عساف ليس أغنية وليس بصاروخ ...- محمد حنيحن
الكلام بات متكررا عن محمد عساف الموهبة الفذ والصاروخ الفلسطيني.. بات يتكرر أيضا إن هذا الصوت الفلسطيني والعربي لن يتكرر لا من خمسين ولا لخمسة مائة عام... من هو عساف ولم كل هذا الانبهار والشد وكل هذا المد .. لم كل هذا الاحتفاء والاهتمام بالظاهرة الفلسطينية العربية العسافية التي تناولتها مئات الصحف العربية والعالمية؟ عساف بالوسيلة المغناة كان حالة تحدي ليس لمطرب او موهبة بل كان حالة تحدي وطني لشعب بكاملة ذاق أقذع ويلات الاحتلال والتهجير والاعتقال .
شعب لازال يرزح تحت نير احتلال هو الأبشع والأسوأ والأقذر والاحتلال الأخير على وجه الكرة الأرضية..شعب أكد بتحديه مساواته بباقي شعوب الأرض التي تفرح وتسعد وأكد أيضا أن العذاب صفة ستزول بزوال الاحتلال..
عساف تناولته الصحافة العبرية بكافة..وصفة الصحفي ميخال أهروني في صحيفة معاريف- (الجمهور أحبه. العالم العربي عانق بحرارة هذا الشاب.
وابتداء من يوم أمس لم يعد محمد عساف الفائز الأكبر في "أرب آيدل" بل أصبح رمزا: رمز لمن لا يتنازل، ولا يسمح لأي جدار أو سور أن يوقفه.)
ولنفس الكاتب الإسرائيلي يقول في ذات المقال(في خطابه بعد التتويج أهدى فوزه إلى الشهداء الفلسطينيين والسجناء. والتف بالعلم الفلسطيني، ما جعله في نظر الجمهور الإسرائيلي عدوا وحشيا. ها هم مرة أخرى يمجدون ويقدسون الكفاح المسلح. ها هم الفلسطينيون العطاشى للدماء. هكذا يعلمون أطفالهم، أولئك الفلسطينيين، ليكرهوا ويقتلوا.)
الحقد الصهيوني يستمر وهو أشبه بالنار المستعرة لا تدع ولا تذر.. كيفلا وعساف قال لوسائل الإعلام لو خيرت بين الفوز بمحبوب العرب او إطلاق سراح الأسير العيساوي سأكون في صف الأسرى..
نقول نحن طلاب حياة وأمن وأمان وراحة بال فهل في مطالبنا خيانة وإرهاب.. وفي ذات الوقت نؤكد للغاصب المحتل ان الكل الفلسطيني يمكن في لحظة ان يكون مشاريع شهادة في سبيل الحرية والتحرير والعودة والاستقلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس العربية وهذا ما كفلته لنا القوانين والأنظمة الدولية في حقنا وحق الشعوب بمقاومة الاحتلال ..
الحالة العسافية هي حالة شعب اثبت ان الأرض الفلسطينية المصادرة و
المحاصرة بتتكلم وبتغني عربي.. واثبتت هذه الحالة توق الفلسطينيون" لبطل
وطني اسمه وعمله ينطويان على الفرح، والنجاح والحياة، وليس الحزن،المعاناة والفشل". حالة حازت على اكثر من 67 مليون صوت عربي استمعوا سوية الى صوت الحق الفلسطيني ..
الظاهرة العسافية هي الآن محط دراسة للمحللين السياسيين العالميين والإسرائيليين؟ يديعوت احرنوت قالت في مقال نشرته امس (أدرك أبو مازن فورا انه عثر على طاقة كامنة ناجحة. فكيف يمكن عدم إرسال رسالات قصيرة تؤيد نجما وسيما في الثالثة والعشرين من عمره يسكن في مخيم اللاجئين خان يونس، وأصبحوا يسمونه ‘توم كروز الفلسطيني’. إن له صوت جرس وهو يعرض أغاني تتحدث إلى كل واحد في العالم العربي... كان يكفي أن يصعد إلى المسرح ويلف نفسه بالكوفية الفلسطينية. فهو يؤثر في القلوب من غير خطب سياسية أيضا. قال له واحد من فريق الحكام في منافسة ‘محبوب العرب’ حتى قبل فرز الأصوات في
بيروت: ‘أنت صاروخ من غزة لنا جميعا’.)..
عجبا من الاحتلال وسحقا له .. الم يدرك المحتل ان سيادة الرئيس أبو مازن فلسطيني أولا وثانيا وأخيرا ... الم يدك الاحتلال أن من اقنع العالم بالوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني في الأمم المتحدة هو ذات الرئيس الذي حرص ان يقنع العالم بالعبقرية الفلسطينية سوء كانت فنية او علمية او سياسية او نقابية.... ؟
عساف سجلها واضحة والسيد الرئيس أكدها.. فليس هو بأغنية تتوق الأمهات الفلسطينيات للرقص على أنغامها بل هو فدائي حارب ونافس بالشعب كاملا.. للقدس وللعودة، للاستقلال والأسرى للشهداء وللوحدة الفلسطينية والعربية...