في أنعكاس سقوط الأخوان على حركة حماس- الأسير ماهر عرار -سجن النقب
حملت أحداث مصر أثار وأنعكاسات أقليمية ودولية وخلطت الأوراق السياسية على المشهدين ،وفي سياق قراءة التطور المصري المزلزل على صعيد الملف الفلسطيني وتحديدا حركة حماس
يمكن أن نقرأ أنعكاس ما طرأ من سقوط حكم الأخوان على النحو التالي : يعزز من قوة ونفوذ تيار الزهار في حركة حماس، المتمسك بمحور أيران سوريا حزب الله والذي شهد مؤخرا سياسة تضيق ومحاصرة من قبل تيار هنية مشعل،على حساب تراجع تيار مشعل هنية التابع لحكم القاهرة المعزول وقطر وتركيا ،حيث أن تيار هنية مشعل سقط مع سقوط حكم الأخوان وتأيد قطر لتحرك الجيش وعزل الأخوان .
هذا التطور بالتأكيد سيدفع بهذا التيار ألى تقديم التنازلات داخل المؤسسة الحمساوية وأعادة تطبيع العلاقة مع محور الزهار الذي حافظ على أوراقه السياسية في الأقليم وبالتالي سنشهد أعادة ترتيب للبيت الحمساوي ولربما تزكية الزهار لعضوية المكتب السياسي بعد أقصاءه في أخر أنتخابات تحت ضغوط المرشد محمد بديع بالأضافة لرغبة قطرية بهدف تحجيم دور أيران وسوريا وحزب الله في أروقة حركة حماس
لاشك بأن ما حملته رياح التغير في مصر من عزل نظام الجماعة الأخوانية، قد جلب أكبر الضرر لحكم وسلطة حركة حماس في قطاع غزة ،الا انه بمقدار هذا الضرر يعد هذا التطور، مكسب أستراتيجي لتيار الزهار صاحب الرهان على محور سوريا أيران حزب الله ،وهذا بالتيجة يعد رافعة للزهار في أوساط نخبة وكوادر حماس في ضوء انهيار منظومة مشعل وهنية الذين جازفوا بالحركة وتحالفاتها الأستراتيجية في صراع محاور أقليمي متأرجح ومتذبذب وغير مستقر على المدى المنظور والمتوسط ...
أعتقد أن الخطوة القادمة في مؤسسة حماس سيما في ضوء تصعيد الجيش المصري على حركة حماس ،هي تداعي الحركة لتدارس تداعيات الأنهيار المباغت والدراماتيكي ونتائجه وانعكاساتها ،وتتابعا سنشهد دفع الزهار ليتصدر دور الطبيب الكفيل بأعادة ترميم وأنقاض ما يمكن أنقاضه على مستوى تحالفات الحركة أقليميا وبالتالي فتح قناة حوار لتطبيع العلاقات مع أيران تحديدا من خلال رجلها الوفي داخل حماس (الزهار) ..
في جانب أخر من أنعكاسات التطور المصري يمكن التنبأ بخطوات حمساوية بأتجاه المصالحة أو أن شئت أعادة تنشيط المسار التصالحي ولا أقول المصالحة أو أتمامها وأنما تقليل حجم الخسائر بالأنفتاح على الضفة وأيجاد مخارج سياسية من خلال السلطة الشرعية المقربة من حكم مصر الجديد ..
وفي السياق لربما تدفع حركة حماس لاحقا الثمن السياسي للقوات المسلحة ،بتحقيق أختراق جزئي في ملف المصالحة في حال تم تنشيطه من قبل المخابرات المصرية ،فتظهر حركة حماس بعض المرونة في سبيل تطبيع العلاقة مع السيسي الحاكم الفعلي في مصر ..
كل ما ذكر يبقى محض قراءة تحليلية ،بيد أنه من المؤكد أن حركة حماس تمر في مأزق مفصلي وتعيش حالة تخبط سياسي ومؤسسي في خضم الخسارات الأستراتيجية سيما العمق السياسي والنافذة الدولية والأقليمية المتمثلة في حكم جماعة الأخوان .. .