي بقي لـهـا ؟؟؟ : اليوم وبعد ما جرى ويجرى في بلدان الحريق العربي ... هل أدركت قيادات حماس أن جماعة الإخوان دفعهتم لخطيئتهم وفعلتهم الدامية عام 2007 في غزة لكي يقيموا لها نموذج الحكم المسيطر القادر على تنفيذ ما يتعهدون به لمن سيساعدونهم في الوصول إلى الحكم ؛ وقدرتهم على البطش بكل من يقف في وجه الوفاء بهذه التعهدات ... هل أدركت قيادات حماس معنى أن تقول الدوحة أن حماس لم تعد حركة مقاومة ... هل أدركت قيادات حماس لماذا أصبحت يوميات السلوك والأفعال التي كلفوا بها في غـزة منذ اليوم الأول لخطيئتهم الدامية وحتى اليوم دليل عمل ( كتالوج ) لسلوك وأفعال الجماعة في البلدان التي وصلت فيها إلى الحكم أو المشاركة الفاعلة فيه ... هل أدركت قيادات حماس أنهم أمروا بارتكاب خطيئتهم الدامية في غزة ليكونوا مشروعاً تجريبياً لحكم جماعة الإخوان وقدرتها على الإلتزام بالوفاء بطلبات الداعمين لوصولهم إلى الحكم ... وإذا لم يدركوا ذلك بعـد فكيف يفسرون إجبارهم على الصمت أمام الإعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة ... وكيف يفسرون هذه الإعلانات المتكررة عن الإلتزام والحرص من قيادة جماعة الإخوان على اتفاقات كامب ديفيد التي قتلت جوهر عقيدتكم القائلة بفلسطين من البحر إلى النهر وانها وقف لا يجوز لقائد مسلم أن يتصرف فيها أم أن التمنيات بر غد العيش لشعب إسرائيل كماسماه أحد القادة المهمين من جماعة الإخوان والمتربع الآن على راس الدولة المصرية في رسالته الشهيرة لشمعون بيريز ... وإذا لم يدركوا ذلك بعـد فكيف يفسرون موقف رأس الدولة المصرية بالأمس تجاه سوريا وهو يستدعي التدخل العسكري الأجنبي ضدها ... أم أنكم اليوم دخلتم في حلف للفضول جديد يجمعكم مع قيادات جماعة الإخوان تحت قيادة الأمريكان وحلف الناتو متغافلين أن الأمريكان وحلف الناتو هم من صنع نكبتنا ويدعم احتلال الكيان الصهيوني لأرضنا ويتعامى عن جرائمه ضدنا !!! فما الذي بقي من حماس ؟؟؟ وما الذي بقي لها ؟؟؟ بعد أن زرعت قيادات حماس فينا نحن الـفلسطينيين في سبعة أعوام ما لم يستطع زرعه غُلاة المستعمرين والمستوطنين والمتصهيين في مائة عام ... قيادات حماس بسمعها وطاعتها لجماعة الإخوان جعلت الأم الفلسطينية تاج أمهات الدنيا تقف مكسـورة القلب بين اثنين من أبنائها وهي تناديهم فيردون عليها بلسانين لا تفهم بهمـا ، ولا تعلم شيء عنهما ، ولا سبب استمرارهما بهذا الرطن ... قيادات حماس بسمعها وطاعتها لجماعة الإخوان جعلت الأم الفلسطينية تجلـس بـين قبرين لاثنين آخريـن من أبنائها ولا تجرؤ على نـعتهمـا بـالشـهداء ، ولا على الـفخر بهمـا .... وبعـد هـذا فـمـا الـذي بقي من حماس ؟؟؟
وما الذي بقي لـهـا كـي تفعلـه غـير الـمـديح لـصـاحب غرض من أجل تصريح يُبقي على نعتها بحركة مقاومة ، وما الذي بقي لـها كي تفعله غير التلطي وراء قولٍ لمن يرى في البوح باسم فلسطين اسـتجـلاب لمصـلحة تخصه أو تخص بلاده ، ومـا الـذي بـقي لـهـا كـي تفعلـه غـيـر أن تـكـون مـاءً يغـسـل بـه الآخريـن نجـاسـاتهـم في بـلاد الـعـرب ؟؟؟ وحارساً لجباة الـعوائد من أنفاق التهريـب !!!
شيء واحد هو الباقي لقيادات حماس ولا شيء غيره ... هو الرهـان على التسامح وسعة القلب والصدر والقدرة على العفو المتأصلة في شعبنا الفلسطيني والتي ورثها عن أنبيائه وحرص على التمسك بها ... شيء واحد هو الباقي لقيادات حماس ولا شيء غيره هو الإفادة من هذا الرهان والعودة لهذا الشعب والدخول الجاد في المصالحة لتصنع معه المستقبل الذي حلم به وضحّى من أجله الشهداء والجرحى والأسرى وحلمت به وفاخرت أمهاتهم وأمهاتنا ... ادخلوا هذا الرهان لنستكمل معاً نموذجنا الإنساني والقدوة لكل الشعوب المظلومة والمستعبدة ... ادخلوا هذا الرهان لتتخلصوا من عبوديتك الجديدة لأنه لن يحرركم منها إلا شعبكم ... واللبيب من بوتين ومن تمـرد يفهم !!!
الـمـرء عــدوٌ لـمـا يـجهــل ... أللهـم نـسـألـك الـعـفـو إن كـان فيمـا أقـولــه جهــلاً ... و نسـألـك أن تجعـل من كلامنـا هـذا كـلام الـمتـطـلّـع لأحـد الأجـريـن !!!