شكرا جزائر ......كرموا النجار- الصحفي رمزي نادر
في زحمة المشاعر وزهوة الفوز دوما ننسى من يستحقون التقدير ويكونوا جديرين فيه باستحقاق أو على الأقل لا نشكرهم كما يتوجب أو كما يستحقون ومع الأسف نحن اعتدنا تكريم الأموات وكأن فضائلهم لا تظهر إلا برحيلهم عنا رغم أن تكريم الأحياء أيضا حافز لمزيد من التميز وقيمة للوطن ودفع للطاقات وإبراز مواهبنا للعالم فان صنع العظماء والمشاهير والنجوم حرفة لم نتقنها بعد رغم الكم الهائل من المواهب التي نملكها ورغم القيمة التي سيضيفها هؤلاء للوطن وخدمة القضية .
من هؤلاء العظماء المتناثرين على امتداد ثرى الوطن والتي لا تقل قيمتهم عن قيمة هذا الثرى الغالي صوت الجنوب الهادر ابن فلسطين الفنان جمال النجار المنحدر من أسرة مناضلة فهو الثائر ابن الثائر وخاله أبو يوسف النجار امتلك موهبته الفنية منذ صغره فتتلمذ في الابتدائية على يد أستاذه للموسيقى عباس خضر ورغم تنقل الفنان في معسكرات الثورة التي شارك فيها إلا أن ذلك لم يحول بينه وبين تنمية موهبته فتعلم العود الذي شدا عليه أروع الألحان وغنى لشعراء فلسطين حاملا معه هم قضيته وإيصالها إلى العالم كسفير حر في كل البلدان التي تنقل فيها في الشرق والغرب .
فناننا الملحن جمال النجار مثقف أكاديمي اشرف وشارك معظم الاحتفالات الوطنية التي أقيمت في أراضي السلطة الفلسطينية وحامل لقب سفير الأغنية الفلسطينية وجواز سفر دبلوماسي من الرئيس الخالد ياسر عرفات كما كرمه الرئيس محمود عباس وحاصل على أكثر من خمسين جائزة تكريم مختلفة كما ترجم النجار بالغة التي يفهما العالم كله لغة الموسيقى بألحانه التي عزفها أوتار عوده معاناة شعبا وطموحه ,فشدا في الشرق والغرب للأرض المغتصبة وللأسرى والشعب ومدن فلسطين كما ألهب حماسة شعبنا في كل عدوان تعرض له فهو صاحب ارمي على من السما ما يهمني نارك فكانت صورته تلازم مراحل ومحطات مهمة في تاريخ ووعي شعبنا .
وهو صاحب على الكوفية التي شدا بها محبوب العرب على مسرح العرب أيدل والتي تعد أهم الأناشيد الوطنية والتي حركت مشاعر شعبنا والعرب, كما يعد الأب الفني الذي صقل موهبة النجم الصاعد عساف وتبناها وأول من دفع به للظهور على العلن ولازمه فان جمال النجار يستحق أن يكون الآن تحت الأضواء ويكرم كما ينبغي فهو بحق مدرسة عطاء ووفاء فكان الفنان المناضل والملحن الأصيل .
وفي سياق لا يبعد عن سابقه هناك دول وأشخاص ومؤسسات يستحقون فعلا الشكر والتقدير ففي الوقت الذي نعبر فيه عن امتنانا العميق لكافة الدول العربية وجالياتها التي أسهمت في تحقيق فوز نجم فلسطين عساف فإننا نخص بالشكر والتقدير دولة الجزائر التي اعتبرت عساف كأحد أبنائها وممثليها فقامت بدعمه بكل ما يلزم من اجل دفعه للفوز فكان حضور عساف في الإعلام الجزائري لافت كما هو حضوره في الإعلام الفلسطيني .
ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد لدولة الجزائر دعما ومساندة لشعبنا وقضياها الوطنية ولكنه من المواقف اللافتة التي أبرزت عمق العلاقة والإحساس بالشعب الفلسطيني حتى في أدق التفاصيل حيث كانت الجزائر من الدول الرائدة في دعم ثورتنا والراعي لها أيضا كانت رائدة في تبني قضية الأسرى التي تحتل مساحات واسعة في الإعلام الجزائري وهي من الدول القليلة التي أوجدت ملاحق خاصة تهتم وتعرف بقضايا الأسرى كأحد قضاياه القومية فبنفس القدر والامتنان نقدم شكرنا لهذه الصحف والجرائد العربية الجزائرية الأصيلة منها صحيفة الأحرار وجريدة الشعب وغيرها من الصحف الجزائرية الحرة .
ومازلنا لا ننسى ما قام به الإعلام الجزائري من تكريم للقائد الوطني الكبير أبو علي شاهين ونشر سيرة الراحل وتاريخه ونضاله بمساحات واسعة على صدر صحفها ومجلاتها وبالطبع فان هذا الجهد الرائع يقف خلفه جنود فلسطينيين مجهولين امنوا بقضاياهم الوطنية فعلموا بكل جد وجهد لإيصالها وإبرازها وهم نموذج يحتذي فيه في العمل والقدرة على وضع قضايانا الوطنية في مواضع هامة وتحت الضوء العالمي والعربي هؤلاء الجنود الذين أيضا يستحقون الشكر والتقدير هم سفارتنا في الجزائر التي شكلت نموذج رائع ونخص بالذكر فيها الأخ عز الدين صالح (خالد) الذي عمل كشعلة دائمة الاتقاد من اجل قضايانا الوطنية وعلى رأسها قضية الأسرى .